الوقت- انعقد في طهران الإثنين الاجتماع التاسع عشر لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منتدى حوار التعاون الآسيوي بحضور 41 وفداً دبلوماسياً من أكثر من 30 دولة، بينهم وزراء خارجية وأمناء عموم المنظمات الدولية الآسيوية.
وفي العام الماضي، فازت إيران برئاسة هذا المنتدى خلال فترة النشاط الكبير للشهيد الدكتور أمير عبد اللهيان في وزارة الخارجية، واختارت شعار هذه الفترة "آسيا أكثر استمرارية وقدرة من خلال التكنولوجيات الجديدة والناشئة".
وقد أظهر هذا الاجتماع، بحضور قوي لكبار المسؤولين السياسيين من الدول الأعضاء، مرة أخرى ثقل إيران ودورها المهم في التطورات الآسيوية، وأتاح فرصة لمناقشة تطوير العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف والتعاون بين الدول الآسيوية.
وفي هذا الصدد، أشار علي باقري القائم بأعمال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في بيان له اليوم الأحد إلى أن هذا الحدث يوفر الأساس لتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية.
ودعا في هذا البيان إلى "وضع حد للهيمنة الغربية الحصرية على الأنظمة السياسية والاقتصادية والنقدية والمالية الدولية"، وقال إن هذه "مسألة حيوية".
وفيما كانت اللقاءات الدبلوماسية للوفود السياسية من أبرز نقاط اجتماع طهران، قال باقري في تصريح على تويتر حول المواضيع التي تمت مناقشتها في اللقاء مع رؤساء الوفود المشاركة: " ناقشنا النهج الآسيوي للتعددية"، وجرى خلال اللقاء بحث مجالات التعاون ومواجهة الأحادية والعلاقات الثنائية وضرورة وقف جرائم نظام الاحتلال في غزة وغيرها من القضايا التي تهم الطرفين.
الحلقة المفقودة للتكامل الآسيوي
حوار التعاون الآسيوي هو منظمة حكومية دولية أنشأتها 18 دولة في الـ18 من يونيو 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي على المستوى القاري والمساعدة في دمج منظماتها الإقليمية.
الأعضاء المؤسسون لحوار التعاون الآسيوي هم: البحرين، بنغلاديش، بروناي دار السلام، كمبوديا، الصين، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، باكستان، الفلبين، قطر، سنغافورة، تايلاند، وفيتنام.
وتضم حاليا خمساً وثلاثين دولة آسيوية أعضاء في منتدى حوار التعاون الآسيوي ويقع مقر هذا المنتدى في الكويت.
فكرة تشكيل هذا المنتدى اقترحها سوراكيارت، رئيس وزراء تايلاند، في الاجتماع الرابع والثلاثين لوزراء خارجية الآسيان عام 2001.
أعلن رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى حوار التعاون الآسيوي في يونيو 2002 أن "فصلا جديدا في التاريخ يبدأ اليوم".
قبل تشكيل هذه المنظمة، كانت جميع التجمعات والمؤسسات الآسيوية ذات طابع شبه إقليمي، على سبيل المثال: الآسيان، الآسيان + 3، مجلس التعاون الخليجي، منظمة التعاون الاقتصادي، سيكا، رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)، مبادرة خليج البنغال للتعاون الفني والاقتصادي (BIMSTEC)، منظمة التعاون الاقتصادي لجنوب وجنوب شرق آسيا و...؛ ومع ذلك، عندما ظهر منتدى الحوار الآسيوي، تمكن لأول مرة من تحقيق احتمال تشكيل تحالف مع عضوية دول من جميع المناطق الفرعية في آسيا، وهي جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وجنوب آسيا وغرب آسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وكان تشكيل هذا المنتدى مبدأ أساسيا لزيادة القوة والقدرة التنافسية الاقتصادية لآسيا من خلال تفعيل قدرات هذه القارة على المسرح العالمي، والذي ارتكز على وجهة النظر القائلة بأن الدول الآسيوية بحاجة إلى التآزر وخلق إستراتيجية مشتركة من أجل التغلب على هذه المشكلة، والتحدي الذي يواجهنا في القرن الجديد هو أن ننظر إلى بعضنا البعض ليس كمنافسين، بل كشركاء وحلفاء.
