الوقت - منذ اندلاع الازمة السوریة قبل نحو ثلاث سنوات اضطر حوالی ملیونی سوری الی مغادرة بلادهم والتوجه الی دول اخری خصوصا دول الجوار بسبب الاوضاع الامنیة المتدهورة فی بلادهم التی نجمت عن الاعمال الارهابیة التی تنفذها الجماعات المسلحة والتکفیریة والسلفیة والعملیات العسکریة التی ینفذها الجیش السوری ضد هذه الجماعات المدعومة من قبل اطراف اقلیمیة ودولیة فی مقدمتها ترکیا وقطر والسعودیة والولایات المتحدة وحلفائها الغربیین .
وتوزع اللاجئون السوریون منذ البدایة علی عدة دول فی مقدمتها لبنان والعراق والاردن ولا زالوا یعیشون اوضاعا انسانیة صعبة للغایة بسبب قلة المساعدات التی تقدمها لهم المنظمات الدولیة والدول المضیفة لهم والتی تعانی هی ایضا من اوضاع غیر مستقرة علی جمیع الاصعدة .
ومن بین هؤلاء اللاجئین هناک حوالی ملیون لاجئ ذهب الی لبنان وهذا العدد یشکل رقما کبیرا بالنسبة لهذا البلد الذی یبلغ عدد سکانه اربعة ملایین نسمة . ای انه یمثل نسبة 25 بالمئة من مجموع سکانه.
وقد ترک وجود هذا العدد الکبیر من الاجئین السوریین اثارا سلبیة کثیرة علی لبنان فی جمیع الجوانب الامنیة والاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة لا سیما وان البلد یعانی فی الاساس من کثیر من المشاکل بسبب اوضاعه غیر المستقرة الناجمة عن الاختلافات السیاسیة والطائفیة اضافة الی تدخلات بعض الدول الاقلیمیة والغربیة فی شؤون هذا البلد .
ونتیجة الضغط الذی یشکله اللاجئون السوریون اعلن رئیس الوزراء اللبنانی عن عزم بلاده علی غلق حدودها مع سوریا لمنع تدفق المزید منهم الیه . وطالب جمیع الدول والمنظمات العالمیة بمساعدة بلاده لمواجهة هذه المشکلة ودعمها فی توفیر ما یحتاجه اللاجئون السوریون المتواجدون فی المخیمات التی اعدتها حکومته لهم .
ومنذ بدایة الازمة السوریة توقع معظم المراقبین ان تتنقل آثارها السلبیة الی الدول المجاورة وهذا ما حدث بالفعل ولا زلنا نشاهده بوضوح حتی هذه اللحظة . ونتیجة دخول عناصر کثیرة من الجماعات الارهابیة الی اراضی هذه الدول وقیامها باعمال اجرامیة تضاعفت المشکلة التی سببها تدفق اللاجئین السورین الی هذه الدول لتطال الجانب الامنی ولم تقتصر علی الجوانب الاجتماعیة والاقتصادیة .
ورغم المأساة الانسانیة الکبیرة التی یعانی منها اللاجئون السوریون فی دول الجوار وفی طلیعتها لبنان لازالت الکثیر من الدول التی تدعم الجماعات الارهابیة فی سوریا تمد هذه الجماعات بالمال والسلاح وتقیم لها معکسرات تدریب علی اراضیها لتنفیذ المزید من العملیات الاجرامیة فی سوریا الامر الذی زاد من حدة ازمة اللاجئین والذی ضاعف بدوره من الضغوط التی تواجهها الدول المضیفة لهم وفی مقدمتها لبنان التی تتحمل الجزء الاکبر من هذا العبء حتی الآن .
ومنذ البدایة توقع الکثیر من المتابعین للشأن السوری ان تمتد نیران الازمة فی هذا البلد الی دول اخری خصوصا دول الجوار وبالاخص لبنان وهذا ما حصل بالفعل، وطالبوا المنظمات الدولیة وفی مقدمتها الامم المتحدة الاضطلاع بدورها لارغام الدول الداعمة للارهاب علی وقف دعمها للمسلحین فی سوریا من جانب، وتقدیم الدعم للدول التی تستضیف اللاجئین السوریین من جانب آخر للتخفیف من معاناتهم لا سیما وان الکثیر منهم هم من الاطفال والنساء والمرضی والعجزة .