الوقت- إن كل التطورات والدلائل المتعلقة بقضية وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني في الأيام الأربعة الماضية تظهر أنه إذا لم نشهد عرضا جديدا من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء كيان الاحتلال، لذلك قد يكون وقت وقف إطلاق النار قريبًا جدًا.
كيف استسلم الصهاينة للمقاومة اللبنانية؟
على أي حال، النقطة الواضحة والمؤكدة هي أن إرساء وقف إطلاق النار على أساس تنفيذ القرار 1701 دون أكثر أو أقل، ودون الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة الذين وقفوا في وجه العدو لأكثر من عام، ولم يتمكن الصهاينة من تحقيق أي إنجازات ميدانية ولم يستطيعوا حتى احتلال قرية.
قدم مقاتلو المقاومة الإسلامية في لبنان أروع التضحيات دعماً للشعب والمقاومة الفلسطينية وحماية وطنهم، وإرسال 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ الذي تم قبل أيام قليلة نتيجة الهجمات الساحقة وغير المسبوقة التي نفذها حزب الله في عمق فلسطين المحتلة، وهي حدث غير مسبوق، ويستحق الإعجاب.
وبصرف النظر عن الأحداث التي ستحدث بعد انتهاء الحرب، وعلى الرغم من الدمار الواسع الذي سببه العدوان الغاشم للكيان الصهيوني داخل لبنان، فإن النتيجة الأولى تتعلق بهزيمة الأهداف الرئيسية للكيان الصهيوني في الحرب ضد لبنان.
إن كيان الاحتلال، كما ادعى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء هذا الكيان، يسعى إلى خلق شرق أوسط جديد لا يبقى فيه أي أثر للمقاومة، ويتم تدمير حزب الله، ويطبق فيه الكيان السياسي الذي تريده أمريكا و"إسرائيل" في لبنان ولكن في النهاية لم يتحقق شيء من هذه الأهداف للصهاينة ولم يصلوا حتى إلى أبسط أهدافهم في الحرب على لبنان وهو إعادة اللاجئين الصهاينة إلى المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة.
ولذلك فمن الواضح أنه لو تصور نتنياهو للحظة أنه يستطيع تحقيق هذه الأهداف، لما وافق أبدا على التفاوض على وقف إطلاق النار، لكنه أدرك أنه من دون اتفاق وقف إطلاق النار، لن يتمكن حتى مستوطن واحد من العودة إلى شمال فلسطين المحتلة؛ أي إنه نفس الشيء الذي وعد به حزب الله وأكد عليه الشهيد السيد حسن نصر الله مرات عديدة.
لذلك، إذا تم اتفاق وقف إطلاق النار واكتمل، فإن إحدى نتائجه الأولى هي أن المقاومة ستبقى في لبنان، وقوة النيران التي تظهر في هذه الحرب ستثبت أن الصهاينة في الشمال إلى وسط فلسطين المحتلة لا يمكنهم أن يشعروا بوجودهم بشكل دائم، وإذا ارتكب كيان الاحتلال أخطاء فإن العودة إلى شمال الأراضي المحتلة ستصبح حلماً للإسرائيليين، وهذا هو السبب الذي دفع العديد من المسؤولين والمستوطنين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة إلى القول إن "إسرائيل" توقع اتفاق استسلام أمام حزب الله.
إشارات إيجابية بشأن وقف إطلاق النار الوشيك
لكن حول مدى قربنا من اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، ذكرت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الاثنين أن الكيان في المرحلة النهائية قبل الاتفاق، نفس الوضع موجود في لبنان كما أعلن "الياس بوصعب" نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الليلة الماضية؛ وأضاف: "من المحتمل أن نتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الساعات أو الأيام المقبلة، على الرغم من أن اللبنانيين ما زالوا حذرين بالنظر إلى تاريخ نتنياهو الحافل".
من ناحية أخرى، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس جو بايدن، أبلغت السلطات اللبنانية أنه قد يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار خلال الساعات القليلة المقبلة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة لصحيفة الأخبار بأن نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة، أبلغ أمس رسمياً من المبعوث الأمريكي عاموس هوكشستين، موافقة "إسرائيل" على وقف إطلاق النار، فيما يعقد اليوم مجلس الوزراء الصهيوني رسمياً للاتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن اجتماعا لمجلس الوزراء اللبناني سيعقد يوم الأربعاء لبحث هذا الموضوع.
وحسب هذا التقرير، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيتم بحث آلية تنفيذ القرار 1701 وفق اتفاق وقف إطلاق النار في اجتماع مع مجلس الوزراء اللبناني، ومن ثم سيتم اتخاذ قرار بشأن الموافقة عليها.
وبينما أعلنت وسائل إعلام عدة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان خلال الساعات المقبلة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بين لبنان و"إسرائيل"، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في البيت الأبيض أن وقف إطلاق النار في لبنان أولوية بالنسبة لبايدن، وتستمر الدعوات لإنهاء الحرب بين حزب الله و"إسرائيل"، لكن لا تطورات يمكن الحديث عنها.
وقال جون كيربي: عاد هوكشتاين إلى واشنطن بعد محادثات بناءة ويجب علينا مواصلة العمل من أجل وقف إطلاق النار، لقد خلصنا في مناقشاتنا إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار تسير في الاتجاه الإيجابي.
وسادت هذه الأجواء الإيجابية تصريحات المسؤولين الصهاينة، حيث قال ديفيد مانسر، المتحدث باسم حكومة الكيان الصهيوني: إننا نسير نحو التوصل إلى اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال قائمة ويجب معالجتها.
كما أعلن مايكل هرتزوغ، سفير الكيان الصهيوني في واشنطن، في هذا السياق: أن "إسرائيل" قريبة جداً من اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وهذا على الأرجح سيحدث في الأيام القليلة المقبلة.
وأفاد الموقع العبري أيضًا: بأن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيعقد اجتماعًا اليوم للمصادقة على هذا الاتفاق.
كما نقلت قناة "سي إن إن" الأمريكية عن مصدر مطلع قوله: إن نتنياهو وافق على مبادئ اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في الاجتماع الأمني يوم الأحد، لكن رغم ذلك كان لدى "إسرائيل" تحفظات ربما أبلغت بها الحكومة اللبنانية أمس.
وذكرت القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني نقلا عن مصادر مقربة من نتنياهو: أن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان أصبح أقرب من أي وقت مضى، والجيش يدعم هذا الاتفاق لأسباب عديدة، من بينها إرهاق القوات. وتتضمن مسودة الاتفاق فترة انتقالية مدتها 60 يوما ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي، وينتشر الجيش اللبناني قرب الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال الليطاني.
وحسب هذا التقرير، فإن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار تتضمن أيضًا لجنة مراقبة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.