الوقت- تناول موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال للكاتب " وول راي" حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي عقد قمة في بروكسل هذا الأسبوع، ولماذا لا يزال هذا التحالف العسكري تهديداً للسلام العالمي.
قال الكاتب: إن حزب العمال في بريطانيا كان يعارض حلف شمال الأطلسي منذ منتصف الثمانينات ولكن بدأت بعد ذلك أمريكا التي سيطرت دائماً على حلف شمال الأطلسي بسرعة، بإعادة اختراع الحلف وعلاوة على ذلك سعت إلى توسيعه، فعقب انتهاء حلف وارسو أرادت العديد من الحكومات الأوروبية الوسطى والشرقية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتابع الموقع: إن هذا بالطبع كان مثل الموسيقى في آذان الشركات المصنعة العسكرية الأمريكية، ففي الواقع، كان رئيس لجنة توسيع الناتو، بروس جاكسون، المدير الفني لشركة لوكهيد مارتن، أكبر شركة للتصنيع العسكري في العالم، أحد أعضاء الناتو الجدد بسبب السياسة "التوافقية" التي هي جمع أفراد حلف شمال الأطلسي شريطة أن يكونوا قادرين على استخدام المعدات العسكرية نفسها، فعلى سبيل المثال، طائرات لوكهيد العسكرية التي تكلف الملايين من الدولارات، واستمر هذا الوضع حتى يومنا هذا في البلدان التي يمكن أن تتحمل ذلك مع الاقتصادات المتعثرة، وتشمل هذا البلدان اليونان بالطبع.
واستطرد الموقع الكندي: إن توسيع حلف شمال الأطلسي حتى الحدود مع روسيا كان سياسة استفزازية، فقد تمت الإشارة إلى هذه المخاطر لكن لا يهتم أي أحد بهذا، وهنا نجد تصريحات لأحد القادة في الناتو التي كانت استفزازية وتحرض على اندلاع حروب حقيقة حيث قال: "لقد وصلت القوات البريطانية إلى إستونيا كجزء من مهمة حلف شمال الأطلسي الكبرى في دول البلطيق لردع العدوان الروسي"، فمنذ البداية، اتبع حلف شمال الأطلسي دائماً سياسة "التسليح النووي"، حيث يواصل المطالبة بالأسلحة النووية التي هي بغية "الحفاظ على السلام"، لكن من الواضح أن هذه الأسلحة النووية التي يمتلكها الناتو هي لأغراض أخرى.
واستطرد الموقع: عندما سئل وزير الدفاع، جيف هون، في البرلمان لماذا بريطانيا لديها سياسة "الاستخدام الأول للعنف "، حيث أجاب: "بسبب التزاماتنا بحلف شمال الأطلسي."
وقال الموقع: إن هذا بالطبع تحت إشراف الإدارة الأمريكية مع سياستها التي تتمثل بالهيمنة العالمية، حيث أنشأت الناتو سلسلة من القواعد المسلحة نووياً في جميع أنحاء أوروبا في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا في انجرليك، وهذا الأخير هو الذي يسبب مشكلات عميقة الآن في العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة التي أصبحت العلاقة بينهما أكثر انقساماً، فهناك الآن مشكلة حقيقية لحلف شمال الأطلسي مع أردوغان الدكتاتور القمعي فكيف يمكن لتركيا أن تبقى في حلف شمال الأطلسي؟ فمن المفترض من دول حلف شمال الأطلسي أن تدعم مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتابع الموقع: تأتي هذه القواعد المسلحة نووياً تحت عنوان "سياسة المشاركة النووية" التي يتبعها الناتو، لكن وفي الواقع هي انتهاك لمعاهدة حظر الانتشار النووي، حيث يواصل حلف شمال الأطلسي في التوسع، فقد أسقطت سياسة عدم التحرك "خارج المنطقة" منذ فترة طويلة، فحلف شمال الأطلسي يعني وبكل بساطة الهيمنة السياسية من قبل الولايات المتحدة حيث يدعي حلف شمال الاطلسي باتباع "المفهوم الاستراتيجي" أي إن "تعزيز الأمن الأوروبي الأطلسي تمتين للشبكة الواسعة من علاقات الشراكة مع الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم."
وقال الكاتب في مقاله: في عام 1994 أنشئت منظمة حلف شمال الأطلسي والشراكة من أجل السلام في جميع أنحاء أوروبا، لكن حلف شمال الأطلسي يحيط بروسيا من الغرب والشرق، وهذه الشراكات هي من أجل "السلام" وتشمل الآن 22 دولة، بما في ذلك إيرلندا البلد الذي يعرف باتباع السياسة "المحايدة".
واختتم الكاتب: يبدو وكأن حلف شمال الأطلسي بات الذراع العسكري للأمم المتحدة، وهذا في نفس الوقت لا يكاد يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة، فقد كانت هذه المنظمة لنشر الأمن والتعاون في أوروبا، والتي أنشئت بموجب الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة لمنع وحل النزاعات بالوسائل غير العسكرية، وتعزيز التعاون في المجالات الإنسانية وغيرها، حيث يتم ترويج الناتو بالنسبة لنا بمثابة هيئة لصنع السلام، واليوم نجد ترامب يريد فقط المزيد من المال للحروب كما رأينا عندما أعلن عن زيادة 54 مليار دولار في الميزانية العسكرية في حين أن الآلاف في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر.