الوقت- احتجزت قوات بحرية تابعة للحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة الماضي ناقلة نفط بريطانية كانت تعبر مضيق هرمز الاستراتيجي وذكر الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني أن القوات البحرية التابعة له وبطلب من سلطة الموانئ والبحار في محافظة "هرمزغان" احتجزت الناقلة بسبب عدم احترامها للقانون البحري الدولي.
وأوضح البيان المقتضب أن السفينة "ستينا إمبيرو" اقتيدت بعد السيطرة عليها إلى الساحل حيث تم تسليمها إلى السلطة من أجل بدء الإجراءات القانونية والتحقيق.
من جهتها، أعلنت شركة "ستينا بولك" السويدية المالكة لناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم بريطانيا أنها فقدت الاتصال بسفينتها أثناء إبحارها في مضيق هرمز وحول هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" يوم السبت الماضي بأن احتجاز ناقلة النفط البريطانية في مضيق هرمز يهدف إلى "تدعيم القواعد البحرية الدولية".
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، قال ظريف: "على عكس القرصنة في مضيق جبل طارق، ما قمنا به في الخليج يهدف إلى تدعيم القواعد البحرية الدولية".
ولقد اتهمت أمريكا إيران بـ "تصعيد العنف" بعد أن أعلن الحرس الثوري احتجازه لناقلة بريطانية في مضيق هرمز.
وقال "غاريت ماركيز" المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان: "إنها المرة الثانية خلال ما يزيد على أسبوع تكون فيها بريطانيا هدفاً لتصعيد العنف من قبل إيران"، مشيراً إلى أن "أمريكا ستواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا ضد إيران".
وفي سياق متصل، قالت بعض المصادر الإيرانية المطلعة، إن هناك عدداً من الأسباب القانونية وراء احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية وأعربت تلك المصادر، أن القوات البحرية الإيرانية احتجزت ناقلة النفط البريطانية بسبب بعض حالات انتهاك القانون البحري عندما كانت تمرّ عبر مضيق هرمز المزدحم مساء الجمعة الماضي، وقالت تلك المصادر إن الناقلة البريطانية أوقفت عمل جهاز تحديد المواقع (جي بي إس) الخاص بها، بما يتعارض مع اللوائح الدولية، وكانت تبحر في مضيق هرمز في نمط مروري خاطئ وقيل إن الناقلة كانت تدخل المضيق من الطريق الجنوبي وهو مسار خروج، ما يزيد من خطر وقوع حادث.
ومن جهته قال "مراد الله عفيفي بور"، مدير منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية بمقاطعة هرمزغان الجنوبية إن ناقلة النفط البريطانية اصطدمت بقارب صيد إيراني وتجاهلت نداء الاستغاثة.
لقد أثبتت الشعوب العربية مراراً وتكراراً أنها دائماً على خشبة اليقظة وأنهم يتقدّمون دائماً على حكوماتهم فيما يتعلق بالقضايا المهمة في الشرق الأوسط والعالم العربي ولقد احتجّوا دائماً على سياسات حكوماتهم في مختلف المجالات، وخاصة القضية الفلسطينية، وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وحول هذا السياق، كان موقف معظم الشعوب العربية فيما يتعلق باحتجاز القوات الإيرانية لناقلة النفط البريطانية في منطقة الخليج الفارسي، مصدر قلق، خاصةً عقب انتشار الكثير من التحذيرات بشأن ارتفاع حدّة التوترات في منطقة الخليج الفارسي، وحول هذا السياق، صرّح "عادل الجبير"، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية في رد فعل على احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أن أي هجوم على الحرية البحرية يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي ويجب أن تفهم إيران أن تصرفاتها في اعتراض السفن، بما في ذلك الحادث الأخير على ناقلة النفط البريطانية، غير مقبولة على الإطلاق".
وفي السياق ذاته، صرّحت وزارة الخارجية البحرينية بالقول: "ندين هذا العمل ونحثّ إيران على التخلي عن أفعالها غير المسؤولة"، كما أبدت دول عربية أخرى قلقها حيال هذه الحادثة.
ولكن المنشورات التي نشرها المستخدمون العرب على "تويتر" كشفت عن رؤية أخرى وردة فعل مختلفة عن تلك التي صرّحت بها بعض الحكومات العربية، وحول هذا السياق، كتب أحد المستخدمين منشوراً في "تويتر" يقول فيه: "إن جميع الأحداث في مضيق هرمز هي من عمل أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وإنهم يريدون احتلال الدول العربية بحجة دعم ناقلات النفط والمعابر المائية، حتى يتمكّنوا من السيطرة العسكرية على هذه المناطق والحصول على النفط من الدول العربية المصدرة للنفط".
وردّ مستخدم آخر على قناة العربية قائلاً: "عندما تم احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، لم تقولوا بأنكم تنفّذون القانون الدولي؟ أنتم لا تفهمون أي شيء إلا القوة".
وكتب مستخدم آخر، أن الأساس المنطقي لاتهام إيران بالأحداث في المنطقة، يرجع إلى أن الدول الغربية تريد أن تقود الدول العربية إلى الانخراط في حرب وصراع مع إيران.
لقد أكد أغلبية المستخدمين العرب على Twitter، على تضامنهم مع إيران وقوات الحرس الثوري الإيراني، وقالوا إن هذا الإجراء الذي قامت به إيران ضد قوة غربية كبيرة مثل بريطانيا، يؤكد بأن إيران تمتلك الكثير من الشجاعة والقوة التي تفتقر إليها الكثير من الدول العربية التي لا تستطيع القيام بمثل هذا الأمر وذلك لأن الدول العربية سقطت في المستنقع الغربي من أجل الحصول على الحماية المزيّفة.
أخيراً، يجب القول بأنه لا ينبغي علينا أن نعمم مواقف الدول العربية والحكومات العربية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، وخاصةً تلك المتعلقة بإيران، على جميع الشعوب العربية، لأن الشعوب العربية دأبت خلال العقود الماضية على الإشادة بالقوة العسكرية الإيرانية ودورها النشط في المنطقة، إن الأنظمة العربية التي لا تزال مرتبطة بالغرب، تشعر بالحزن كل يوم.