الوقت- حول تبعات وآثار إنتخاب السنوار و تأثیر هذا الأمر علی ملفات حماس الداخلیة والخارجیة وبالأخص مواجهتها للکیان الصهیوني وعلاقاتها مع دول المنطقة. وفیما یتعلق بمستقبل حماس وتطور العلاقات وسبل التعاون مع إیران و سوريا و غیرها من الأسئلة والأمور الهامة المتعلقة بتطورات الساحة الأمریکیة؛ أجرینا مقابلة خاصة مع ممثل حرکة حماس في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الدکتور خالد القدومي.
الوقت: دکتور خالد القدومي برأیکم لماذا تم اختیار یحیی السنوار بالذات؟
الدكتور القدومي: بدایة نتوجه الی أهلنا في غزة بالتحدید بالتبریك علی هذا العرس الدیمقراطي الشوري الذي تعودنا علیه، والحمدلله رب العالمین وبتیسیر منه، أتممنا احد مراحل انتخابات الحرکة. ثانیاً عندي تحفظ علی قصة الاختیار هذه؛ والتي قد توحي بمدلولات ليست واقعية، فما حصل هو عملية إنتخابية بامتياز في جو شوري ديمقراطي بين كوادر الحركة التي تقدّر بعشرات الآلاف في غزة، في عملية منظمة تشابه إلى حد كبير ما يحدث من عمليات انتخابية ديمقراطية في الدول، وهذا الروتین یحدث کل اربعة سنوات وهو لیس جدیداً. أما الإهتمام الظاهر بشخص الأخ السنوار فللأسف منشأه بروبوگاندا صهیونیة لها اهداف سلبیة بالتأکید وتحریضیة أیضاً.
الوقت: ماهو رأیکم حول شخصیة یحیی السنوار التي طال الحدیث عنها في وسائل الإعلام وهل أنه قد مارس السیاسیة من قبل؟
الدکتور القدومي: "یحیی السنوار رجل قوي حاز علی ثقة إخوانه. هذه لیست المرة الأولی للأخ أبو ابراهیم التي یمارس فیها السیاسة فقد مارسها من قبل حیث أسس الجهاز الدعوي للحركة باسم مجد في الثمانینات، ومارسها في السجون عندما کان بین إخوانه في الکتلة السیاسة لحرکة حماس علی مدی أربعة و عشرون سنة، ومارسها أیضاً عندما خرج واستلم ملف الأسری مع إخوانه إلى جانب أخيه (أبو العبد وأخيه أبو جمال روح مشتهی) و بقیة الإخوه علی مدی الأربعة سنوات الماضیة، والیوم أیضاً له دور جدید کجندي و کمناضل في مقدمة الصف في غزة حائزاً علی ثقة إخوانه من أبناء الحركة".
الوقت: ماهي الرسالة التي اردتم توجیهها للکیان الإسرائیلي عبر اختیار هذه الشخصیة المقاومة؟
آكّد الدکتور القدومي : أنّه " لاتوجد اي رسالة في اختیار یحیی السنوار، وإن كان من رسالة تريد أن تستقيها من هذا الحدث نقولها للعالم، أن حماس مؤسسة بذاتها، حماس دیمقراطیة تمارس الشوری في داخلها، وحماس ینخرط فیها الأسیر ویشترك فیها العسکري والسیاسي والدعوي ویساهم الجميع في انتخاب قيادته. و الشخص الذي یُنتخب لایتصرف علی هواه و إنما یتصرف من منطلق شور إخوانه وینفذ ماتملي علیه هذه المؤسسة الشوریة فیکرّس قرارات مؤسسات الحرکة".
