الوقت- في تطور جديد، صعدّت الفصائل المتشددة من هجماتها بشكل متناسق في حلب ودمشق واللاذقية عن طريق إمطار المدن الثلاث بعشرات القذائف التي لم تنجح سوى بسرقة أرواح مدنيين ذنبهم الوحيد أن منازلهم أصبحت فجأة ساحة لمعركة قرر ملتحون شنها.
ففي حلب، فشل المسلحون في "هدم أسوار" مدينة اضحت بعد أربع سنوات من الحرب أن أسوارها لا تهدم، فصمدت كقلعتها شامخة في وجه "غزاة ظنوا أن معركتهم فيها "نزهة"، حالها كحال دمشق، العاصمة التي انتصر سكانها على الموت، رغم تهديدات "الشيخ علوش" کان اخرها ظهر الثلاثاء حصيلتها عدد من الجرحى في صفوف المدنيين إثر سقوط قذيفتي هاون على حيي باب توما والمزرعة في العاصمة دمشق.
اللاذقية بدورها دفعت ثمن الحقد بالقذائف التي طالت مدنييها أيضاً.حيث شهدت المدينة يوم الثلاثاء ولليوم الثالث على التوالي سقوط عشرات الصواريخ داخل المدينة راح ضحيتها عدة أشخاص.
يتزامن هذا التصعيد مع التحضيرات الحثيثة لعقد مؤتمر في موسكو بين وفد من المعارضة ووفد حكومي سوري بحثاً عن حل سياسي للحرب، يبدو أنه لم يعجب أمراء الحرب، و فصائلهم في سوريا، فقرروا ضرب المؤتمر عن طريق إراقة دماء السوريين.
وفي هذا السياق، يربط محللون بين التصعيد بالقذائف العمياء، وبين تصريحات كان أدلى بها السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، والتي أشار فيها إلى عزم امريكا تدريب فصائل جديدة من المسلحين لا ينتمون لأي فصيل موجود على الأرض، وهي تصريحات يبدو أنها حركت شبق الفصائل التي تسعى لإثبات وجودها ونيل رضى فورد لعدم استبدالها.
لم يجن الارهابيون التكفيريون من ضربهم للمدن الامنة بالقذائف اي مكاسبة عسكرية حيث لم تغير هذه القذائف من خارطة السيطرة، ولم ينجح المسلحون بالتقدم ولو لشبر واحد، ليبقى الانتصار الوحيد لها هو دماء المدنيين التي سالت، ومازالت تسيل.