الوقت- اتسع نطاق الإحتجاجات على ممارسات الإحتلال الجائرة بحق الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون إضرابا عن الطعام في سجون الكيان منذ 28 يوما على التوالي ليشمل عواصم أوروبية وعربية، وسط مخاوف من انفجار الأوضاع في فلسطين ودعوات لتلبية مطالب الأسرى.
وجاءت كبرى التظاهرات في لندن تضامنا مع 1500 معتقل يذوقون ويلات التعسفية الاسرائيلية الجائرة، حيث أضربوا عن الطعام منذ "السابع عشر من نيسان/ ابريل الحالي" للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وتلبية حقوقهم الانسانية.
يذكر أن سجون الإحتلال تحتوي على 6500 فلسطيني موزعين على 22 سجنا بينهم 29 معتقلين قبل توقيع اتفاقيات اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية العام 1993. ويشمل المعتقلين 62 امرأة ضمنهن 14 قاصرا حسب بيانات نادي الاسير الفلسطيني.
وعلاوة على لندن خرجت احتجاجات في عدّة عواصم أوروبية تضامنا مع الأسرى، وطالب المتظاهرون تل أبيب بتلبية مطالب الأسرى لتجنب حدوث أي مكروه لهم.
وفي الدول العربية بادرت السفارة الفلسطينية بالجزائر، بإقامة وقفة إضاءة بالشموع في مقر السفارة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والذين باتت حالتهم الصحية في الحضيض.
في هذا السياق صرّح "لؤي عيسى" السفير الفلسطيني بالجزائر للصحفيين خلال هذه الفعالية: إن هذه الوقفة الرمزية هي هبة لدعم أسرانا لنعبر من خلالها عن سخطنا إزاء الصمت الدولي والموقف الذي يتعاطى به العالم مع هذا الإضراب ومع نضال الشعب الفلسطيني وقضيته بشكل عام.
باكورة الحراك الشعبي لتلبية مطالب الأسرى
كما تستمر التظاهرات في الداخل الفلسطيني، حيث خرج الآلاف من حركة فتح السبت في مدينة غزة تضامنا مع المعتقلين. وتجمع المتظاهرون من مختلف مناطق القطاع في ساحة الكتيبة مرددين شعارات تدعو لأوسع حملة تضامن ورفعوا علم فلسطين ولافتات تؤكد ضرورة الوحدة لمساندة القضايا العادلة للاسرى.
وتأكيدا على إصرارهم بتحقيق مطالب الأسرى صرّحت النائب عن حركة فتح "نعيمة الشيخ": إن المسيرات ستستمر حتى تحقيق مطالب الاسرى مؤكدة ان المسيرة هي باكورة الحراك الشعبي لدعمهم.
والإضراب يقوده القيادي في حركة فتح "مروان البرغوثي" المعتقل منذ 15 عاما والذي قاسى ويلات ممارسات الاحتلال الجائرة.
مخاوف من انفجار الأوضاع
من جانبه حذّر المحلل السياسي "جهاد حرب" من خطورة الأوضاع قائلا: في حال استمرار الإضراب لفترة أطول وارتفاع المخاطر الصحية على بعض الاسرى المضربين وخصوصا القيادات فإن الامور قد تنفجر بشكل مواجهات مع جيش الاحتلال عند مناطق التماس.
وتوقّع المحلل السياسي أن ما يسهم في ازدياد التوتر ان غالبية المضربين من حركة فتح، وبالتالي فإن أي تطور سيدفع انصار الحركة الاكثر انفعالية إلى التصعيد.
وجاءت هذه المخاوف بعد أن استشهد منذ العام 2015 حوالي 261 فلسطينيا وقتل 41 اسرائيليا وأمريكيان وأردني واريتري وسوداني وبريطانية في هجمات أو محاولات لشنّ هجمات ومواجهات بين الفلسطينيين وقوات الإحتلال.
الى ذلك قدّرت الاستخبارات الفلسطينية بأن الامور قد تخرج عن السيطرة خصوصا في حال استمرار الاضراب وبدء نقل المضربين الى المستشفيات.
ويعلن الفلسطينيون عن تضامنهم مع الأسرى بشكل مسيرات او من خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، غير ان الامور لن تبقى على حالها اذا استمر الإضراب.
وكانت قد أبلغت السلطة الفلسطينية كيان الإحتلال والاتحاد الاوروبي وكافة الجهات الدولية بتخوفاتها من انفجار الاوضاع في حال لم يتم حل مطالب المعتقلين.
ويقود الاضراب القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل منذ 15 عاما.
وتأتي أهمية إضراب الأسرى هذه المرة من انه جاء بعد فترة من التردد في ظل إجراءات قمعية من جيش الكيان الاسرائيلي.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي نقل "وصفي قبها" وزير سابق لشؤون الاسرى في حكومة حماس السابقة رسالة من البرغوثي أخرجها معه لدى الافراج عنه الخميس بعد 10 اعوام في السجن، ورد في الرسالة أن الإضراب جماعي ومن مختلف الفصائل وهدفه مطلبي وليس سياسيا.
وتمثّل الإحتجاجات أحد أهم النشاطات التي من شأنها مساندة المضربين الأسرى في سجون الاحتلال، حيث لها تأثيرها المهم في دعم صمودهم ولها مساهمة أيضا في التقليل من عمر الإضراب.
إجراءات الإحتلال الجائرة
وأما سلطات سجون الإحتلال فإنها تحاول استخدام كل السبل الممكنة من أجل كسر إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، الذي يدخل الأحد يومه الثامن والعشرين على التوالي.
وزار محامون من المؤسسات الحقوقية بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بعض السجون الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، وكشف المحامون: إن سلطات السجون صعدت من تنكيلها بالأسرى من أجل وقف الإضراب عن الطعام.
وأكد المحامين بعد أن شهدوا حالة الأسرى المضربين أن سلطات السجون دأبت منذ بدء الإضراب في 17 أبريل الماضي، على الاعتداء على الأسرى باستخدام الغاز والكلاب البوليسية، أثناء عمليات الاقتحامات والتفتيش المتكررة والمفاجئة للمعتقلات والزنازين.
يذكر أن سلطات السجون الصهيونية قامت منذ بداية الإضراب عن الطعام، بمصادرة مقتنيات العديد من الأسرى، وجردتهم من ملابسهم، وأبقت فقط على ملابس إدارة السجون. كما تم نقل العشرات من الأسرى المضربين بعد دخولهم مرحلة الخطر، إلى مستشفيات ميدانية أقيمت في عدد من السجون.