الوقت- أكد الموقع الإذاعي الألماني على أن الطريقة الوحيدة لوضع حدّ للتوترات المتصاعدة في منطقة الخليج الفارسي هي إصلاح سياسات أمريكا الفاشلة في الشرق الأوسط، وأشار ذلك الموقع الإذاعي إلى أن محاولات واشنطن خلال الأربعين عاماً الماضية لعزل طهران باءت بالفشل.
ولفت هذا الموقع الإذاعي إلى أن السياسات الأمريكية الفاشلة في الشرق الأوسط تحتاج إلى إصلاح، معرباً عن أن تلك السياسيات تلعب دوراً مهماً في حدوث الكثير من الانقسامات والتوترات بين الرياض وطهران.
وفي سياق متصل، ذكر هذا الموقع الإذاعي بأن الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي في منطقة الشرق الأوسط، أثارت العديد من التكهنات مرة أخرى حول نشوب حرب جديدة في المنطقة، وهذا الأمر أدّى إلى تصاعد التوترات بين عدد من دول منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن سلاح الجو المسير التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" نفّذ الأسبوع الماضي عدداً من الهجمات باستخدام الطائرات من دون طيار على مصفاتي "بقيق" و"خريص" التابعتين لشرطة "أرامكو" النفطية السعودية، ما تسبّب في حدوث أضرار بالغة لبعض الهياكل الأساسية والمعدات النفطية في السعودية وفي ذلك الوقت اتّهمت أمريكا إيران بالتورط في تلك الهجمات، ولكن إيران ردّت على تلك المزاعم وأكدت للعالم أجمع بأنها لم يكن لها أي صلة بتلك الهجمات وحول هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني بأن واشنطن حاولت توجيه أصابع الاتهام نحو إيران واتهامها بأنها هي من قامت بتلك الهجمات وذلك لكي تتستر على فشل أنظمة الـ"باتريوت" التي باعتها للسعودية في التصدي لتلك الطائرات من دون طيار التي انطلقت من الأراضي اليمنية.
وفي هذا الصدد، ألقى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مرة أخرى خطاباً شديد اللهجة ردّاً على تلك التصريحات الإيرانية.
يذكر أن الرئيس "ترامب" يتجنّب تحويل هذه الأزمة الحالية إلى مواجهة مفتوحة وذلك لأنه يعتبر نفسه تاجراً كبيراً يمكنه جلب معارضي أمريكا إلى طاولة المفاوضات من خلال استخدام مزيج من الترهيب والإطراء.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المرجّح أن يخوض الرئيس "ترامب" حرباً مع إيران بسبب مصداقيته، ولكنه في الحقيقة يريد إنهاء الحروب في الشرق الأوسط التي كان يشير إليها دائماً على أنها عبارة عن عمل غبي قام بها أسلافه في الحكم.
وفي سياق آخر، ذكر هذا الموقع الإذاعي الألماني، بأن الإيرانيين قاموا لعدة مرات باختبار استعداد أمريكا لحماية حلفائها في المنطقة ولفت ذلك الموقع إلى أنه ينبغي على السعوديين أن يعلموا جيداً بأن هذا الرئيس الأمريكي، قد يتركهم وحيدين في وضع لا يحسدون عليه. وأكد ذلك الموقع على أن الرئيس "ترامب" يريد أن يبيع للسعودية وبعض دول المنطقة الغنية بالنفط الكثير من الأسلحة، لكنه لا يريد أن يدخل في حرب من أجلها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر لا يتعلق بالرئيس "ترامب" فقط، وذلك لأن أمريكا لم تعد تعتمد على نفط الخليج الفارسي.
وفي السياق ذاته، كشف هذا الموقع الإذاعي أن إيران أصبحت في وضع يمكنها الدفاع عن نفسها من خلال سياساتها الإقليمية ويمكنها الوقوف في وجه القوى العظمى المتمثلة بأمريكا التي تصل ميزانيتها العسكرية إلى نحو 35 ضعفاً عن ميزانية إيران العسكرية وعلى الرغم من أن واشنطن زعمت أنها فرضت أشد العقوبات على جمهورية إيران الإسلامية، لكن طهران أثبتت مؤخراً بأنه يمكنها أن تلعب بجدارة أمام هذه القوة العظمى.
وفي سياق متصل، أشار ذلك الموقع الإذاعي إلى أن السعوديين قاموا خلال السنوات الماضية بشراء الكثير من المعدات العسكرية المتقدمة والمتطورة من أمريكا ومن بعض الدول الغربية ولكنهم لا يزالون غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، وفي وقتنا الحالي أصبح القادة السعوديون يعلمون جيداً بأن أمريكا لم تعد القوة العظمى والحاسمة في منطقة الشرق الأوسط.
وهنا يطرح هذا الموقع الإذاعي السؤال التالي، هل هذا سيّء؟..
لا ليس سيّئاً بأي حال من الأحوال، لأن سياسات هذه القوة ذاتية التنظيم (أمريكا) لعبت دوراً مهماً في خلق الكثير من التوترات الإقليمية وكانت السياسات الأمريكية تقوم بتقديم الكثير من الدعم للجانب السعودي أثناء نشوب أزمة بين الرياض وطهران.
وأكد ذلك الموقع الإذاعي على أن أمريكا قدّمت الكثير من الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني المجرم وللعديد من الجهات الفعالة في المنطقة للإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية، والغريب في الأمر أن هذه المحاولات الأمريكية تأتي في الوقت الذي يقوم فيه آل سعود بنشر التطرف في جميع أنحاء العالم وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن.
وفي الختام، أعرب هذا الموقع الإذاعي عن أنّه قد مرّت حوالي أربعين عاماً لمحاولة عزل إيران عن العالم، لكن كل هذه الجهود الأمريكية باءت بالفشل وأصبحت إيران أقوى من أي وقت مضى. وأكد هذا الموقع الإذاعي الألماني على أن هناك طريقة وحيدة فقط لإنهاء الأزمات والتوترات في منطقة الخليج الفارسي، تتمثل في إصلاح سياسات واشنطن الفاشلة في منطقة الشرق الأوسط.