الوقت- مع خروج المستشار الاستراتيجي ستيف بانون من البيت الأبيض، أصبح لأمراء الأزمات والحروب في إدارة ترامب فرصا كبيرة في الدفع نحو وجود عسكري أكبر لأمريكا خارج الحدود.
في يوم الجمعة، غادر بانون البيت الابيض ليتابع عمله كمدير تنفيذي في شركة بريت بارت الاخبارية، وفور خروجه من البيت الأبيض تناقلت وسائل اعلام امريكية خبر اتحاد نائب الرئيس مايك بنس ومستشار الامن القومي ماك ماستر ليقنعا الرئيس بزيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان، في خطوة من شأنها اطالة عمر الحرب الدامية التي تجاوز عمرها الـ 16 سنة.
وفيما انكر بنس محاولته للضغط باتجاه اي خيارات، صرح مكتبه بان دور بنس هو مجرد " توفير المعلومات اللازمة بشكل موضوعي من اجل ان يتمكن الرئيس من اتخاذ قراراته".
ومن المتوقع أن يعلن ترامب يوم الاثنين المقبل عن قراره زيادة عدد الجنود الامريكيين في افغانستان.
ترامب والتهرب من قرارته
من جهة أخرى كان قد صرح احد اعضاء حملة ترامب الانتحابية بان وقوفه الى جانب ترامب جاء بناء على وعده بان الشأن الداخلي لأمريكا سيكون هو الاولوية. حيث صرح الأخير في نيسان عام 2016 :
"لقد كررنا اخطائنا في كل من العراق، مصر وليبيا وحتى تدخل اوباما في الحرب السورية. كل هذه التصرفات جرّت المنطقة نحو المزيد من الفوضى واعطت المجال لداعش لتزدهر وتتوسع. هذه لامر سيء. كل هذا بدا بفكرة خطيرة وهي اننا نستطيع صنع ديمقراطيات على الطريقة الغربية من دول لم تكن يوما مهتمة ولا تملك اي تجربة في الديمقراطية الغربية".
وفي كانون الاول. كرر ترامب شكوكه في مغامرات السياسة الخارجية الامريكية في خطابه الافتتاحي حين قال: "ابتداءا من اليوم، ستحكم رؤية جديدة ارضنا، من الان فصاعدا، ستكون امريكا هي الاولوية. كل قرار يتعلق بالتجارة، الهجرة الضرائب والشؤون الخارجية سيصنع من اجل فائدة العمال الامريكيين والاسرة الامريكية".
وعندما تسلم ترامب منصبه، لعب بانون دورا جوهريا في عملية الضغط على ترامب من اجل الايفاء بوعوده لمن صوتوا له. ولكن مع وجود فريق قوي مؤيد للعولمة والهيمنة الامريكية، فان ادارة ترامب تتحرك شيئا فشيئا نحو المزيد من التدخل خارج الحدود. حيث ان هذا الفريق لا يقتصر فقط على اعضاء من مجلس الوزارة, بل يشمل بعض من اقرباء ترامب وافراد عائلته.
هذا وقد امر ترامب في نيسان الماضي بضرب مطار سوري يعتقد بان له علاقة بالهجمات الكيماوية التي سبقت الضربة، بعد ان حثته ابنته ايفانكا على فعل ذلك.
وفي تموز، نجحت ادارة ترامب في فرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية في مجلس الامم المتحدة. ولكن بعد عدة ايام هدد ترامب بالـ" النار والغضب" ضد كوريا الشمالية بعد تكرارها لتجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، مما اثار الشكوك بان ترامب يخطط لعمل عسكري في شبه الجزيرة الكورية.
ومؤخرا اثار ترامب فكرة ارسال قوات عسكرية للتعامل مع الوضع الخارج عن السيطرة في فنزويلا حين اخبر مراسلين " أنا لا أتحكم بالقرارات العسكرية" في محاولة للتهرب المسبق من المسؤولية في حال تم اتخاذ هكذا خطوة.
رحيل بانون
هذا وأفادت صحيفة بوليتيكو بان "ما كان يكبح الجحافل الامريكية عن التصرف خارج الحدود، ليس فقط في افغانستان، بل في سوريا والعراق ، تم فقدانه بعد رحيل بانون عن البيت الابيض. حيث كان بانون يدعو من اجل تقييد السياسة الخارجية وتجنب الانخراط في مستنقعات دول اخرى".
وذكرت مصادر مقربة من البيت الابيض بان كلا من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس سيحظى بحرية اكبر من اجل تجرية المزيد من السياسات التكبرية والمتعجرفة حينما يريد.
ان رحيل بانون يعني بشكل رئيسي عودة البيت الابيض للحالة المعتادة له، حيث تملك وزارة الخارجية ووزارة الدفاع النفوذ الاكبر والتاثير الاقوى على عملية رسم السياسة الخارجية، هذا ما صرح به الدبلوماسي اليوت ابرامس والذي خدم في ادارة كل من الرئيسين السابقين ريغن و بوش.
Globalsits "امراء الأزمات"
هو الاسم الذي تستخدمه الصحف الغربية لتوصيف مجموعة من كبار الدبلوماسيين وأصحاب الاقتصادات الكبرى، من جنرالات في الجيش الامريكي الى اصحاب الشركات المتعددة الجنسيات، الذين اشتهروا باستغلالهم لازمات دول اخرى من اجل توسيع نفوذهم وتحقيق مكاسب اقتصادية شخصية.
هذا وقد اثارت قضية امراء الحرب ضجة اعلامية مؤخرا، بعد ان تحولت من نظرية مؤامرة الى مشكلة ملموسة ولها اثباتاتها العديدة في وثائق مسربة ودعاوى قانونية شككت بأن مجموعة من الساسة الامريكيين بالتنسيق مع جنرالات واصحاب شركات كبرى لم يكتفوا فقط باستغلال الحروب في اماكن اخرى، بل ساهموا في صنعها ايضا.