الوقت- يوما بعد يوم تتكشف حقائق كان الفطنون بالملف اليمني عارفين فيها, من احلام للسعودية بتجزئة وتقسيم اليمن الى كنتونات تتحارب فيما بينها تحت مسميات تحريرية, وتسعى الى تفتيت المزيد من عالمنا العربي لتسود افكارهم الظلامية التي تدمر الحجر والبشر.
فغريب امر السعودية التي تسعى جاهدة من اجل تفتيت بلدان عربية كان لها مصالح ذات اهمية كبيرة فيها مثل اليمن التى عاثت السعودية فيها فسادا" مدة طويلة, ليصبح اليمن من تلك البلدان صاحبة الصيت الواسع بالفقر والفساد.
واخر فصول التامر السعودي مع بعض الداخل اليمني الذي غرق بالخيانة حتى اذنيه, ما كشفته مؤخرا"
صحيفة محلية يمنية عن أن السفير السعودي في اليمن محمد سعيد آل جابر أبلغ الرئيس عبد ربه منصور هادي عن دعم بلاده لانفصال جنوب اليمن.
ونقلت الصحف اليمنية ايضا " عن مصادر قولها إن «السفير ايضا" التقى أواخر الأسبوع الفائت بعدد من مشايخ محافظات مأرب والجوف والبيضاء بعدن، حيث أكدّ لهم دعم بلاده لهم بالسلاح والمال لقتال الحوثيين، كما أبلغهم أن الرياض ستدعم انفصال جنوب اليمن في حال قام الشمال بالهجوم على الجنوب»، بحسب تعبيره.
الى ذلك أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل جدلا واسعا على الصعيد المحلي والسياسي في اليمن.
تصريحات الفيصل التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي الخميس الماضي، قال فيها: إن «دول الخليج سعيدة بمجيء الرئيس اليمني إلى اليمن الجنوبي».
وتساءل مراقبون عن الغرض من استخدام الفيصل لمصطلح «اليمن الجنوبي»، وهل كان ذلك بمثابة اعتراف سعودي بتقسيم اليمن كما ذهبت اليه مواقع إعلام يمنية، أم أنه لا يخرج عن كونه مجرد خطأ غير مقصود وزلة لسان من الفيصل؟.
الى ذلك نقلت بعض الصحف اللبنانية عن مصادر مطلعة قولها :"ان لقاء جمع مسؤولين سعوديين, بمسؤولين ورجال اعمال من محافظة حضرموت "جنوب شرق اليمن " ممن تتبنى فكرة استقلالية حضرموت وذلك خلال الايام الماضية, حيث جرى مناقشة مسألة إنفصال حضرموت". مشيرة إلى "أن القيادات الحضرمية حضرت الاجتماع بعد تواصل مسؤولين سعوديين وخليجيين معهم ووعدهم بتحقيق ما بوسعهم" - بحسب المصادر
موضحة" أن اللقاء الذي جمع الطرف اليمني من حضرموت مع خليجيين، تحدث بلغة جديدة لم تٌعهد وهي القضية الحضرمية ووجه قادة حضرموت دعوة للخليجيين بالاعتراف بقضية حضرموت وأن تكون حضرموت وشبوة إقليميا فيدراليا ولا علاقة له بالجنوب ومشاكله وبؤر التوتر فيه.
واضافت المصادر ان الحاضرين سعوا إلى اقناع المسؤولين الخليجين بكون حضرموت تملك كل مكونات الدولة المستقلة وتختلف عن الجنوب واليمن جغرافيا وديمغرافيا، ويتسم أهلها بالمدنية وتشبه كثيرا دول الخليج والسعودية الجارة على وجه التحديد، وطالبوا الزياني أن يفتح لهم خطا مع المبعوث الدولي جمال بن عمر وحصل التفهم لمطالبهم من قبل السعودية دون غيرها بحسب المصادر.
ولم تكتف السعودية عند هذا الحد بل سعت وعلى خط موازي الى نقل مهام سفارتها الى عدن وذلك من اجل التضييق على جماعة انصار الله بالاضافة الى طلبها من دول الخليج الفارسي الحذو حذوها في نقل سفارتها الى عدن, هذه الخطوة الخليجية بنقل السفارات والتي مهّدت لقرار هادي، فضلاً عن كونها تتجاوز الأعراف الدبلوماسية تعتبرسابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الدول،و تؤكد أن بعض دول الخليج الفارسي تتعاطى مع الشان اليمني وكأنه غير ذي أهمية قياساً على نظرتها العامة لليمن كحديقة خلفية لا تستدعي الإلتزام بأي أعراف دبلوماسية أو إحترام للعلاقات الثنائية بين كيانيين معترف بهما دولياً من ناحية، وكذلك تؤكد صحة الأنباء التي يتم تداولها حول سعي هذه الدول لتفكيك اليمن وإعادته الى ما قبل الوحدة وربما إلى ما أبعد من ذلك.
هذا على الصعيد السياسي اما الاقتصادي فحدث ولا حرج وكأن اليمن مقاطعة من السعودية, اذ اوقفت الاخيرة كل المشاريع الاقتصادية والتي تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار ناهيك عن طلبها من المستثمرين السعوديين نقل مشاريعهم واستثماراتهم الى مصر, كل تلك الخطوات لم تثن جماعة انصار الله بالخطو نحو الحفاظ على وحدة اليمن عبر اشراك كل الاطياف اليمنية في السلطة, وذهبوا خطوة متقدمة عندما اعلنوا انهم مستعدون التخلي عن حصتهم في الحكومة لصالح جنوب اليمن, هذا ليس الا عبارة عن حرصهم على وحدة بلدهم التي تحدق به ذئاب السعودية منتظرة اية فرصة للانقضاض عليه بالتعاون مع ازلامها وازلام امريكا امثال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
لذا يعيش اليمن حالة الفوضى الناتجة عن الصراع بين السعودي الخليجي والوطنيين اليمنيين الذين اثبتوا انهم اصحاب مشروع وحدوي, لكن الايام القادمة كفيلة في اظهار صورة اليمن الجديد اما يمن واحد, او اقاليم متناحرة وممزقة.