الوقت- أُثيرت في الآونة الأخيرة تقارير اعلامية عديدة تحدثت عن تواجد قوات عسكرية روسية غرب الأراضي المصرية لدعم المشير خليفة حفتر، وقوات الجيش الوطني الليبي، مما دفع روسيا والقاهرة وعلى لسان اكثر من مسؤول الى ايضاح الموضوع، فما حقيقة هذه التقارير؟
يعود أصل القضية الى تقرير نشرته وكالة رويترز بالتزامن مع تقرير نشرته وكالة فرانس برس، عن مسؤولين أمريكيين ومصريين -رفضوا الكشف عن هوياتهم- أنهم لاحظوا وجود قوة خاصة روسية وطائرات مسيرة في منطقة سيدي براني، وذكرت المصادر نفسها أن طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات إلى مرسى مطروح قبل أن تذهب إلى ليبيا.
وزعمت رويترز في تقريرها وجود قوات روسية خاصة بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا، وقال التقرير إن تلك الخطوة من شأنها تعزيز دور موسكو المتنامى في ليبيا، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين إن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بعد أن هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته في موانئ النفط الخاضعة لسيطرته.
وقالت "رويترز" إن واشنطن لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات بدون طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا، ونسب التقرير تصريحات قال إنها لمصادر أمنية مصرية، لم يذكر هويتها، قولها إنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردا، لكن المصادر، بحسب التقرير، امتنعت عن مناقشة مهمتها، وأضافت أن روسيا استخدمت أيضا قاعدة مصرية أخرى شرق سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير الماضي، وأن طائرات عسكرية روسية حملت نحو 6 وحدات عسكرية إلى مرسى مطروح قبل أن تذهب إلى ليبيا بعد حوالى 10 أيام.
أما تقرير وكالة الصحافة الفرنسية فقد نقل عن المسؤول الأميركي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أنه "يبدو أن روسيا نشرت قوات خاصة في قاعدة جوية في مدينة سيدي براني" الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر شرق الحدود الليبية، وقال المسؤول إن الجيش الأميركي يراقب الوضع عن كثب.
نفي روسي "قاطع"
ميخائيل بوغدانوف، ممثل الكرملين الخاص في الشرق الأوسط، نفى بشكل قاطع ،الثلاثاء 21مارس /اذار، نشر بلاده قوات عسكرية على الحدود المصرية الليبية، وأوضح بوغدانوف، في تصريح أدلى به لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أنّ "ادعاءات قيام موسكو بنشر جنود من القوات الخاصة المزودة بطائرات من دون طيّار، على الحدود المصرية الليبية، عارية عن الصحة"، وأضاف أنّ "بلاده على تواصل مع كافة القوى السياسية الناشطة في شمال وجنوب وغرب ليبيا".
النفي الروسي ليس الأول خلال الايام السابقة، اذ نفت وزارة الدفاع الروسية، الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن نشر وحدات "قوات خاصة روسية" في مصر، وقال اللواء إيغور كوناشنكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية :"لا توجد أي وحدات روسية خاصة في سيدي البراني. مثل هذه المزاعم المختلقة المرسلة من مصادر مجهولة إلى بعض وسائل الإعلام الغربية تثير الرأي العام على مدى سنوات".
كما نفى مجلس الاتحاد الروسي، في وقت سابق من اليوم، هذه الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عن إرسال روسيا عسكريين وطائرات من دون طيار إلى قاعدة جوية في مصر، ووصف فلاديمير جاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، تلك الأنباء بالوهمية، مضيفا أن "روسيا لم تفعل ذلك ووزارة الدفاع لا تؤكدها. إنها أنباء وهمية لا تستحق الاهتمام"، وشدد المسؤول الروسي على أن مثل هذه الأخبار المضللة هي عناصر في حرب إعلامية "يشنها الجميع ضد الجميع".
قوات روسية في بنغازي
وبالتزامن مع حديث وكالة رويترز أن "قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر"، دخلت وزارة الخارجية الروسية على الخط ونفت أي علاقة لها بعملية إزالة الألغام من مصنع إسمنت في بنغازي الليبية، وقالت الوزارة في بيان بالخصوص: "ليست لدينا أي معلومات عن متعاقدين من روسيا تولوا إزالة الألغام من منشأة صناعية في منطقة مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ولا نعرف المصدر الذي نقلت عنه رويترز هذا الخبر. ولم تجر أي مشاورات بهذا الشأن في وزارة الخارجية الروسية".
مصر وليبيا تنفي أيضاً
وردا على تلك المزاعم، نفى العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، وجود أي جندي أجنبي على الأراضي المصرية، قائلا إنها مسألة سيادة.
كما نفى السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية صحة ما نشرته وكالة رويترز للأنباء حول تمركز قوات روسية خاصة في قاعدة جوية غربي مصر بالقرب من الحدود الليبية.
وقال مصدر عسكري مصري إن هذه المعلومات غير صحيحة تماما، ومجرد مزاعم، وكلام يفقد مصداقيته عندما يكون لتشويه صورة البلد، وإن مصر لها سيادة ولا تقبل قوات أجنبية على أرضها.
كما نفى محمد منفور، قائد قاعدة بنينا الجوية الواقعة قرب مدينة بنغازي "أن يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد تلقى مساعدة عسكرية من الدولة الروسية أو متعاقدين عسكريين روس ونفى أيضا وجود أي قوات أو قواعد روسية في شرق ليبيا".