الوقت- بعد عام من الإجرام والإبادة استخدم خلالها الاحتلال الصهيوني مدعوماً من حلفائه الأمريكيين والغربيين كل أنواع الإجرام يعمل اليوم على تنفيذ خطة قذرة تُعرف بخطة الجنرالات لتهجير سكان شمال غزة، حيث حاصروا سكان المنطقة بشكل صارم تحت وابل من القصف العنيف، ما عرّض أكثر من 400 ألف شخص لخطر الموت جوعًا وعطشًا بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبوها، ويواصل النظام الصهيوني خطته الفاشية هذه فيما حذرت منظمة حقوقية بارزة من خطر موت 400 ألف مدني في شمال غزة بسبب الجوع والعطش.
مفاضلة الموت جوعاً وعطشا أو قصفاً!
أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش الأوروبية-المتوسطية" في تقرير لها بأن 400 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعًا وعطشًا نتيجة لقرار كيان الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار خانق على المنطقة ومنع وصول المساعدات والسلع لأسابيع، وتعتزم "إسرائيل" إفراغ شمال غزة من سكانه.
وأضافت المنظمة الحقوقية إن حوالي 200 ألف فلسطيني في بيت حانون، جباليا، وبيت لاهيا لم يحصلوا على أي طعام أو مياه شرب لعدة أيام كاملة، والعشرات من الفلسطينيين المحاصرين في مخيم جباليا، الذين وصلوا إلى مركز الإمداد التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بحثًا عن الطعام والشراب، تعرضوا لهجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتلهم.
وتابعت المنظمة في تقريرها إن جثث هؤلاء المدنيين الفلسطينيين لا تزال في الشوارع ولا يمكن نقلهم إلى المستشفيات، وأضافت إن كل من ينجو من القصف الوحشي الإسرائيلي يواجه الموت جوعًا أو عطشًا، في واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية.
الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح لإبادة سكان غزة
وأضافت المنظمة الحقوقية إن هذا الوضع يعكس النية الواضحة لكيان الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الجوع كسلاح لقتل الفلسطينيين، في استمرار لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة، الآلاف من المحاصرين في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون نفدت كل إمداداتهم الغذائية.
وكان قد صدر هذا البيان بعد 11 يومًا من مواصلة الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع ضد الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، حيث تصاعدت الهجمات بالقصف، وإطلاق النار، وتدمير المنازل، ومنع دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية، بهدف القضاء على سكان المنطقة وتهجيرهم ولا يزال الكيان الغاصب مستمراً في همجيته دون إصغاء لأي منظمة حقوقية أو مناشدات إنسانية.
جثث شهداء ممزقة في الشوارع
في هذا السياق، أعلنت مصادر طبية أن المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين العزل في شمال غزة لا تزال مستمرة بأبشع الطرق، حيث تصل بعض الجثث إلى المستشفيات وهي ممزقة، وقوات الاحتلال تمنع وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى الشهداء والجرحى، ومؤخرًا، استشهد 11 فلسطينيًا من عائلة واحدة، بينهم عدة أطفال، في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا، لكن قوات الاحتلال منعت وصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا.
منذ أيام وحتى اليوم، شنت قوات الاحتلال غارات جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا على منطقة الشهداء في مخيم جباليا، وشهد شهود عيان جرائم الجيش الصهيوني في هذه المنطقة، وأفادوا بأن طائرات حربية إسرائيلية قصفت منزل عائلة الشريف في منطقة الفالوجا بغرب جباليا وقتلت جميع أفراد العائلة.
وأضاف الشهود إن جيش الاحتلال حاصر عدة عائلات في هذه المنطقة ومنع فرق الإسعاف والدفاع المدني من إنقاذ المواطنين، والعديد من الجرحى والعائلات الذين دُمرت منازلهم في منطقة الفالوجا وعلقوا تحت الأنقاض، حاولوا الاتصال بفرق الإنقاذ، لكن القوات الصهيونية منعتهم من الاقتراب من الضحايا.
الصهاينة يستخدمون الروبوتات المتفجرة
لم تتوقف قوات الاحتلال عن جرائمها وواصلت عمليات تفجير المباني والمنازل السكنية في المناطق الشرقية من مدينة جباليا وإحراق العديد من المنازل التي كان سكانها بداخلها، ولا تزال هذه الوحشية مستمرة.
أفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن جيش الاحتلال الصهيوني فجر روبوتات مفخخة في عدة مناطق سكنية في مخيم جباليا، ما أدى إلى دمار واسع وسقوط عدد كبير من الضحايا، ويحاول الجيش تدمير المخيم باستخدام البراميل المتفجرة والقصف بالطائرات خلال ساعات الليل والصباح.
إسماعيل الثوابته، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الروبوتات والبراميل المتفجرة كجزء من أدواته الوحشية للإبادة الجماعية ضد سكان غزة.
شهادات الشهود
أفاد شهود عيان بأن الطائرات الإسرائيلية من دون طيار كثفت هجماتها على المدنيين في شمال غزة، وتستهدف كل من يحاول البحث عن طعام أو ماء، لقد نفدت تمامًا إمدادات الغذاء والماء لدى الفلسطينيين في شمال غزة، ومنذ أيام يعتمد السكان على مياه ملوثة للشرب.