الوقت: ماهي تبعات إنتخاب یحیی السنوار علی مستقبل حماس وموقفها من أحداث المنطقة؟ یعني هل سیحدث تغییرات وتحولات فیها؟
الدکتور القدومي: "هذا التجدید و الدماء الجدیدة بحد ذاته شيئ إیجابي، وبالتالي من المؤکد سوف یکون هناك تقدم و تکریس للمؤسسیة، ولکنّ المسألة لیست متعلقة بشخص في حد ذاته، وإنما ثقة إخواننا في قواعد الحرکة بشخص (أبو ابراهیم) تعطيه نوع من المسؤولیة الأکبر والأمانة الأکبر وهو إن شاءالله أهل لهذه الثقة، هو رجل یؤمن بالوحدة العربیة ویؤمن بإنتماء القضیة الفلسطینیة الی حاضنتها الإسلامیة ویؤمن بأنَّ هذه الوحدة الإسلامیة بأقطابها هي الأساس لحل القضیة الفلسطینیة وبالتالي هذه المعطیات کلها معطیات ایجابیة في شخص القائد والتي تضفي علی المؤسسیة والشوریة لدی الحرکة ظلالاً جمیلة و طیبة وتکرّس سیاسة إخوانه السابقة في تجدید الدماء والسّیر إلی الأمام للتطویر بشکل إیجابي و نحو بوصلة فلسطین وتحرير فلسطين.
الوقت: ماهو تأثیر مواقف سنوار المعادية للکیان الصهیوني والمعروفة عنه علی ملف مواجهة العدو الصهیوني و دعم حرکات المقاومة في غزة ؟
الدکتور القدومي: الفکرة الأساسیة هي في أنَّ الکیان الصهیوني خبِره علی مدی أربعة وعشرون سنة وعرف قوته وعندما کانوا یهددونه أو یحاولون ابتزازه في قصة أن یطلقوا سراحه أویبقی في السجن أو ینفذ علیه الحکم قال لهم لننفذ حکم الإعدام، هذا الوضوح یخیف أعداء الله و یخیف أعداء الشعب الفلسطیني و لکنه مُطَمئن للشعب الفلسطیني وکذلك مُطمئن لأمتنا الإسلامیة و کذلك مُطَمئن لإخواننا في الفصائل الفلسطینیة بأنه رجل وطني، وحدوي، واضح، مقاوم و أسیر محرَّر، یستطیع تحمل مثل هذه الأمانة و مثل هذه المسؤلیة.
الوقت: هل لدی السید یحیی أو لدی حرکة حماس برنامج لمواجهة الجماعات الإفراطیة المتطرفة في فلسطین؟
الدکتور القدومي: أراد التنویه علی أن هذه الإنتخابات لها علاقة بغزة و بالتالي فهم لم ینهوا العرس الأکبر ألا وهو إنتخابات الحرکة السیاسیة. فالحرکة في غزة هي جزء من السیاسات الکلیة وبالتالي فإنّ توجهاتهم کحرکة في اتجاه کل الملفات سیتم تکریسها و تنفیذها فیما یتعلق في الحرکات الإفراطیة.
تابع القدومي: یعتبر موضوع التطرف غریب علی شعبنا الفلسطیني بالذات. یعني أنّ هذا الموضوع لیس موجود عند الشعب الفلسطیني، فالتسامح لدینا هو الأساس ونسبة التعلیم لدینا عالیة جدا تفوق %96 في المئة من شعبنا الفلسطیني، وبالتالي فإنّ الإنفتاح علی الآخر والحوار مع الآخر في مجتمعنا الفلسطیني هو الأمر المتعارف. وهذا مهم جداً حیث یجب الإنتباه إلی هذه النقطة. وبالإضافة إلی ذلك نحن لدینا تجربة مع هذه الحرکات المتطرفة و الحمدلله رب العالمین رغم أنهم في مرحلة من المراحل حاولوا أن یقوموا بتصعید عسکري بیننا و بینهم إلّا أنّ حکمة حرکة حماس و حکمة القیادات و کوادر الحرکة؛ باعتبارهم جزء من المجتمع الفلسطیني والبذات جزء من المجتمع العائلي الجمیل في غزة ذهبت بالأمر الی طریقة الحوار مع هذا الطرف و لم تختر طریقة المواجهة العسکریة و الحمدلله هذه الطریقة نجحت، وبدأت بعام 2010 ، ولکن وللأسف الشدید إنتهت بتجربة عسکریة فرضها علینا الطرف الآخر في حينه.
