الوقت- لعبت وسائل الإعلام الغربية والعربية دوراً كبيراً في الأحداث التي شهدها عالمنا العربي مؤخراً، لكن هذا الدور حتماً لم يكن بريئاً أو لنصرة المظلومين من هذه الشعوب، بل كان إزدواجياً يخدم مصالح هذه القنوات الإعلامية ومموليها، فتارةً يحرض هذا الإعلام الشعب على حاكميه مدافعاً عن ثورتهم ومطالبهم بالمساوة ووو، وتارة ينتهج سياسة التعتيم على مطالب شعب أخر رافضاً عرض أي معلومة أو أي صورة عن هذا الحراك الشعبي، خوفاً من أن يتفاعل الرأي العام العالمي مع هذا الحراك ، مما يسبب ضغوطاً كبيرة على الدول الكبرى لتغيير سياستها ودعم الحراك.
وكان لثورة البحرين الفضل الأكبر في فضح إزدواجية المعايير التي يمارسها الإعلام العالمي مع الحراك الشعبي البحريني، وظهرت هذه الممارسات بوضوح بعد التدخل العسكري السعودي في البحرين، حيث لم يقم الإعلام فقط بالتعتيم على الثورة بل وقف في وجهها وساهم بشكل كبير في قمعها تحت ضغط نظام آل خليفة الذي منع تغطية الأحداث من قبل أي وسيلة إعلامية بحرينية، كما منع دخول أي وسيلة إعلامية أجنبية لتغطية الأحداث.
من جهتها لم تكن القنوات العربية أفضل حالاً حيث تكتمت قنوات مثل "العربية والجزيرة" بشكل كلي عما يجري من أحداث في البحرين، فاستخدمت السعودية وقطر نفوذها للضغط على هذه الشبكات، ومنعها من تغطية الإحتجاجات الشعبية التي غصت بها شوارع البلاد، السؤال هنا كيف تمر أحداث مثل هدم دوار اللؤلؤة وقمع الشعب البحريني على مدى ست سنوات دون تغطية من قبل إعلام الدول التي تدّعي أنها تدعم حركات التحرر من الإستبداد والظلم في جميع دول العالم؟ّ!.
بالعودة لدور الإعلام العربي نرى أن "قناة الجزيرة القطرية" التي لعبت دوراً بارزاً في تغطية جميع أحداث مايسمى بالربيع العربي بل ساهمت في إسقاط أنظمة دول كما حدث في مصر وتونس، هذه القناة تعمدت عدم نقل أي حدث يخص ثورة البحرين لأسباب أصبحت معروفة للجميع.
وبالإضافة إلى وسائل الإعلام العربي، فإن العديد من وسائل الإعلام الغربية المسيطر عليها من بريطانيا وأمريكا، لم تقم بتغطية الأحداث أو قامت بنقل بعضها بصورة خجولة، حيث التزمت الصمت حيال الإنتهاكات التي مارسها آل خليفة ضد شعب البحرين، مما يفسر لنا كم الضغط الذي تتعرض له هذه الوسائل من قبل الحكومات الغربية، مناقضةً بذلك كل شعاراتها الرنانة التي تطل بها علينا.
أما بالحديث عن الإعلام المكتوب فقد ضيقت حكومة آل خليفة الخناق على جميع الصحف والمطبوعات وحدّت من إصدارها سعياً منها للتخفيف من حجم الغضب في الشارع البحريني لكن ذلك لم يجدي نفعاً على مدار الست سنوات الماضية.
من جهة أخرى، رفض نظام البحرين دخول المراسلين والصحفيين الأجانب إلى البلاد، لمنع تغطية الأحداث التي تجري البحرين، ولم يكتفي النظام البحريني بذلك بل قام بحجب وإغلاق الكثير من المواقع الإلكترونية التي تقوم بتغطية حية للأحداث، كما دعا إلى إغلاق جميع المواقع الإلكترونية التابعة لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة، لهذا السبب، انتقدت منظمة "مراسلون بلا حدود" النظام البحريني من البداية ووضعته على قائمة أعداء حرية الصحافة.
في المقابل يجب ألا ننسى الدور المهم الذي قامت به بعض القنوات العربية التي تنتمي إلى محور المقاومة كقناة الميادين الفضائية والتي ساهمت بشكل كبير في نقل أحداث البحرين ومازالت تقوم بتغطية الأخبار التي تجري هناك وتوثق انتهاكات آل خليفة بحق الشعب البحريني.
كا تجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي يقوم به شباب البحرين في نقلهم للأحداث لحظة بلحظة عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر، بهدف إيصال صوتهم إلى جميع أحرار العالم لدعم ثورتهم ولإظهار الجرائم الوحشية التي يقوم بها آل خليفة من قتل و قمع للمتظاهرين بالغازات المسيلة للدموع ورصاص الشوزن واعتقال شخصيات بارزة في المعارضة.
الجدير بالذكر أنه في عام 2012 وصل عدد المستخدمين للإنترنيت في البحرين إلى 961228 شخص يعني مايقارب 77% من مجموع السكان، ووفقاً لإحصائيات هذا العام فقد وصل تعداد المستخدمين للفيس البوك إلى 413200 وهذا يعتبر عدد كبير
مقارنة مع تعداد السكان.
وعلى الرغم من أن هذه الشبكات الإجتماعية لاتستطيع أن تعمل عمل وسائل الإعلام الرئيسية، ولكنها نجحت في إيصال صوت الشعب البحريني إلى الرأي العام العالمي، ويعود الفضل في ذلك إلى شباب البحرين الذي يشارك بشكل واسع على وسائل التواصل الإجتماعي في نقل الأحداث.