الوقت- للأسبوع الثاني على التوالي تشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، ليرتفع على اثرها عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أربعة شهداء فيما أصيب المئات في المواجهات المستمرة مع الجيش الإسرائيلي في القدس وقطاع غزة والضفة ردا على اعتراف واشنطن بمدينة القدس عاصمة لـ"إسرائيل".
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن رابع شهداء اليوم هو أمين محمود عقل "19 عاما" الذي استشهد بعد فشل محاولات إنقاذه إثر إصابته برصاصات عدة أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات محيط مستوطنة بيت إيل شمال مدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
وأعلن استشهاد عقل بعد وقت قصير من استشهاد الشاب باسل مصطفى محمد إبراهيم "29 عاما" من بلدة عناتا شمال القدس بعد إصابته برصاص إسرائيلي في الصدر ونقله إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.
وفي غزة أعلن الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة مساء اليوم الجمعة عن استشهاد شابين في مواجهات شرق قطاع غزة هما ياسر سكر "23 عاما" وإبراهيم أبو ثريا "29 عاما"، الذي استشهد خلال مواجهات أمام موقع ناحل عوز العسكري، شرق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
من هو ابراهيم أبو ثريا؟!
لم يكن أبو ثريا مقاوما عاديا، فقد كان رمزا للمقاومة والصمود والتحدي ومقارعة العدو والدفاع عن الحق، يعد أبو ثريا رمزا من رموز المقاومة في قطاع غزة حمل علم بلاده لآخر لحظة في حياته ، ليرتقي شهيدا اليوم بعد أطلق جندي إسرائيلي النار على رأسه بشكل مباشر ويقتله بدم بارد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف اسرائيل فيها أبو ثريا، فقد أصيب سابقا بقصف اسرائيلي على قطاع غزة عام 2008 وأدى إلى بتر قدميه، ومع ذلك لم يستسلم أبو ثريا وكان الجميع يراه في كل المناسبات القومية والوطنية وفي كل مظاهرة وانتفاضة متحديا إعاقته حاملا علم فلسطين عاليا.
وقبيل استشهاده بدقائق، وجّه الشهيد ابراهيم رسالة قال فيها "هذه الأرض أرضنا، ولن نستسلم"، كما أكّد على ضرورة أن تتراجع الولايات المتحدة الأميركية عن قرارها بخصوص القدس المحتلة، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني هو شعب الجبارين.
ومن يشاهد مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل استشهاد أبو ثريا يراه حاملا في يده علم بلاده ولم يظهر معه مسدس أو بندقية، ومع ذلك اعتبره جنود الكيان الصهيوني هدفا مشروعا لتنتهى حياته برصاصة غدر في الرأس
وخلال الأعوام الماضية كان إبراهيم أبو الثريا، حديث وسائل الإعلام الغربية والعربية، نظرا لشجاعته ورجولته وتحديه للإعاقة التي سببها له القصف الاسرائيلي على غزة عندما كان يتبادل وقتها أطراف الحديث مع مجموعة من أصدقائه في منزل أحدهم بمنطقة البريج وسط قطاع غزة.
حينها ودون سابق إنذار أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا على مكان جلوسهم فقتل سبعة من أصدقاء إبراهيم فيما أصيب هو بجراح بالغة فقد على إثرها ساقيه وإحدى كليتيه.
وعلى اثر ذلك انقلبت حياة إبراهيم رأسا على عقب، وأضيف هـم جديد إلى قائمة من الهموم التي كانت تعصف بعائلته. كان إبراهيم العائل الوحيد لأسرته، فوالده معاق لا يستطيع الحركة ووالدته مصابة بأمراض السكر والضغط.
كان يعمل أبو ثريا في صيد السمك وكان ينفق على أسرته مما يجود به البحر في أيام الصيد التي كان يخرج فيها مع رفاقه، لتزفه اليوم فلسطين عريسا دافع عن أرضه حتى الرمق الأخير رافضا الذل.
آخر التطورات
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مساء اليوم إصابة نحو 340 فلسطينيا في المظاهرات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وهذه الأرقام هي حصيلة غير نهائية بحسب الهلال الاحمر.
وجانبها قالت طواقم الإسعاف إنها نقلت 24 إصابة بالرصاص الحي و75 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتعاملت مع 227 حالة اختناق بالغاز المدمع في الضفة الغربية. كما سجلت إصابة 220 متظاهرا على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع منها 89 إصابة بالرصاص الحي.
إلى ذلك ذكرت مصادر محلية في مخيم قلنديا شمال القدس أن شابا نقل من مواجهات حاجز قلنديا الفاصل بين المدينة المقدسة ورام الله، ويدعى معاذ زهران، هو لا يزال يرقد بحالة خطيرة بعد تعرضه لكسور في الجمجمة.
وفي قرية النبي صالح غرب رام الله أفادت مصادر محلية بنقل إصابة بالرصاص المعدني اخترقت الوجه واستقرت بالرأس، ووصفت بالخطيرة، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مجمع فلسطين الطبي برام الله تعامل حتى ساعات مساء الجمعة مع أكثر من سبعين إصابة مختلفة من مواجهات المنطقة اليوم.