بعد تلك الحادثة المؤسفة، کرّست الحرکة کوادرها الدعویة لإتباع وتنظیم برنامج متخصص لتخریج دعاة یقوموا علی فنّ الحوار مع الآخر، لأنه في نهایة المطاف من یختلف معي هو إبن عمي و أخي و أختی و أقاربنا، فلا أستطیع التعامل معه بما یملي علي هو بتطرفه، لأنّ الهم الأکبر هو مصلحة الوطن، وبالتالي بالنسبة لنا نتعامل مع هذا الموضوع بالحوار وکما قلت الانتخابات الجدیدة تکرّس هذا النَّفَس و بالذات عند شخصیة وحدویة تصالحیة واضحة مثل الأخ یحیی السنوار.
الوقت : بعد انخراط حماس في شؤون سوريا، أدی هذا الأمر لقطع العلاقات بینها و بین الدولة في سوريا، ففي الوقت الراهن هل تملك حماس برنامج لإصلاح و ترمیم علاقاتها مع الحکومة السورية؟
الدکتورالقدومي: " نحن لم ننخرط في الأزمة السورية. بالعکس تماماً نحن نأینا بأنفسنا عن التدخل في الشأن السوري، وهذه هي السیاسة الحکیمة التي راهنت علیها حماس في عدم التدخل. وهذا الکلام غیر منطبق علی سوريا فقط، بل علی کل المسائل الأخری فنحن لم نُرد و لم نشأ ولانفکر اصلاً أن نحول البوصلة عن معرکتنا الأساسیة في مواجهة الکیان الصهیوني، التدخل في أي شأن عربي أو اسلامي هو خط أحمر بالنسبة لنا و في قراراتنا السیاسیة المؤسسیة، فحرکة حماس اختارت دائماً النأي بنفسها عن الدخول في المعارك الداخلیة ونتمنی (لهم) ولکل الأمة الإسلامیة والعربیة أن تتبع الحل السیاسي السلمي المبني علی وحدة الوطن و تکامله بعیداً عن أي تدخل أجنبي".
وتابع القدومي: "هذه مواقفنا الأساسیة والموضوع الثاني المتعلق بترمیم العلاقات وإصلاحها ففي الحقیقة لم یطرح، لأنّ الأوضاع صعبة في کل الإقلیم والأوضاع متوترة وهذا غیر مطروح الآن للنقاش" .
الوقت: یوجد تصریح لبعض المسؤلیین في حماس أنهم یریدون ترمیم العلاقة مع سوريا ما هو ردکم علی هذا ؟
الدکتور القدومي: "هذا التصریح لیس دقیقاً، فإذا قارنت بین العناوین التي تختارها الوسائل الإعلامیة مع نص ماقاله المسؤولون في حرکة حماس، فستجد أن هناک اختلافاً وتناقاضاً حقیقياً، ولکني اقول لك نحن دائماً نسعی إلی الإیجابیة في کل شيء، في المقابل یجب أن نکون واقعیین، الواقع یقول أنّ هذا الأمر غیر مطروح، والوضع متوتر... . عندنا موقف واضح من أي أزمة في منطقتنا، هذا الموقف لیس سراً، بل نعبر عنه في بیاناتنا وخطاباتنا الرسمیة، وعلی موقعنا الرسمي، هذا هو موقفنا الأساسي ونسأل الله سبحانه وتعالی بالذات لسوريا الأمن والإستقرار، ووحدة سوريا وأن نبتعد عن قصص القتل والدماء التي تحدث في کل وطننا العربي والإسلامي.
الوقت: شاهدنا بعض الصور لمسؤولي حرکة حماس یرتدون بعض الشارات أو أعلام مایسمّی (بالثورة السورية) ألیس هذا موقف سیاسي و انحیاز ؟
الدکتور القدومي : لم أری مثل هذا الأمر وأرجو أن لا تقف عند موقف هنا أو هناك، موقفنا الرسمي في الحركة هو ما اشرت الیه قبل هذا.
الوقت : کیف تقیِّم علاقة حرکة حماس مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ؟
أشار الدکتور خالد القدومي : إلى أنه بالنسبة لنا مع إخواننا في ایران نحاول دائماً أن نضع نصب أعیننا العوامل والمبادئ الأساسیة في هذه العلاقة حیث أنّ العامل الأساسي یبنى علی عدم القطیعة ویبنى علی کل شییء إیجابي في هذه العلاقة وعنوانه فلسطین.
