الوقت- نشر معهد بروكينغز الأمريكي تقريرا حول تقييم خيارات ترامب في سورية، معبرا عن اعتقاده بأن سياسة واشنطن في سوريا ستفشل، ولكن هل ستحسن حكومة ترامب الأوضاع في سوريا أم لا؟ حيث أن بعض خيارات البيت الأبيض قد تفاقم الأوضاع في سوريا.
وكتب معهد بروكينغز أن الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مسيطرا وموقعه يتعزز، فيما يزداد المعارضون تطرفا، ومن ناحية أخرى فشلت جهود وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري لوقف اطلاق النار في سوريا.
وتابع المعهد: إن ترامب لا يبالي بالمجازر، كما ان احتقار ترامب لحلفائه يكشف أن الرئيس الأمريكي لا يولي اهتماما كبيرا لهواجس حلفاء أمريكا حول اتساع رقعة صراع النفوذ في المنطقة. ويرى التقرير أن الخطر الوحيد الذي يهدد المصالح الأمريكية هو انتقال الإرهاب من سوريا، حيث ينتشر تنظيم داعش؛ وقد أخذ أوباما هذا الأمر في نظر الاعتبار، فانتقد الرئيس الأسد، إلا أنه ركز عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش، ولكن بالنظر الى السباق الرئاسي وتعيينات ترامب، يصعب التنبؤ بمقاربة الأخير تجاه الملف السوري.
وقد أطلق ترامب تصريحات متناقضة، كما انه انتقد أكثر من مرة الحروب الحمقاء وبصورة خاصة الحرب الأمريكية على العراق، وشكك في ضرورة دعم واشنطن لحلفائها؛ كما وصف ترامب الجماعات السورية المعارضة بغير المنظمة، متسائلا هل الجماعات السورية المعتدلة هي حقا معتدلة؟
وكتب معهد بروكينغز أن أحد خيارات حكومة ترامب هي عدم اتخاذ أي خطوة، ووفقا للتقرير فإن أوباما تعامل بحذر مع الملف السوري خوفا من تحول سوريا الى مستنقع آخر كالعراق، وعلى الرغم من فرص التدخل في الأزمة السورية، إلا أن أوباما لم يستغل هذه الفرص، و ترامب يعاني هو الآخر من ارتباك مشابه لارتباك حكومة أوباما أو قد يكون أكثر ارتباكا.
ويرى ترامب أن الحروب في الشرق الأوسط مكلفة جدا، وغالبا ما تأتي بنتائج معاكسة، ولكن الإرهاب خطرٌ حقيقي ولا يمكن لترامب تجاهله؛ لذلك قد يبتعد ترامب عن خيار الحرب إلا أنه سيواجه داعش.
ويضيف المعهد: إن الخيار الآخر أمام حكومة ترامب هو استخدام القصف الجوي في سوريا؛ وقد أكد ترامب قدرات القوة الجوية الأمريكية على ضرب الأهداف الثابتة والكبيرة إلا أن الضربات الجوية تحتاج الى قوات برية تساندها، حيث أن القوات البرية هي التي تغير الظروف على الأرض وتحمي الحكومات المحلية وتمنع عودة الإرهابيين.
لذلك في ظل غياب القوات البرية، قد يتم الاعتماد على عنصر محلي لدعم العمليات الجوية بالنتيجة اعتماد حكومة ترامب على القوة الجوية لم يكون كافيا.
ويتابع بروكينغز، من الخيارات المتاحة لترامب والتي لم يبالِ بها أوباما كثيرا، التعاون مع روسيا عن طريق مشاركة المعلومات، القصف المشترك أو أنواع التعاون العسكري الأخرى.
ووفقا للتقرير تستطيع موسكو وواشنطن التعاون عبر سبيل آخر غير محسوس وهو إيقاف دعم معارضي الأسد، زيادة النفوذ النسبي الروسي في دمشق، وتعزيز قدرة الأسد كشريك لموسكو.
ويضيف: إن المساعدة الأمريكية لروسيا تصب في النهاية لصالح إيران، لذلك فإن الاتحاد الوثيق بين أمريكا وروسيا في الحرب على داعش قد يؤدي الى نتائج سلبية ويمنع أمريكا من الحصول على موقع في المنطقة.
من جهة أخرى إذا قرر ترامب إقامة مناطق آمنة، فإنها قد تتحول الى قواعد لمعارضي الأسد و داعش، وفي هذه الحالة، ستستهدف جهات مختلفة هذه المناطق، وستكون هناك حاجة لمراقبة شديدة من أجل المحافظة على هذه المناطق آمنةَ.
لذلك إن إقامة مناطق آمنة في سوريا قد يفاقم الأوضاع ولا يحقق الكثير، كما أنه قد يجبر أمريكا على القيام بتدخل عسكري كبير في سوريا.
وكتب معهد بروكينغز: من غير الواضح ما الذي يفكر به ترامب ومستشاروه في البيت الأبيض، وحاليا لا يوجد أي خيار مفيد في الشأن السوري، كما أن الظروف التي يواجهها ترامب في سياسته الداخلية، تعقد خياراته في الشأن السوري.
ويعلم ترامب علم اليقين أن الشعب الأمريكي لم يعد يرغب بالدخول في مستنقع آخر في الشرق الأوسط، ولكن في الحین ذاته يرغبون بالتأكد من أن الشرق الأوسط لن يتحول الى منطلق لعمليات إرهابية ضدهم.
واختتم المعهد بالقول: إن التدخل العسكري في سوريا وعدم التدخل فيها كلاهما سينتهيان بالفشل، لذلك يواجه فريق ترامب مهمة صعبة، ومن يأملون تحقيق نجاح في سوريا قد يصابون باليأس بسبب أداء فريق ترامب.