الوقت - في حوار خاص لموقع الوقت مع أحمد الهادي رئيس الوفد البرلماني اليمني في مؤتمر معاً من أجل دعم فلسطين تحدثنا حول وقع هذا المؤتمر وتوقيته الحساس في المنطقة وعن أهمية الدور الإيراني في الحفاظ على فلسطين وعن أسباب نمو وتكاثر الجماعات الأصولية المتطرفة إضافةً إلى رؤيته حول واقع ومستقبل فلسطين...
الوقت: برأيكم ماهي أهمية هذا المؤتمر في هذا التوقيت الحساس وماهو دور إيران بدعم القضية الفلسطينية ؟
أكّد أحمد الهادي: إنّ المؤتمر جاء في وقت خطير جداً، وفي مرحلة فيها حساسية من ناحية التعقيد وفيها حساسية في المواقف بالنسبة للدول الإسلامية والدول العربية. فجاء في وقته المناسب بسبب الهجمة الإستعمارية الكبرى من قبل دول الإستكبار العالمي الهادفة لتشتيت الأمة الإسلامية، وتحويل البوصلة من صراع مع العدو الإسرائيلي ومن أجل القضية الفلسطينية؛ إلى زرع فتن داخل الوطن العربي. وكانت هذه الدعوة دعوة مباركة وطيبة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكي تعيد للقضية الفلسطينية جوهرها ووضعها الطبيعي لدى شعوب الأمة الإسلامية.
الوقت: برأيكم ماهو سبب نمو الجماعات التكفيرية والمتطرفة في المنطقة ومن المستفيد من تغذيتها؟
علّق أحمد الهادي: نحن ننظر إلى المجموعات التكفيرية والمتطرفة ومنها داعش والقاعدة إلى أنها ضمن مشروع ومخطط أمريكي ومخطط إسرائيلي. وهذه المجموعات والحركات ما هي إلّا أدوات فقط يشغلها ويديرها الأمريكي والإسرائيلي بينما العدو الحقيقي للأمة الإسلامية هو العدو الأمريكي والكيان الإسرائيلي والذي بدوره أراد أن يخلق ويزرع داخل هذه الأمة عداوات وصراعات داخلية بإسم الطائفية وبإسم السنة وبإسم الشيعة وأن يخلق شرق أوسط جديد يتبع لتصوراته وخططه.
الوقت: نرى بأن أغلب الحكومات العربية والإسلامية تحاول التطبيع وإيجاد علاقات مع الكيان الإسرائيلي برأيكم ماهو انعكاس هذا الأمر على دوام واستمرارية القضية الفلسطينية ؟
أكّد أحمد الهادي: أنّه في الحقيقة وكما نرى بأنّ الموقف العربي بشكل عام يتسارع نحو التطبيع، ولهذا عقد هذا المؤتمر الذي مثّل عاملاً هاماً يعيد إلى الأمة وإلى أذهان قادة الأمة العربية والإسلامية أن القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني يجب أن تعود لتكون هي القضية الأولى والمحورية ولايمكن لأي دولة أن تقوم بالتطبيع مع العدو وتكون رابحة لأن هذا التطبيع مع العدو والسلام مع العدو هو من موقع ضعف وتحكم وسيطرة للعدو فلابد أن نكون نحن أصحاب القوة والتمكّن لنحقق السلام الحقيقي. فالعدو الإسرائيلي وهو المسيطر على الأرض الفلسطينية بكاملها ومسيطرٌ على الوضع العربي برمته فلابد أن نكون نحن أصحاب السلام وأصحاب العزة وأن نكون نحن من يعيد بالقوة وبالمقاومة والسلاح الحق والأرض للشعب الفلسطيني.
الوقت: كيف تقيمون الدور اليمني في دعم القضية الفلسطينية ؟
من جانبه أشار أحمد الهادي إلى: أنّ اليمنيين كأغلب الشعوب الإسلامية همهم الأول هو القضية الفلسطينية ولكن هناك من يحاول حرف البوصلة عن مسارها ليجعل من فلسطين حالةً عابرةً في ذاكرة التاريخ فقال "نحن طبعاً في اليمن منذ بدايتنا ونعومة أظفارنا والقضية الفلسطينية همنا الأول والعدو الإسرائيلي هو عدونا الأول بل إن موقفنا وشعارنا الحقيقي والذي نعمل به هو "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" ونرى أنّ القضية الأولى والصراع الأول للأمة بأكملها هو الصراع مع العدو الصهيوني وكل ما يدرج ويحدث من صراعات داخلية في جميع البلدان إنما هو من أجل تهميش القضية الفلسطينية وجعلها قضية ثانوية حتى تُنسى تدريجياً".
إعداد: عبدالسلام تقي