فمنذ بدایة علاقتنا الی یومنا هذا، دافعنا الأساسي لهذه العلاقة يمكن تلخيصه في مسألتین: الأولى؛ نصرة الشعب الفلسطیني الذي یکتوي بنار الإحتلال والظلم الذي وقع علیه، والمسألة الثانیة هي مسألة مهمة جداً ألا وهي مواجهة الکیان الصهیوني الذي لا یقتصر تهدیده على فلسطین وحدها، وإنما یصل الی عواصم العالم العربي والإسلامي وهذا الشيء لم یعد سراً. فالکیان الصهیوني یتدخل في البلابل والقلاقل وعبر القوی الناعمة من خلال ترصد مراکز الأبحاث وملاحقة العلماء في عواصمنا العربیة و الإسلامیة.
تابع القدومي قائلاً: " في هذا العام وأواخر العام الماضي، کان لدینا لقاءات جدیدة ونَفَس جدید لتجدید هذه العلاقة الجیدة لدعم المقاومة. وهنا لا أتحدث عن الدعم المادي بل أتحدث عن العلاقة الإستراتیجیة القویة بیننا وبین ایران في مواجهة الکیان الصهیوني. نحن في حرکة حماس عندما نقیم علاقة مع دولة قویة ومحوریة مثل ایران، ننظر فیها إلی مساحة أکبر من فلسطین، فننظر فیها الی مساحة الأمة ککل. ونعتقد بأن علاقتنا مع ایران أو أي دولة إسلامیة أخری يرتكز أساساً، إلى التقدير العالي لعالمنا الإسلامي لقضیتنا الفلسطینیة وحُبّه لها، ومشروعنا المقاوم التي تتصدره حرکة حماس وشعبنا الفلسطيني، یجعلنا مؤهلین لنکون عامل خفض توتر سواء کان طائفي أو عرقي في هذه الأمة العظیمة بشقیها السني والشیعي والعربي و غیر العربي، وهذا ایضاً معطی مهم جداً، ونعطيه في حرکة حماس مساحة مهمة عندما نقیم علاقة مع اخواننا في العالم الإسلامي و خاصة مع دول محوریة مثل ترکیة، وإیران و بقیة العالم الإسلامي والعربي".
الوقت: هل یوجد الآن برنامج ونیة لمسؤولي حماس لزیارة قریبة لطهران ؟
الدکتور القدومي : لدینا وفد سیأتي في مؤتمر دعم الإنتفاضة خلال الأیام القادمة. الوفد الی الآن لم یُعلن عن أسمائه ولأسباب خاصة ولکنه وفد قیادي مشترك یمثل کل القیادة في حرکة حماس، وسیکون هذا الأمر حلقة في مسیرة توطید العلاقات مع ایران، والبرنامج سیکون یوم الثلاثاء القادم إن شاء الله.
الوقت: ماهو موقفکم من ترامب حیث أنه افتتح عهده بإعطاء وعد نقل السفارة الی القدس؟
الدکتور القدومي: إنّ ترامب ظاهرة بدأت بشكل من التوتر له و لإدارته و لشعبه وللعالم، وأيضاً اتصفت بالارتباك، فلغته قبل الإنتخابات تختلف عنها بعد الفوز بالإنتخابات بل مختلفة تماماً. نتنیاهو الذي یقوم بزیارة الی واشنطن، تأجلت زيارته عن موعدها الذي كان قد تقرر سابقاً، وخطابات المسؤولیین الأمریکیین تحولت مابین جدیتها أثناء الحملة الإنتخابیة إلى نبرة مختفلة، حول حتمية نقل السفارة تحدیدا إلى دراسة الأمر. في نفس الوقت کما قال ( ناعوم تشومسكي ) في وصف شخص ترامب "أن اکثر شيء متوقع بالنسبة لترامب هو غیر المتوقع"، ومن السطحیة والسذاجة أن نستبعد هذا الخیار، ولکن نرید القول أن سفارة الولایات المتحدة الأمریکیة هي موجودة علی بقعة من أرضنا الفلسطینیة الیوم، وأمريكا بذلك تكرس إنحیازها السافر للکیان الصهیوني، فالإدارات الأمريكية کانت دائما توجه رسالة سلبیة لشعبنا الفلسطیني، وشعبنا یعلم تماما أن الإدارة الأمریکیة السابقة الدیمقراطیة والتي سبقتها من جمهوریة، حتی اللحظة لم تسجل إلّا انحیازاً الی الطرف الصهیوني و بالتالي أي تصرف في هذا السیاق بالنسبة لنا لیس جدید وإنما الجدید و الغریب جداً هو الیمینیة والتطرف التي تسعی لها الإدارة الأمریکیة الجدیدة مدعیةً أن الإرهاب في ارضنا ؛ وهي راعیة الإرهاب الأساسیة وهي "دولة الاحتلال الصهيوني".
