الوقت- على خلفية الاشتباكات الجارية في الحسكة بين الجيش السوري والقوات الكردية، أكد مصدر ميداني من الجيش عدم صحة ماتناقلته بعض الأنباء عن تقدم الاسايش (القوات الكردية) في حي النشوة الشرقي الواقع في الحسكة، مؤكدا ان هذه المنطقة مازالت تحت سيطرة الجيش السوري.
وأشار المصدر الى أن المسلحين الأكراد اخترقوا الهدنة التي وقعوها مع الجيش السوري خلال اليومين السابقين لوقف إطلاق النار، وجاء رد الجيش نتيجة محاولة هذه القوات السيطرة على المدينة وتطويقها، مما دفع طائرات دمشق الى قصف بعض المواقع لوقف هذا التجاوز الكردي. وفنّد المصدر العسكري السوري الشائعات التي وردت بشأن فرض الإئتلاف الدولي بقيادة أمريكا حظرا جويا في سماء الحسكة.
ولفت المصدر قائلاً: الفرع العسكري للحزب الكردستاني وبحماية أمريكية يحاول اقتطاع الجزء الشمالي من سوريا وإعلانه إقليما منفصلا عن الوطن. مستغلا اتفاق الهدنة الشامل الذي تم بوساطة روسية، والذي يقضي بتبادل الأسرى وجثث القتلى، وفتح الطرق داخل وخارج المدينة، ليقوم بخرق هذه الهدنة من خلال هجومه على مناطق تحت سيطرة الجيش ليتمكن من تنفيذ مخططاته.
واشنطن تسعى من خلال تحريض الأكراد على الإنفصال الى إطالة أمد الحرب
وطبقا لما أكدته جهات عسكرية روسية، بأن خرق الأكراد للهدنة جاء متزامنا مع تواجد مستشارين عسكريين أمريكيين في مناطق سيطرة الأكراد، وأشارت المصادر الى أن واشنطن تسعى من خلال حماية الأكراد ودعمهم وتحريضهم على الإنفصال، الى إطالة أمد الحرب السورية، وبالتالي لتتمكن من استغلال أي تقدم ميداني للمسلحين على الأراضي السورية في مباحثات جنيف المستقبلية.
وضمن هذا السياق قال المراسل "أيهم مرعى" الذي يغطي مايحصل في الحسكة: على الرغم من اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوري والقوات الكردية، إلا أن فرصة إجراء مباحثات بين الطرفين للوصول الى مصالحة شاملة بينهما بشأن مدينة الحسكة كبيرة. وأضاف المراسل: البارحة (يوم الثلاثاء) عقدت جلسة بوساطة روسية في مطار حميميم باللاذقية، وتم استضافة ممثلون عن الأكراد وبحضور جهات حكومية سورية، لبحث وقف إطلاق النار في الحسكة والوصول الى مصالحة بين الطرفين وتحديد الخطوط النهائية للإتفاق بينهما، بعد أن أججت أمريكا هذا النزاع لتحويل أنظار الجيش السوري عن حلب التي بات تحريرها قاب قوسين لا أكثر.
وبحسب المرعي: المعلومات التي وصلتنا تظهر بأن نتائج هذه المباحثات والقرارات التي ستصدر عنها ستكون مصيرية، بحيث ستحدد اتجاهين، إما أن يتواصل الصراع العسكري في الحسكة وإما أن يتم التوصل الى اتفاق يوافق فيه الأكراد على الصلح مع الدولة السورية.
وقال المرعي: تم عقد اجتماع حميميم البارحة بعد تحركات وحدات الشعب الكردية على أطراف ساحة الكاستيلو في حلب، والتوتر الناجم عن هذه التحركات، علاوة على الاشتباكات التي وقعت في الحسكة.
ويعد تواجد الأكراد في حي الشيخ الواقع شمال حلب ومحاذاتهم لمواقع الجيش السوري، دليلا على ضرورة تعاون الطرفين لمواصلة المعركة في حلب وتطهيرها من المسلحين، الأمر الذي دفع الروس الى جمع الجانبين على طاولة واحدة.
الحياة تعود إلى طبيعتها في الحسكة
ربما اثمرت دعوات الجهات الروسية التي جمعت الأكراد بالدولة السورية، في الوصول الى حل للخلاف القائم بينهما، وفي إطار حرص الدولة السورية على تغليب لغة العقل والحوار ومنع وقوع أي ضحايا بين المواطنين في الحسكة. حيث أكدت وكالة سانا السورية اليوم الاربعاء أن الحياة عادت إلى حالتها الطبيعية تدريجياً في مدينة الحسكة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين السلطات الرسمية الحكومية وقوات الأسايش الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.
وأكدت الوكالة بأن خرق قوات الأسايش لاتفاق وقف إطلاق النار لم يمنع الأهالي من العودة إلى أعمالهم وحياتهم الاعتيادية حيث شهدت الاسواق بعد ظهر اليوم حركة ونشاطاً مقبولاً.
ولم يتم حتى الآن تنفيذ جميع بنود اتفاق الهدنة بين الجانبين السوري والكردي السوري، والعمل جار الآن لإنجاز الترتيبات النهائية اللازمة لإعادة فتح الطرق وتبادل جثامين الشهداء والجرحى ونقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج وإعداد لوائح بأسماء المفقودين ليصار إلى تنفيذها في وقت لاحق.
وتحافظ وحدات من القوات المسلحة السورية وقوى الأمن الداخلي على تواجدها في المدينة لحماية المواطنين وتوفير الخدمات اليومية لهم.
وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار البدء بتسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الاربعاء وفتح طريق الحسكة القامشلي والطرق المؤدية إلى أماكن تمركز الجيش والقوات المسلحة السورية داخل المدينة وخارجها وفتح جميع الطرق في المدينة واستمرار العمل والمساعدة بخصوص حل المشكلة الكردية والبدء بمناقشة أحوال الموظفين المسرحين من عملهم في الدوائر الحكومية.
جدير بالذكر أن قوات "الأسايش" الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني قامت بداية الأسبوع الماضي بالإعتداء على مؤسسات الدولة السورية وإشاعة حالة من الفوضى في الحسكة الأمر الذى استدعى رداً مناسباً من قبل الجيش السوري باستهداف مصادر إطلاق النيران المسؤولة عن هذه الأعمال بهدف منع تفجر الوضع في الحسكة حفاظاً على وحدة أراضي سورية وسلامة وأمن مواطنيها أينما كانوا.
وتم بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي توسطت روسيا لإحداثه في الحسكة عند الساعة الثانية ظهر الثلاثاء 23 أغسطس/آب.
ويعد نجاح الإتفاق بين الجيش السوري والقوات الكردية خطوة إيجابية على إمكانية حل الخلافات السورية من خلال الحوار السوري السوري، دون أي تدخل خارجي.
الأسايش هي قوات الأمن الداخلي الكردية، وكلمة أسايش تعني بالكردية الاستقرار، وبذلك تعتبر شرطة أقليم كردستان وتقابلها قوات البشمركة والتي تمثل الجيش في كردستان.