الوقت- يحقق الجيش السوري والحلفاء يوماً بعد يوم انجازات ميدانية متسارعة على طول الخارطة السورية ليؤكدون اقتراب نهاية معركة كونية شنتها أمريكا والعالم أجمع من أجل كسر محور المقاومة المتمثل بالجمهورية الاسلامية في ايران، العراق، سوريا ولبنان وذلك بزرع غدة سرطانية في داخلها اسمها داعش.
وتتجه الانظار اليوم نحو مدينة دير الزور التي تعتبر من أبرز وأهم معاقل تنظيم داعش الإرهابي والتي سيكتب لها النصر على الارهاب مما ستشكل نقطة عطف في مسيرة ختم التابوت لهذه الغدة السرطانية.
الهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش
أثبت الجيش السوري والحلفاء في الاشهر القليلة الماضية الحرفية والقدرة الكبيرة على استعادة الاراضي التي سيطرت وتحصنت فيها داعش، ونظرا للضربات القاضية التي تلقاها الدواعش في المعارك الأخيرة في الموصل وتلعفر في العراق، فضلا عن الهزيمة الأخيرة في منطقتي القلمون ورأس بعلبك في سوريا ولبنان، وفي حمص والبادية السورية، جعلت من داعش يواجه تحديا وجودياً في مختلف جبهات القتال، نتيجةً للضربات القوية التي تلقاها عناصره من قبل جبهة المقاومة وحلفائها، مما دفعه الى التقهقر والتراجع كل يوم عن سابقه.
ضربات المقاومة المؤلمة دفعت الدواعش الى خيارين لا ثالث لهما، اما الاستسلام او القتال حتى الموت، فبعد استسلام 308 داعشي في معارك القلمون على الحدود السورية اللبنانية، ها هو السناريو ذاته يتكرر في دير الزور، حيث ذكر مصدر مطلع من الجيش السوري أن مجموعة من الدواعش قد استسلمت لعناصر الجيش السوري في دير الزور يوم أمس وذلك بعد توجيه الجيش السوري والحلفاء ضربات قوية للتنظيم في منطقتي سردا وتل الكروم في إطار فك الحصار عن دير الزور.
وقال المصدر ان الدواعش يفرون من جبهات القتال الى الضفة الشرقية لنهر الفرات وأنهم أصبحوا على مسافة 5 إلى 7 كيلومترات عن أطراف المدينة التي اقتحمها الجيش السوري مدعوما من الطيران الحربي الروسي مطلع الشهر الجاري.
واعتبر مسؤول سوري رفيع أن "استسلام مجموعة الدواعش المذكورة للجيش السوري، إن دل على شيء، فعلى انهيار صفوف التنظيم في دير الزور وإدراك عناصره استحالة صمودهم أمام تقدم الجيش السوري والحلفاء".
ويرى العديد من الخبراء ان التنظيم لم يعد يمتلك رمق المقاومة كالسابق وهو يعيش ايام حياته الأخيرة.
ويذكرنا هذا الكلام بتصريحات لقيادي في المقاومة بعد تحرير الحدود اللبنانية السورية حيث قال أن "مسلحي داعش لديهم إمكانيات وذخائر، ولكن حجم القوة المهاجمة وروحية المجاهدين أدى إلى انهيار هذه الإمكانيات، مؤكداً أن داعش في حالة انهيار كامل".
هذا ويشن الجيش السوري والحلفاء معركة مهمة منذ مطلع الشهر الحالي في مدينة دير الزور، حيث استطاعت قواته بسط السيطرة على جميع المرتفعات الحاكمة جنوب شرقي مطاردير الزور العسكري، وطرد "داعش" والعصابات المسلحة المتحالفة معه من المحيط الشرقي للمطار المذكور.
اذا بانتصار الجيش السوري والحلفاء في معركة دير الزور تكون تلك السنين السبع العجاف على الحرب في سوريا قد طويت، فالنصر اقترب أكثر من ذي قبل، و من اجل الحفاظ على النصر، من الضروري تحقيق النصر أيضاً على الصعيد السياسي حيث يجب أن يتم الاستفادة بشكل كامل من الإنجازات الميدانية لتأمين التفوق السياسي فضلا عن التفوق العسكري.