وتابع القدومي: "دعنا نحکم علی الأفعال ولانرید أن نحکم علی الخطابات، فأوباما شبعنا خطابات ناریة في القاهرة واسطنبول، ووعد القارة الأفريقية والشعب الفلسطيني والمنطقة العربية بالكثير، ولم یعمل شيء بالعکس کرّس الإنحیاز للکیان الصهیوني رغم انه کان بینه و بین نتنیاهو مشکلة بالکیمیاء، و لذلك ادارته لم تتجاوز ما كانت عليه الإدارات الأمريكية السابقة من دعمها للكيان، بل ولم تحلم أي إدارة صهیونیة أن تأتي ادارة مثل ادارة أوباما في دعمها. لن یستطيع ترامب في دعمه للكيان الصهيوني أن يكون منافساً لإدارة أوباما في دعمها للکیان الصهیوني، لذلك بالنسبة لنا دائما فالشعب الفلسطیني هو الذي علیه الرهان، وليس تجديد الإدراة الأمريكية. أقول بصراحة أن خطوة من هذا النوع لاقدر الله إذا حدثت فإنها أولاً، بالتأكيد لاتزید في المشهد الفلسطیني سوا تکریس انحیاز ترامب الی الجانب الصهیوني، و ثانیا الإدعاء الذي یدعیه البعض في منطقتنا في موضوع التسویه سیصبح الموضوع عنده منتهي. لایوجد شيء إسمه وسيط بل جهة إسمها أمریکا تدعم محتل وغاصب ضد شعبنا الفلسطیني، یعني حل الدولتین (تبعهم) الذي يسوقوا له، یصبح في مهب الریح، حتى الیوم أویوم أمس كانت تصریحات الحکومة الأمریکیة، أنّ حل الدولتیین لیس هو المدخل الأساسي للقضیة الفلسطیة، فإن هذا يؤكد ما نؤمن به ونقوله منذ زمن - يعني نحن في حماس - من عدم جدية الإدراة الأمريكية ولا الكيان الصهيوني في إنصاف شعبنا، من خلال ما يحاول البعض تسويقه من عملية التسوية القائمة، وقد وجّه ترامب اليوم وبشكل رسمي صفعة على وجه من كانوا يظنون أنفسهم شركاء "السلام" في المنطقة و أعتقد أنه من الواجب أن يكون هناك رد يرتقي إلى هذا المستوى من المواقف الحاسمة اتجاه دعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني... وخاصة من قبل إخواننا في السلطة الفلسطینیة وكذلك من يقود مثل هذه الخطوات في منطقتنا، أظن آنّ اليوم بات واضحاً أنه لا يوجد هناك أي إرادة لإنصاف شعبنا، بل يتبجح البعض في انحيازه إلى الكيان الصهيوني وبشكل سافر ورسمي، هذا الكيان الموسوم بقتل الأطفال وجرائمه ضد الإنسانية.
الوقت: برأیکم اذا انتقلت السفارة الأمریکیة للقدس فماهي ردة فعل الحکومة و الشعب الفلسطیني؟
الدکتور القدومي: معرکتنا الأساسیة مع الکیان الصهیوني، و موقف أمریکا الرسمي منحاز للإحتلال، و كما ذكرت فإنّ هذه سیاستهم من البدایة بشکل أو بآخر، ولکن الیوم أعلنت بشکل رسمي وموقع علیه، وبدون شك فالقدس کانت ومازالت الخط الأحمر الذي فجر کل الثورات الفلسطینیة عبر التاریخ من عشرینات القرن الماضي الى یومنا هذا، حتی في انتفاضة الأقصی وانتفاضة القدس الحالیة. موضوع القدس مسألة حساسة وهذا لیس فقط للمسلمین وإنما أیضاً لمسیحیي الشرق. فالإدارة الأمریکیة یجب أن تفهم هذا الکلام وأنّ هذه الخطوة تزید التوتر و الیمینیة في العالم والناس جیمعاً ستتوجه الی المزيد من اليمينية، فعندما تعادیني في ثقافتي، وفي دیني، وفي مقدساتي.. یعني ذلک أنَّ کل الإحتمالات ستصبح ممکنة وبالنسبة لإخواننا في السلطة فالمفروض علی الرئیس عباس الآن أن یتخذ خطوات جدیة في مواجهة هذا القرار ورفض السياسات الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني.
