الوقت – يبدو أن التطورات الأخيرة في الميدان السوري، والتقدم السريع للجيش في كافة ساحات المواجهة مع الإرهابيين، وخاصة في الشمال السوري الذي يعد صلة الوصل بين تركيا والجماعات الإرهابية والذي استُرجع قسم كبير منه وبات تحت سيطرة النظام السوري، إضافة للإندفاعة الروسية في مساندة السوريين والتي بالطبع هي أوراق سيتم المساومة على ثمنها بعد انتهاء الأزمة السورية، كل هذا استنفر السياسة الأردوغانية والتي لديها مطامع في سوريا وفي الشمال السوري خصوصاً للقيام بتحرك غير محسوب النتائج، وبالتأكيد لا يمكن إغفال الملف الكردي في الشمال السوري والذي يعتبر حساساً جداً بالنسبة للأتراك.
وزارة الدفاع الروسية: تركيا تستعد للتدخل ميدانياً
ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن التطورات على الحدود السورية- التركية تدل على استعدادات تركيا للتدخل عسكريا في سوريا، اذ قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء "إيغور كوناشينكوف" في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس: "لدينا معلومات موثوقة تدفعنا إلى الاشتباه بأن تركيا تجري استعدادات مكثفة للتدخل عسكريا في الجمهورية العربية السورية. ونلاحظ يوما بعد يوم مزيدا من الدلائل التي تشير إلى تحضير القوات المسلحة التركية لإجراء عمليات نشطة في أراضي سوريا".
كما ذكر "كوناشينكوف" أنه سبق لوزارة الدفاع الروسية أن نشرت أشرطة فيديو تظهر قصف مناطق سورية مأهولة في ريف اللاذقية الشمالي من قبل مدافع تركية ذاتية الحركة.
وإستغرب المسؤول العسكري الروسي صمت ممثلي البنتاغون وحلف الناتو وما يسمى المنظمات الحقوقية المعنية بوضع حقوق الإنسان في سوريا، بعد نشر تلك المواد المصورة، على الرغم من أن موسكو دعتهم إلى الرد على مثل هذه الانتهاكات.
بالإضافة إلى تذكيره بأنه سبق لوزارة الدفاع الروسية أيضاً أن كشفت كافة العمليات الاستطلاعية في منطقة الشرق الأوسط. وشدد قائلا: "لذلك إذا كان البعض في أنقرة يعتقد أن القرار التركي بمنع مراقبين روس من تنفيذ طلعة مراقبة فوق أراضيها سيساعدهم في إخفاء شيء ما، فإنه تصرف غير مهني على الإطلاق".
هذا ويجدر بالذكر أن روسيا أكدت مجددا منذ أيام أن طائراتها الحربية لم تنتهك المجال الجوي التركي وقالت إن هذه الاتهامات ما هي إلا غطاء لتزايد نشاط أنقرة العسكري على الحدود السورية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" في إفادة صحفية إن أنقرة تقاعست مرارا عن الرد على طلبات موسكو بتقديم أي دليل على انتهاك طائرات عسكرية روسية لمجالها الجوي.
التدخل التركي خارج الحدود ليس الأول من نوعه
اذا ما أردنا استذكار بعض الاقدامات التركية على التدخل عسكرياً خارج حدود تركيا فسنجدها كثيرة، وآخرها ما أقدمت عليه تركيا منذ أشهر باقتحام قوات عسكرية تركية شمال العراق، والذي أحدث ضجة كبيرة تخللها توتر على صعيد العلاقات التركية العراقية، بعدما رفضت تركيا سحب قواتها بعد طلب من السلطات العراقية والتي اعتبرت ما أقدمت عليه تركيا عدواناً غير مبرر.
ويجدر بالذكر أن التنديد بالخطوة التركية أنذاك جاء من مختلف القوى العالمية حتى من تعتبرهم تركيا حلفاء لها، کأمريكا وغيرها.
لذا فإن الإقدام التركي على خطوة متهورة في الميدان السوري ستكون نتائجها وخيمة بسبب توتر العلاقات التركية الروسية والتركية السورية، خاصة بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية من قبل الاتراك، واتهام الأتراك بدعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، وبتقدير المطلعين سيكون التدخل التركي ضرباً من الجنون اذا ما تم بدون التنسيق مع الحكومة السورية والروس أنفسهم، خاصة بعد نشر منظومات دفاعية روسية متطورة على الأرض السورية كالـS300 وS400 وغیرها.