الوقت- قالت صحيفة التيلغراف البريطانية اليوم على لسان الكاتبة "هارييت ألكسندر" إن نجم ستيفن ميلر ارتفع بسرعة ملحوظة ليصبح واحدا من أكثر الشخصيات تأثيرا في البيت الأبيض.
ميلر، الشاب المحافظ من مدينة سانتا مونيكا الليبرالية بولاية كاليفورنيا، اصطدم في كثير من الأحيان مع مدرسته الثانوية، وغالبا ما كان يذكرها في برنامج الإذاعة الوطنية ملقيا باللوم على مديري المدرسة بنشر وتعزيز التعددية الثقافية، والسماح بإذاعة الإعلانات الصباحية في المدرسة باللغة الإسبانية، وعدم المطالبة بتلاوة عهد الولاء الوطني يوميا.
يبدو أن سخط ميلر على تلك الأوضاع قد هدأ بعد تخرجه في مرحلة التعليم الثانوي، فعندما كان طالباً في السنة الثانية الجامعية في جامعة ديوك، كتب ميلر مقالاً يحمل عنوان "صراعات التعددية الثقافية في مدرسة سانتا مونيكا الثانوية"، وفي هذا المقال وصف ميلر مدرسته الثانوية بأنها "مركز الاستقطاب السياسي".
وكتب ميلر في عام 2005، وفقًا للصحيفة، مقالاً لمجلة "فرونت بيج" المحافظة قال فيه إن: "التجربة الاجتماعية التي استعرضتها مدرسة سانتا مونيكا الثانوية قد أصبحت من أحد أبرز الأمثلة على الفشل اليساري الذريع، والأوهام، وجنون العظمة لدى القائمين على هذه التجربة".
ولقد كتب ميلر مجموعة من المقالات حول العرق والتفرقة بين الجنسين، وغيرها من القضايا الحساسة والمثيرة للجدل، وفي جامعة ديوك، أصبح معروفًا لدى مشاهدي قناة "فوكس نيوز" الإخبارية بوصفه المدافع الأول عن اللاعبين البيض من مدينة لاكروس الأمريكية الذين اتهموا باغتصاب راقصة سوداء، ومع بلوغه العشرين من عمره، كان ميلر من المساعدين المقربين للسيناتور جيث سيشونز (الجمهوري من ولاية ألاسكا)، حيث كان يساعده في نسف مساعي جماعات الدفاع عن المهاجرين التي كانت تسعى لوضع الملايين من المهاجرين من أمريكا اللاتينية على طريق الحصول على الجنسيات الأمريكية.
بعد تخرّجه من الجامعة، عمل ميلر لدى عضوين في الحزب الجمهوري، هما ميشيل باكمان، وجون شاديغ، قبل أن يعمل في عام 2009 مديراً للاتصالات في مكتب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، جيف سيشنز، الذي صادق مجلس الشيوخ الأمريكي قبل ثلاثة أيام على تعيينه وزيراً للعدل.
لاحقا في عام 2016، انضمّ ميلر إلى حملة ترامب الرئاسية، وعمل بوصفه أحد كبار مستشاريه السياسيين، بدءا من مارس/آذار 2016، وتجاوز هذا الدور الاستشاري أحيانًا ليخاطب الجماهير نيابة عن ترامب، ضمن خطب "الإحماء" التي تسبق ظهور نجم الحفل. كتب ميلر أيضاً خطاب ترامب الذي ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري العام الماضي. ولاحقًا بعد فوزه، عيّنه الملياردير الأمريكي منسّقًا للسياسات الوطنيّة لفريقه الانتقالي، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الفريق ذاته أنّ ميلر سيخدم مستشاراً أول لدى ترامب خلال ولايته القادمة.
وميلر، الذي يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس لشؤون السياسة، كان إلى جوار ترامب لأكثر من عام كامل، حيث انضم إلى حملته الانتخابية في يناير عام 2016. وفي حين أن ترامب قد عمل على تجديد قيادة حملته الانتخابية، مع انضمام بانون في وقت متأخر نسبيا في أغسطس (آب) من عام 2016، حافظ ميلر على وجوده المستمر إذ ارتفعت مكانته الشخصية ونفوذه بمرور الوقت.
ميلر أشرف على كتابة بعض خطابات ترامب الأكثر تشدداً خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، بما في ذلك خطاب القبول في المؤتمر الوطني الجمهوري، وفيه أعلن ترامب أن "لا أحد يعلم النظام أفضل مني، وذلك هو السبب في أنني الوحيد القادر على إصلاحه".
وبعد ظهور التقارير الإخبارية التي تفيد بدور ميلر المركزي في صياغة الأمر التنفيذي بحظر الدخول لمدة 90 يومًا على مواطني العراق، وسوريا، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن، فإن المساعد الرئاسي الشاب قد أثار المزيد من الانتقادات الجديدة. ولقد وجه جو سكاربورو، المذيع البارز في برنامج "صباح جو" الذي تذيعه شبكة "إم إس إن بي سي" المفضلة لدى ترامب، الانتقادات اللاذعة ضد ميلر ووصفه بأنه "شاب صغير ويافع داخل شبكة السلطة في البيت الأبيض، ويظن أنه يمكنه صياغة الأوامر الرئاسية التي تتجاهل كل أعضاء مجلس الوزراء".
يذكر أن ميلر لعب إلى جانب كبير استراتيجيي البيت الأبيض، ستيف بانون، دورًا محوريًّا خلف الكواليس في إعداد مرسوم حظر السفر الأخير لترامب، غير أنّه لم يتوانَ عن الظهور علنًا، مرات عدّة، للدفاع عن قرار رئيسه، واصفًا الطريقة التي هوجم فيها القرار بـ"الحقيرة"، وقال إن مثل هذه القرارات هي من صلاحيات السلطة الرئاسية، وإن مرسوم الرئيس "شرعي وضروري".