الوقت- أكد خبير أمني إسرائيلي أن على جميع الإسرائيليين أن يشعروا بالقلق من الوضع الفوضوي الحالي، وقال: إن إيران اليوم وبعد 9 أشهر تنظر إلى هذه الساحة، وما تراه هو ضعف أمريكا وفشل "إسرائيل"، فبعد 9 أشهر من حرب الاستنزاف التي يشنها الكيان الصهيوني في غزة، دون تحقيق أي إنجازات، يعيش الجيش الإسرائيلي أزمة عميقة، والمستوطنون وجنود هذا الكيان، بسبب استمرار التبعات الأمنية والعسكرية، وإن الإخفاقات العسكرية في الـ7 من أكتوبر، جعلت المجتمع الصهيوني لا يثق بالجيش بشكل كامل.
يجب على جميع الإسرائيليين أن يشعروا بالقلق
وفي هذا السياق، قال كوبي ماروم، الخبير في قضايا الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، في حديث مع القناة 12 التابعة لهذا الكيان: "إن الأرقام والإحصائيات التي يتم نشرها حول الاحتياجات الإنسانية للجيش الإسرائيلي يجب أن تُقلق جميع الإسرائيليين، ويظهر هذا الوضع أننا أمام عقد مليء بالتحديات الأمنية".
وأشار إلى أن حاجة الجيش الإسرائيلي الكبيرة للقوى البشرية أمر مقلق للغاية، وقال: "إن هذا النقص الكبير في الثقة بالجيش يعود إلى الهزيمة في الـ7 من أكتوبر... اليوم، كل من يرتدي الزي العسكري للجيش الإسرائيلي يشعر بالذنب لفشله في المهمة الرئيسية، وهي حماية الإسرائيليين، وفي هذا الوضع نشهد اعتداءات وزراء الحكومة الإسرائيلية الجامحة على الجيش والقوات المسلحة ورئيس أركانها"، وتابع هذا الخبير الصهيوني: "لا أحد يريد أن ينتمي إلى مؤسسة أصبحت بمثابة كيس ملاكمة في حرب صعبة للغاية، اليوم نرى بوضوح انعدام الثقة بالجيش، ليس فقط بين المستوطنين، بل داخل صفوف الجيش نفسه".
إن ما تراه إيران هو ضعف أمريكا وفشل "إسرائيل"
وبالإشارة إلى الوضع المضطرب الذي يعيشه الإسرائيليون والكشف عن ضعف هذا الكيان أمام أعدائه، أكد الخبير الصهيوني المذكور: "أعتقد أن إيران ستنظر إلى هذه الساحة بعد 9 أشهر وستكون سعيدة جدًا بما تراه، أي: ضعف أمريكا وهزيمة إسرائيل وسوف تتمتع إيران أيضاً بثقة عالية بالنفس"، وقال عن الوضع الفوضوي في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة في ظل تكثيف حزب الله لعملياته: "حل الوضع في الشمال مرهون بوقف إطلاق النار في غزة".
من ناحية أخرى، أعلنت المنظمة المعروفة باسم مجلس بلدة "مارجليوت" في شمال فلسطين المحتلة أيضًا في حديث مع القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني: "لا يمكن لأحد أن يحدد بداية ونهاية الحرب في الشمال، ونحن الآن مهجرون، وفنادق إسرائيل حرفياً أصبحت مخيمات للاجئين".
جنرالات "إسرائيل" يتطلعون إلى وقف إطلاق النار حتى على حساب بقاء حماس في السلطة
من ناحية أخرى، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين كبار في الكيان الصهيوني، أن كبار جنرالات "إسرائيل" يريدون بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة؛ وهذا الحدث ستصاحبه فجوة عميقة بين الجيش وبنيامين نتنياهو، ونقلت هذه الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين صهاينة قولهم: "إن إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي يبدو أنه الخيار الأسوأ لعودة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن الجيش الإسرائيلي يخشى بشدة من حرب أبدية تتآكل فيها القدرة الصهيونية وستنفد الذخيرة تدريجيا".
وتابعت نيويورك تايمز: "جنرالات إسرائيليون يعتقدون أن الهدنة هي أفضل وسيلة لإعادة نحو 120 أسيرًا إسرائيليًا من غزة، محتجزين على الرغم من مرور نحو 9 أشهر من الحرب المتواصلة في قطاع غزة المحاصر"، ومن ناحية أخرى، قال مسؤولون عسكريون صهاينة لصحيفة نيويورك تايمز: إن عدد جنود الاحتياط الذين يستعدون للخدمة في الجيش الإسرائيلي آخذ في التناقص، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مستشار أمني سابق للكيان الصهيوني قوله: إن الجيش يدعم بشكل كامل صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وبالطبع يعتقد مسؤولو الجيش أن هناك إمكانية لعودة الصراعات مع حماس.
كما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصهيونية أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للجيش للدخول تدريجيا في المرحلة الثالثة والأخيرة من حرب غزة هذا الشهر، ويأتي هذا القرار بسبب تفعيل قضية تبادل الأسرى ومنعاً لانتشار الحرب. وأضافت هذه المنظمة الصهيونية: "إن المرحلة الثالثة ستشمل بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محاور نتساريم وفيلادلفيا ومناطق أخرى من قطاع غزة، بحيث إذا لم يتم الاتفاق على تبادل الأسرى يمكنه أن يضع حركة حماس تحت الضغط مرة أخرى، ولذلك فإن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة ستستمر، ولكن بطريقة مختلفة".
هذا بينما مرت تسعة أشهر على حرب الاستنزاف التي خاضها الكيان الصهيوني في غزة، ولا أنباء عن تحقيق ولو إنجاز واحد، ناهيك عن تحقيق نصر مطلق، وقد أدى ذلك إلى انتشار المظاهرات ضد نتنياهو وحكومته يوما بعد يوم في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، وعلى وجه الخصوص، لا يزال الأسرى الصهاينة في قطاع غزة بعد 9 أشهر، ورغم الوعود التي قدمها لعائلات هؤلاء الأسرى، إلا أن نتنياهو لم يتمكن من إعادتهم، وأحيانا ينشر في غزة خبر مقتلهم على يد الجيش الإسرائيلي، ما أثار غضب المجتمع الصهيوني بشدة.
ومؤخراً، أظهرت تقارير صحفية إسرائيلية أنه منذ بداية حرب غزة، غادر أكثر من نصف مليون مستوطن صهيوني فلسطين المحتلة، وأن 15% من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة الدائمة إلى أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك، أعلن المئات من الجنود الصهاينة أنهم غير مستعدين للانضمام إلى الجيش للمشاركة في حرب غزة حتى لو ماتوا، وغادر العشرات منهم فلسطين المحتلة دون إبلاغ قادتهم، كل هذا يدل على حالة الانهيار النفسي للمجتمع الداخلي للكيان الصهيوني، الذي لم يعد يثق في حكومته وجيشه.
