الوقت- أعلنت مصادر إعلامية وأمنية تابعة للكيان الصهيوني، في إشارة إلى حالة الاستعداد القصوى في جيش هذا الكيان بسبب الخوف من رد إيران وحزب الله، أن "إسرائيل" تقضي أياما مرعبة وتنتظر سيناريوهات مروعة.
وحسب تقارير بعض وسائل الإعلام العبرية، فإن الصهاينة يعيشون حالة من الترقب والخوف منذ ارتكاب الجرائم الإرهابية باستشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي قائد حركة حماس، وفؤاد شكر القائد العسكري الكبير لحزب الله، وهم الآن ينتظرون رد إيران وحزب الله على هذه الجرائم، كما أعلن جيش الاحتلال، أنه مترقب للرد المتوقع من إيران والمقاومة اللبنانية وأنه يعيش حالة من اليقظة القصوى في صفوفه.
الجيش الصهيوني يعيش في حالة تأهب قصوى خوفا من إيران وحزب الله
وذكرت صحيفة معاريف الصهيونية في هذا السياق: أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبا لرد إيراني واسع النطاق، وتشير التوقعات إلى أنه من المتوقع استهداف خطوط الكهرباء والاتصالات الإسرائيلية.
وأضافت وسائل الإعلام العبرية هذه: إن الجيش الإسرائيلي أوقف الإجازات في جميع الوحدات القتالية والقوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وهيئات التدريب، كما قرر تقليص نشاط المصانع في المناطق الشمالية بشكل كبير، وتحاول السلطات الإسرائيلية حاليا توفير الوقود ومعدات توليد الكهرباء في المستشفيات الكبيرة، كما أنها قامت بإفراغ مواقف السيارات الخاصة بها لاستخدامها كمستشفيات محصنة، وجاء في استمرار هذا التقرير أن السلطات الإسرائيلية تقوم بتجهيز هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية للمستشفيات في مناطق مختلفة لاستخدام هذه الهواتف عند انقطاع الاتصالات.
بعد الاغتيالات، تفاقم الوضع في "إسرائيل"
من ناحية أخرى، أفادت مصادر عبرية بأنه على الرغم من العمليات الإرهابية التي نفذتها "إسرائيل"، لم يطرأ أي تغيير على الوضع، ولقد أصبحت الأوضاع في "إسرائيل" أسوأ من أي وقت مضى، وأضافت وسائل الإعلام إنه بسبب الخوف من تصعيد الوضع الأمني في كل المناطق، فقد منع الجيش الإسرائيلي أي إجازات للجنود وخروجهم من الجيش، كما تم وضع جميع الجنود في حالة استنفار، وكذلك عزز الجيش الإسرائيلي انتشار جنوده في الجبهة الشمالية.
وحسب هذا التقرير، فقد رفعت القوات الجوية الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في جميع الادارات العسكرية من خلال تسيير دوريات مكثفة للمقاتلين ونشر تشكيلات دفاعية في مختلف المناطق، وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت التوترات الأمنية في الضفة الغربية عبئا إضافيا على "إسرائيل" في وضعها الحالي.
وفي هذا السياق قال الصحفي الصهيوني "بندرور" في صحيفة "يديعوت أحرانوت" العبرية في إشارة إلى الوضع المتوتر الذي يعيشه كيان الاحتلال: "إن سياسة الإرهاب التي تنتهجها إسرائيل لا جدوى منها؛ لأن وضعنا أصبح أسوأ من أي وقت مضى ويجب أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "وقف الحرب ضرورة؛ وخاصة أن العديد من الدول قررت وقف تصدير الأسلحة إلى "إسرائيل"، مثل كندا، وكذلك إيطاليا التي تدرس وقف تصدير الأسلحة إلى تل أبيب"، وأشار هذا الخبير الصهيوني: "أيضًا، في الوضع الذي يتصرف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مخالف لرغبات الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجب أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل تسليح إسرائيل كما كان من قبل أم لا".
سيناريوهات رهيبة ل"إسرائيل" التي تنتظر رد إيران وحزب الله
من ناحية أخرى، أعلنت صحيفة يديعوت أحرانوت في تقرير منفصل أن "إسرائيل" تنتظر ردا قاطعا من إيران وحزب الله، وأن هذا الرد قد يتم بشكل مشترك ويشارك فيه اليمنيون أيضا، وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن التقييمات تظهر أن رد إيران على "إسرائيل" هذه المرة سيكون في إطار هجوم أوسع وأكثر فتكا بكثير من الهجوم الذي شنته هذه الدولة في نيسان/أبريل الماضي، والذي تم تنفيذه ردا على هجوم "إسرائيل" على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وجاء في تكملة تقرير هذه وسائل الإعلام الصهيونية: "رغم حالة الرعب التي سادت الاوساط الإسرائيلية، إلا أن رسالة التحذير لم تصدر بعد، وتظهر التقييمات الإسرائيلية أن الهجوم المشترك من قبل إيران وحزب الله وحلفائهم الآخرين على "إسرائيل" هو خيار لا مفر منه، ولكن لا توجد حتى الآن معلومات حول وقت ونطاق هذا الهجوم".
وتابعت يديعوت أحرونوت: "إسرائيل تستعد لعدة سيناريوهات صعبة ومخيفة، وآخر رسالة بعثت إلى وزراء الحكومة هي أنه يجب علينا الاستعداد لجميع السيناريوهات لأن هجوم إيران وحلفائها قد يحدث في أي لحظة ويتسع إلى حد حرب في خمس جبهات ضد "إسرائيل" ما سيسبب لنا دماراً واسعاً ويدمر آلاف الأماكن".
وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية هذه: "أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يقدرون أن حزب الله يبحث عن فرصة لتنفيذ هجوم كبير لن يقتصر على الأهداف العسكرية الإسرائيلية، ولم ينته الإيرانيون من حساباتهم بعد، وليس من الواضح ما هو نطاقه وكيف سيكون رده".
"إسرائيل" تمر بأيام صعبة
وقال مسؤول صهيوني كبير في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت: "إذا تم تنفيذ الهجوم الإيراني من عدة جبهات وبسرعة مذهلة، فسيكون من الصعب للغاية على "إسرائيل" والولايات المتحدة التعامل معه، وعلينا أن نستعد لدمار هائل وخسائر في الأرواح، وتعمل إيران وحزب الله على تعزيز قوتهما العسكرية منذ عقود لاستخدامها في هذا اليوم، وإننا نمر الآن بأيام قاتلة قد تندلع فيها حرب واسعة النطاق في أي لحظة".
وحسب هذه الصحيفة العبرية؛ فرغم الوضع المتوتر والغامض الذي يخيم على الإسرائيليين، فإن المؤسسات المعنية ترفض إعطاء أي تعليمات للمستوطنين حول كيفية الاستعداد لمواجهة المخاطر، وهو ما يدفع المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار محير في حال حدوث ذلك وحالة الطوارئ سوف يكون لها عواقب وخيمة.