الوقت- بعد الضربات القاتلة التي تعرض لها جيش الکیان الصهيوني على يد المقاومين خلال الأيام القليلة الماضية إثر محاولته التقدم على الأراضي اللبنانية، أعلن ضابط في جيش کیان الاحتلال في كلمة له أن القوات البرية الإسرائيلية ليس لديها ما يكفي من القوة لمحاربة حزب الله.
وذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية، نقلاً عن ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي، لم تذكر اسمه، أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في القوى البشرية، ومع هذا الوضع لا يستطيع المستوطنون العودة إلى المناطق الشمالية.
وقال هذا الضابط الصهيوني الذي تم استدعاؤه إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في الجبهة الشمالية: إن الجيش ليس لديه ما يكفي من القوة البشرية أو الدبابات للقيام بعمليات برية واسعة النطاق في لبنان.
وحسب هذا الضابط في جيش نظام الاحتلال، فإن كثيرين يشكون من عدم وجود قوة بشرية كافية في الجيش الإسرائيلي، واضطر الجيش إلى استدعاء عشرات الآلاف من قوات الاحتياط من أجل الحفاظ على المستوى الحالي.
حذر "تامير هايمان" أحد الجنرالات البارزين السابقين في جيش النظام الصهيوني ورئيس معهد دراسات الأمن الداخلي لهذا الکیان، من المعركة البرية مع المقاومة اللبنانية، وأكد أن: لبنان مستنقع سبق أن غرقت فيه "إسرائيل".
وحذر نوعام طبعون القائد السابق للجبهة الشمالية للجيش الصهيوني في نفس السياق من استمرار حزب الله في حرب الاستنزاف ضد "إسرائيل" وأن اغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لا يعني أنه يمكن لسكان المناطق الشمالية من "إسرائيل" فلسطين المحتلة العودة إلى هناك.
وبدوره، اعترف "إيهود باراك"، رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني، بأن حزب الله يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ الثقيلة وأن العديد من قواته التي تقاتل الجنود الإسرائيليين على الحدود اللبنانية تتمتع بمهارات وتدريبات عالية.
كما قال آري شافيت، محلل الشؤون السياسية في القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني: إنه يجب أن نتذكر أن لبنان مستنقع عميق لـ"إسرائيل"، لذلك نحن بحاجة إلى استراتيجية سياسية إقليمية واتفاق لإنهاء هذه الحرب،
وتأتي اعترافات الصهاينة بعد أن تلقى جيش نظام الاحتلال، بعد عدة محاولات للتقدم على الأرض في لبنان، ضربات موجعة من المقاومة اللبنانية، وخلال أيام قليلة فقط، شارك العشرات من قوات الاحتلال في عملية برية الصراع مع قوات حزب الله، وفي كل مرة كانوا يضطرون إلى الهروب.
لقد أظهر الجيش الإسرائيلي دائما ضعفه من حيث القوات البرية، وكما يقول جنرالات هذا النظام، فإن القوات البرية للجيش الإسرائيلي هي نقطة ضعفه.
ولهذا السبب فإن الصهاينة يعلمون جيداً أن حزب الله يتفوق على الجيش الإسرائيلي في الحرب البرية، وهذه الحرب ستكون مكلفة جداً لتل أبيب، ولا تستطيع "إسرائيل" إنهاء هذه الحرب في فترة محدودة، بالإضافة إلى ذلك، لم ينس المحتلون كيف أصيب الجيش الإسرائيلي بالشلل في الحرب البرية مع حزب الله في حرب تموز (يوليو) 2006، واضطر في النهاية إلى التراجع، وفي المقابل، هناك احتمال أن تدخل كل قوى محور المقاومة في هذه الحرب وتفتح جبهات متعددة لم تعد "إسرائيل" تحتملها.
ولذلك فإن الهجوم البري على لبنان مكلف للغاية بالنسبة لکیان الاحتلال وعواقبه غير معروفة، في هذه الأثناء، يتوق المقاومون إلى مواجهة برية مع قوات الاحتلال، وقد قال الشهيد السيد حسن نصر الله في إحدى خطاباته للصهاينة قبل بضعة أشهر: "إذا أرسلتم قواتكم البرية إلى جنوب لبنان فلن يكون لكم مشكلة نقص الدبابات، لأنه لن تبقى لديكم دبابة وسندمرها جميعا".