نأمل ان تکون هناك خطوات دبلوماسیة أکثر موجهة للکیان الصهیوني، ووقف التنسیق الأمني مع الکیان الصهیوني، لعدم إنجاح الکیان الصهیوني في تهوید القدس. ویجب أن تکون السلطة أکثر جدیة في موضوع حمایة المقدسات، وهذه الأمور کلها اجراءات برسم الأخوة في السلطة.
الوقت: لماذا یُصر الکیان الصهیوني علی نقل السّفارة الأمریکیة الی القدس ؟ وماهو هدفه؟
الدکتور القدومي : أكّد أنَّ الکیان الصهیوني هو عدو و لدیه مسلمات ویدعي أنَّ القدس هي عاصمته، فلا یرید أن تکون السفارات خارج عاصمته. يعني هو يمعن في تحديه لمقدساتنا ولمسلماتنا ورمز ديننا وثقافتنا وهي القدس، وهذه وجهة نظره كمجرم ومعتدي، في حين أن مثل هذا الأمر سیفجر الصراع بیننا وبینه، وشعبنا الفلسطیني سیلقن العدو دروساً لن ینساها فالشباب و الصبایا ذوي السبعة عشر وثمانیة عشر عاماً، ممن خرجوا عن طور أي قرارر سیاسي قادرون علی أن یقاتلوا ویدافعواعن مقدساتهم وهذا یمکن الرهان علیه.
الوقت: في حال هجوم العدو الصهیوني و تصعید الهجوم علی فلسطین والقدس ماهي ردة فعل حماس علی هذا العدوان ؟
القدومي: الکیان الصهیوني حتی هذه اللحظة لم یوقف الإعتداء علی شعبنا الفلسطیني، ومن وجهة نظر فلسطینیة خالصة فإن الإعتداء الأکبر علی شعبنا الفلسطیني هو الإحتلال نفسه، والإحتلال هذا بحد ذاته هو محفّز لأي نوع من أنواع المقاومة لشعبنا الفلسطیني، التي ضمنتها الشرائع الدولیة وبأي وسیلة کانت، فشعبنا الفلسطیني دائما مستعد أن یدافع عن مقدساته وعن أرضه وهو موجود فوق هذه الأرض المباركة، وهو رأس حربة في مشروع الأمة في وجه هذا الكيان المجرم، لحمایة الأمة من هذا الخطر الصهیوني الداهم و بالتأکید أي هجوم سیقابل بتصعید من قبل شعبنا، ومن قبل حركات المقاومة الفلسطينية، ولعل الکیان الصهیوني یعرف ذلك جیداً.
الوقت: سؤال أخیر؛ کیف تقیِّم علاقة حماس مع حزب الله ؟ وهل هناك برنامج أو خطوة لتطویر هذه العلاقة و سبل التعامل مع حزب الله ؟
الدکتور القدومي: العلاقة مع حزب الله علاقة طیّبة ولقاءاتنا مستمرة وتتمحور حول القضیة الفلسطینیة ومواجهة الکیان الصهیوني. وهذه العلاقة علاقة أخوة وهي علاقة تتسم بمشروع مقاومة. هذا المشروع بوصلته وهدفه الأساسي هو مواجهة هذا الکیان الصهیوني.
وأما الشق الثاني من السؤال فأجاب القدومي بأنَّ الأمور متطورة و الحمدلله و لایوجد بیننا وبین الحزب مشاکل والأمور مستمرة لقاءات قائمة و طیبة.
إعداد: عبدالسلام تقی