الوقت- بعد ان اوقفت البحرية الايرانية سفينة الحاويات "ميرسك تيغرس" التي كانت ترفع علم جزر مارشال الواقعة تحت السيادة الامريكية واقتادتها الى ميناء بندرعباس يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي نظرا لعدم تسديدها غرامة قدرها 3.6 مليون دولار لإحدی الموانئ الايرانية، اعلنت السفارة الايرانية في الدنمارك ان الافراج عن السفينة المحتجزة والسماح لها بالخروج من المياه الاقليمية الايرانية لن يتم قبل تسوية شركة "ميرسك" للملاحة البحرية ديونها وحل ملفها القانوني مع الجهة الايرانية التي رفعت شكوى ضدها.
وقالت السفارة الايرانية في كوبنهاغن في بيانها الصحفي "ان توقيف هذه السفينة جرى يوم الثلاثاء 28 نيسان/ابريل وفقا لقرار المحكمة اثر شكوى خاصة تتعلق بديون مترتبة على هذه الشركة للشركات الايرانية ".
واشار البيان الى ان الملف مر بمساره القضائي خلال الاعوام الماضية وان اطراف الدعوي شاركوا في العديد من جلسات المحكمة وقدموا وثائقهم وحتى انهم قدموا الاستئناف على القرار الابتدائي للمحكمة.
واضاف: "ان القرار النهائي للمحكمة صدر خلال العام الميلادي الجاري والذي يتضمن الحكم على شركة الملاحة البحرية (ميرسك شيبينغ لاين) بتسديد غرامة مالية".
واكدت السفارة الايرانية في كوبنهاغن، بان اجراء المسؤولين الايرانيين في هذا الصدد جرى وفق قوانين وضوابط البلاد وبما يتطابق مع القوانين والمعايير الدولية.
وتابعت: "من الطبيعي ان هذه السفينة سيسمح لها بمغادرة المياه الايرانية نحو مقصدها النهائي بعد تسوية الديون المترتبة علی شركة الملاحة البحرية ميرسك".
واعلنت السفارة الايرانية بان طاقم السفينة هم في اتم صحة وسلامة ومتواجدون في مكان مناسب وليست هناك اي قيود قنصلية بشانهم وسيتم توفيرها لهم في حال الحاجة او الطلب".
واكدت انه وفقا للمعلومات المتاحة، جرت اتصالات بين اصحاب السفينة وشكاة الملف لحل وتسوية القضية.
ووفقا لهذا التقرير يؤكد المسؤولون الايرانيون بأن ليس هنالك اي دليل او اعتبارات سياسية او امنية في توقيف السفينة المذكورة وان هذا الاجراء جرى فقط في اطار تنفيذ قرار المحكمة في نزاع تجاري بين طرفين خاصين.
وكان قد اعلن المدير العام لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية الايرانية محمد سعيد نجاد في وقت سابق لوكالة "ارنا" بان شكوي حقوقية من قبل شركة خاصة ادت الى اصدار حكم قضائي من المحكمة بتاريخ 16 اذار/مارس الماضي لتجميد الاموال المتعلقة بشركة "ميرسك ".
في هذه الاثناء اعلنت السفارة الروسية في طهران استعدادها لتقديم خدمات قنصلية للافراد الروس من طاقم سفينة شركة "ميرسك" التي تم توقيفها من قبل البحرية الايرانية في الخليج الفارسي، لكنها قالت بان اي طلب من هذا القبيل لم يصلها لغاية الان.
واوردت وكالة انباء "اينترفاكس" نقلا عن "سوسلوف" احد مسؤولي السفارة الروسية في طهران في اتصال اجرته معه، نحن في تواصل مع وزارة الخارجية الايرانية وقدم سوسلوف تفاصيل اكثر وقال بان احد افراد طاقم السفينة روسي الجنسية لكننا لا نعرف اسمه لغاية الان وفيما لو اتصل بنا فاننا على استعداد لتقديم المساعدة له في اي مجال كان.
واكدت شركة "ميرسك" الغرامة المالية البالغة 3.6 مليون دولار لكنها قالت بانها لم تكن على علم بها قبل توقيف السفينة.
كما أكدت شركة الشحن الدنماركية ميرسك أن طاقم سفينتها المحتجزة لدى إيران في مضيق هرمز آمن ومعنوياته جيدة.
ولا يزال الطاقم المكون من 24 شخصا، معظمهم أوروبيون وآسيويون، على متن السفينة التي رست قبالة مدينة بندر عباس الإيرانية وتدعي ميرسك أنها لا تعرف حتى الآن سبب احتجاز السفينة، مشيرة إلى أنها كانت في خط سير متاح أمام سفن الشحن الدولية وأضافت أنها مستمرة في الجهود للحصول على المزيد من المعلومات بشأن احتجاز السلطات الإيرانية للسفينة التي تؤكد السلطات الإيرانية انها دخلت إلى المياه الإيرانية.
وبما ان هناك تصريحات امريكية صدرت حول حادث احتجاز هذه السفينة من قبل الامريكيين وقالت بانه يمكن لامريكا ان ترسل سفنها الحربية لمرافقة السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز، انتقدت إيران هذه التصريحات الامريكية وقال قائد القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش، الأدميرال حبيب الله سياري، إن مياه الخليج الفارسي ومياه مضيق هرمز وبحر عمان آمنة تماما، فقوات الجيش والحرس الثوري الإيراني تعمل على تأمين تلك المنطقة بشكل دائم.
وقال سياري في كلمة ألقاها يوم الأحد، إن مياه خليج عدن ومضيق باب المندب هي المنطقة غير الآمنة، معتبرا أنه على البوارج الأمریكية أن ترافق السفن في تلك المنطقة، لا في المنطقة المائية الواقعة جنوبي إيران، بحسب قوله.
كما اعتبر سياري أن احتجاز إيران السفينة التجارية التي كان على متنها 24 شخصا كان قانونيا، وهذا بسبب خلافات تجارية تتعلق بقروض وديون تترتب على الشركة صاحبة السفينة.
وعن وجود قطع عسكرية إيرانية في مياه خليج عدن وباب المندب، اعتبر سياري أن وجودها ضروري لتأمين طرق الملاحة البحرية، موضحا أن القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني ستقوم بمناورات ضخمة في وقت لاحق من هذا العام، للتأكد من الجهوزية التامة.