الوقت - قبل يوم واحد من انتهاء الموعد الأخير للتوصل إلى اتفاق شامل حول برنامج إيران النووي، بلغ النشاط السياسي للمسؤولين الأمريكيين ذروته وعلى وجه الخصوص وزير خارجية هذا البلد وتشاورهم مع حلفاء أميركا في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة، وفي المقابل هنالك صمت غير متوقع ومرموز من قبل المسؤولين في الكيان الصهيوني حيال ما يجري.
ويبدو أن كيري يحاول طمأنة الدول العربية وتركيا وكسب تأييدها، والمسؤولون الإسرائيليون ينتظرون الأيام التي تلي يوم 24 من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقد بدأت اجتماعات المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأخيرة بلقاء كيري مع وزير الخارجية العماني في مطار مسقط وبعد عودته من قمة ابيك في الصين والذي استغرق ساعة واحدة، ثم التقى كيري في لندن بوزير الخارجية المصري سامح شكري، ثم التقى مرة أخري بيوسف بن علوي في لندن وذلك في زيارة غير معلنة.
ثم ذهب كيري بعد لندن إلى باريس، وهناك إضافة إلى استلام الآراء الأربعة للفرنسيين من فابيوس، التقي بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وتفاوض معه.
وبعد أن أعلنت وكالات الأنباء علي لسان أحد وزراء المملكة العربية السعودية أن قضية المحادثات النووية بين إيران وأمريكا لا تخص هذين البلدين فحسب، بل لها انعكاسات عالمية أيضاً، فقد تم الإعلان أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الموجود حالياً في فيينا، أجري اتصالات هاتفية مع نظرائه العرب في الساحل الجنوبي للخليج الفارسي للتباحث معهم حول المحادثات النووية مع إيران، وعقد مؤتمراً عبر الهاتف مع نظرائه في الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر.
هذا في حين أن هنالك أنباء غير مؤكدة من حضور قصير الأجل لوزير الخارجية العماني في فيينا ومن ثم مغادرته لهذه المدينة.
وبالتزامن مع ذلك سافر نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوكرانيا ومن ثم إلي تركيا، وفي نبأ لا يمكن أن يكون منفصلاً عن هذه الأحداث، نُقل عن بعض المسؤولين الروس أن روسيا لا تشعر بأي خطر حيال برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وفي خضم هذه الأنباء، يلتزم كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني الصمت حيال المحادثات النووية علي نحو غير مسبوق. وقد ادعت وكالة رويترز للأنباء نقلاً عن مصادر مجهولة أن هذا الهدوء هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، والإسرائيليون على افتراض أن التوصل إلى اتفاق شامل لا يتم خلال هذه الجولة وسيتم تمديد المفاوضات من جديد، سيركزون كل طاقاتهم علي الأيام التي تلي يوم 24 من تشرين الثاني/نوفمبر، وفي هذه الجولة أيضاً كثفوا اتصالاتهم التي تجري خلف الكواليس مع الكنغرس الأميركي.
وعلى الرغم من أن السلطات السعودية قد فشلت في الوصول إلي الهدف المشترك مع الإسرائيليين أي تفكيك أجزاء كبيرة من برنامج إيران النووي، لكنهم يسعون إلي توحيد الأهداف والبرامج لفترة ما بعد الاتفاق المحتمل.
قلق بلدان المنطقة وأصدقاء أمريكا من مستقبل البرنامج النووي وقدرة إيران علي صنع أسلحة نووية، وشكوك هذه الدول حيال مدي التزام أميركا بأمنها، واحتمال الاعتراف بإيران باعتبارها الأفضل في المنطقة من قبل بعض البلدان في المنطقة وانفصال خطهم عن المملكة العربية السعودية ورغبتهم في الارتباط الأكثر والأوثق مع إيران، وإفساح المجال لإيران للقيام بدور أكثر فاعلية وتأثير في القضايا الإقليمية بما في ذلك العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وأفريقيا، واحتمال نشوء منافسة نووية بين بلدان المنطقة وعدم نجاعة الأساليب المتعارفة للردع الأمريكي وحلفائها ضد إيران، هي من أهم المخاوف الموجودة لدي الدوائر الأميركية من توقيع أي اتفاق نووي محتمل.
وفي هذا السياق بقى الامريكيون علي التزامهم بدعم الدول العربية المطلة علي الخليج الفارسي، والحيلولة دون انزلاقهم نحو إيران كما فعلت سلطنة عمان، والتمهيد للمزيد من الضغوط على إيران من زوايا أخرى، جزءاً من محتوى الحوار الغربي مع الدول العربية المطلة علي الخليج الفارسي وتركيا. ومن المرجح أن تكون زيارة بايدن إلى تركيا ومحادثاته مع المسؤولين الأتراك حول سوريا، جزءاً من التعاون المستقبلي بين أمريكا وحلفائها للضغط على إيران في المنطقة.