الوقت- بالتزامن مع التهنئة التي يتلقّاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن وزير الخارجية الإيرانيّة محمد جواد ظريف سيقوم بزيارة لبيروت الاسبوع المقبل بهدف لقاء كبار المسؤولين والشخصيات السياسية في لبنان لبحث العلاقات الثنائية.
وأوضح قاسمي أنه ونظرا إلى نوع العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان وتأثير هذا البلد على السلام والاستقرار في المنطقة والمشاورات الدورية الموجودة بين الجانبين فان هذه الزيارة ستتحقق قريبا.
وأضاف قاسمي أن الترتيبات جارية لزيارة ظريف إلى بيروت وقال انه من المرجح أن يزور ظريف بيروت الأسبوع المقبل بهدف لقاء كبار المسؤولين والشخصيات السياسية في لبنان لبحث العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون بين البلدين في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية في المرحلة الجديدة وكذلك بحث التطورات الإقليمية والموضوع السوري والتعاون الدولي .
أبعاد وتفاصيل
تحمل زيارة ظريف إلى لبنان، لاسيّما أنها الزيارة الأولى لدبلوماسي خارجي إلى بيروت، جملة من الأبعاد، أبرزها:
أولاً: بعد أن كان الرئيس الإيراني حسن روحاني أوّل المهنئين لنظيرة اللبناني، لا شكّ في أن أبرز أهداف الزيارة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هو التبريك للعماد عون برئاسة الجمهورية، وتقديم دعوة رسميّة لزيارة إيران بصفته رئيس جمهورية، وفق مصدر في الخارجية الإيرانيّة. هذه الزيارة لو تمّت ستكون الأولى لعون بصفته رئيساً للجمهورية اللبنانيّة، باعتبار أن الجنرال عون قد زار طهران في العام 2008 بصفته رئيساً لتكتّل "الإصلاح والتغيير".
ثانياً: تكشف هذه الزيارة احترام طهران لخيار الشعب اللبناني والتوافق الحزبي على الرئيس المنتخب، كما أنّها تفنّد ادعاءات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي ادعى فيه أنّ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قد صرّح بأن "أزمة الرئاسة لا تنتهي إلا بوفاة العماد عون".
ثالثاً: تأتي هذه الزيارة في الإطار الدبلوماسي النشط للوزير ظريف حيث من المقرّر أن يلتقي الرؤساء الثلاثة (عون وسلام وبرّي)، إضافةً إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لبحث أبرز المستجدات الإقليمية، لاسيّما الأزمة السورية.
رابعاً: لن تقتصر لقاءات الوزير ظريف على الشخصيات الآنفة الذكر، فقد أوضح مصدر في الخارجيّة الإيرانية أن برنامج زيارة ظريف يتضمّن، حتّى الساعة، لقاء رئيس الوزراء المكلّف سعد الحرير.
خامساً: لا يمكن فصل هذه الزيارة عن خيارات إيران الدبلوماسيّة، لاسيّما في الملفات الإقليمية. وهذه الزيارة إنّما تؤكد على خيار إيران الدبلوماسي في كافّة الملفات رغم الهجمات الإعلامية التي تتعرّض إليها، وكان أخرها تصريحات النائب سمير جعجع التي وصفتها السفارة الإيرانيّة في بيروت بالـ"مجافية للحقيقة بشكل قاطع ولا أساس لها من الصحة".