وتتلخص الأهداف الرئيسية للمجمع فيما يلي:
1- تعزيز تعاون الدول الآسيوية في كل نقاط القوة والفرص التي تم تحديدها، والتي يمكن أن تقلل من الفقر وتحسن نوعية حياة الشعوب الآسيوية من خلال تطوير البنى التحتية العلمية.
2- تنمية الاقتصاد والأسواق المالية، وزيادة القدرة التفاوضية ونتيجة لذلك زيادة القدرة على المنافسة في الأسواق الدولية بدلاً من المنافسة بين الدول الأعضاء.
3- محاولة التركيز على النقاط الإيجابية وقدرات الدول الأعضاء في مجال النشاط الاقتصادي، لتحويل الأعضاء إلى شركاء يعتمد عليهم في المناطق الأخرى.
4- تحويل القارة الآسيوية إلى "مجتمع آسيوي" قادر على التواصل مع أجزاء أخرى من العالم وتوفير السلام الإيجابي في هذه المجموعة مع المساعدة في نمو وازدهار معظم الدول الآسيوية.
ليس لدى المجموعة ميثاق وتتكون من قسمين، المناقشة والمشروع، وبعد المحادثات يجتمع وزراء المجموعة كل عام في الاجتماع الوزاري لمناقشة تطورات المجموعة وقضايا التعاون الإقليمي وسبل تعزيز وتقوية وحدة آسيا، كما يجتمع وزراء الخارجية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر من كل عام بهدف تبادل المعلومات حول المشاريع المشتركة، والحديث عن القضايا الدولية، وتعزيز "صوت آسيا" على الساحة الدولية.
في نهاية المشروع تم تحديد 20 مجالاً للتعاون في مجالات مختلفة، وهي موضحة أدناه تحت 6 عناوين عامة:
- الاتصالات - العلوم والتكنولوجيا والابتكار - التعليم وتنمية الموارد البشرية - العلاقة المتبادلة بين الأمن الغذائي والطاقة والمياه - الثقافة والسياحة - المناهج الترويجية للتنمية المستدامة والشاملة.
فرص منتدى التعاون الآسيوي بالنسبة لإيران
انضمت إيران إلى المجمع في الـ21 من يونيو 2004 ولعبت خلال هذه الفترة دورًا نشطًا في اجتماعات المجمع، بحيث تم اختيار إيران كدولة رائدة في التعاون الثقافي والجولة الثالثة قمة الحوار الآسيوي التي استضافتها طهران عام 2018.
وبينما تجري إيران حاليا معظم تجارتها الخارجية مع دول إقليمية وآسيوية، وأهم الشركاء الاقتصاديين لإيران هم الدول الآسيوية، لذلك كلما توسعت شبكة التفاعلات والتعاون الاقتصادي لمنتدى الحوار الآسيوي وأصبحت أكثر استقلالية، فإن هذا يمكن أن يجلب المزيد من الفوائد للبلاد من حيث تحييد العقوبات الغربية وتعزيز علاقات إيران بالأسواق الدولية الرئيسية.
وفي هذا الصدد، قال مهدي سفري، مساعد وزير الخارجية لشؤون تطوير الدبلوماسية الاقتصادية: "إن هذا الاجتماع يمكن أن يساهم في زيادة التجارة وتبادل التقنيات الصناعية والنقل بين الأعضاء من الصين إلى أوروبا".
وتعتبر القرارات الجديدة بشأن عقد اجتماعات دورية ومنتظمة لرؤساء غرف التجارة للدول الأعضاء في المنتدى إحدى الآليات المهمة للتكامل الاقتصادي للأسواق الآسيوية كهدف رئيسي، وفي هذا المجال، كانت إيران دولة رائدة في إطلاق هذه الآلية، حيث استضافت مدينة أصفهان في شهر مايو من هذا العام الاجتماع المشترك الثاني لرؤساء الغرف التجارية الأعضاء في منتدى الحوار الآسيوي.
يعد تعزيز العلاقات الثقافية والسياحية بين الدول الآسيوية في شكل منتدى التعاون الآسيوي وسيلة أخرى لخلق فرص اقتصادية لإيران، والتي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعريف العالم بقدرات إيران المناخية والسياحية الفريدة.
وفي هذا المجال تمكنت الدبلوماسية الثقافية الإيرانية في منتدى 2023 من تحقيق نجاح كبير وأصبحت مدينة يزد الغنية بغناها الطبيعي والتاريخي والثقافي عاصمة السياحة بين الدول الأعضاء في منتدى الحوار الآسيوي (ACD) في عام 2024.