الوقت- فاتورة العدوان والقصف من قبل الكيان الصهيوني على غزة كانت ثقيلة، بالإضافة إلى الجنوب، فإن شمال الأراضي المحتلة كذلك أيضا، منذ بداية الحرب على قطاع غزة بعد عملية الـ 7 من أكتوبر 2023، دخلت قوات المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله اللبناني إلى ساحة المعركة للرد على العدوان الصهيوني على غزة.
80 ألف لاجئ إسرائيلي في الشمال
وفي الوقت نفسه، فإن الرد العسكري لحزب الله اللبناني ضد الصهاينة في الشمال جعل المستوطنات والمناطق المحتلة غير آمنة للغاية، وقد تسبب انعدام الأمن هذا في الهجرة القسرية وإخلاء مئات المستوطنات والمناطق الصهيونية، وحسب إحصاءات أعلنتها مصادر عبرية، فقد نزح منذ الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي نحو 80 ألف إسرائيلي من منازلهم في شمال "إسرائيل" بسبب عمليات حزب الله، ويستقر العديد منهم الآن في فنادق وشقق مؤقتة في المناطق الوسطى المحتلة، وكان من المفترض أن تكون استيطانهم مؤقتاً ولعدة أسابيع، لكن الآن تم تهجير العديد من النازحين من المناطق الشمالية في "إسرائيل" قسراً إلى المناطق الوسطى المحتلة منذ سبعة أشهر بسبب الخوف على حياتهم، وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن 80 ألف إسرائيلي نزحوا في "إسرائيل".
120 ألف نازح من الجنوب
ولم يقتصر الأمر على تهجير 80 ألف شخص من سكان المناطق الشمالية المحتلة فحسب، بل تم تهجير حوالي 120 ألفاً آخرين أيضًا من الجزء الجنوبي من "إسرائيل"، ولذلك، فقد اضطر ما مجموعه 200.000 عائلة يهودية إلى إخلاء منازلهم ومجتمعاتهم بعد هجوم الـ7 من أكتوبر الذي شنته حماس.
الوضع غير المواتي للاجئين الإسرائيليين
ولا شك أن تهجير 200 ألف إسرائيلي في "إسرائيل" هو نتيجة مباشرة للهجوم الصهيوني على غزة واستمرار الحرب وقصف غزة، كما أكدت قوات حزب الله في الشمال والمقاومة الفلسطينية في الجنوب أنه إذا لم تتوقف الحرب في غزة وتنسحب جميع قوات الاحتلال من غزة فإنها لن تكون على استعداد لوقف الحرب، لكن الصهاينة ما زالوا يقصفون غزة بعد 7 أشهر، وقد أدى هذا القصف لغزة إلى انعدام الأمن في الشمال واستمرار القصف في الجنوب.
ويقيم العديد من المواطنين الإسرائيليين الآن في فنادق لعدة أشهر تبلغ مساحة غرفهم بضعة أمتار، حيث إن هذه الفنادق مخصصة للسياح فقط وللراحة القصيرة وهي بالتأكيد ليست مناسبة للحياة اليومية.
أحد السكان هو نازح من مستوطنة شلومي الصهيونية، ويقيم في أحد فنادق القدس، ويتحدث عن الأوضاع الصحية السيئة في هذه الفنادق يقول إن مكان إقامته لا يبعد سوى دقائق معدودة بالسيارة عن الحدود اللبنانية، وكان يسكنها نحو 8 آلاف شخص، لكن المستوطنة مهجورة الآن وتم تهجير السكان منذ بداية حرب غزة بسبب ردود حزب الله الصاروخية.
اللاجئون الإسرائيليون لن يعودوا
وحسب تقرير القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني، فقد تم تهجير آلاف المستوطنين من المنطقة الشمالية وحتى لو انتهت الحرب فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للعودة إلى منازلهم، وقال أفيغدور ليبرمان، وزير الحرب السابق في الكيان الصهيوني، إن "ما لا يقل عن 200 ألف مستوطن إسرائيلي نزحوا خلال الحرب لن يعودوا أبدا إلى ديارهم"، وقال ألموغ كوهين، عضو الكنيست، إن "الإسرائيليين لن يعودوا أبدا إلى المستوطنات المحيطة بغزة، ولن يفعل ذلك حتى كلب"، وإلى هذه المشاكل يجب أن نضيف مظاهرات أهالي الأسرى الصهاينة، لقد نزلوا إلى الشارع لإجبار الحكومة على التفكير في مشكلتهم، وهي إطلاق سراح السجناء.
الانهيار الاقتصادي
قبل الحرب، أولى الاقتصاديون اهتمامًا خاصًا للانخفاض بنسبة 60% في حجم الاستثمار الأجنبي والانخفاض بنسبة 80% في متوسط تكلفة الشركة الناشئة الإسرائيلية عند البيع لشركة أجنبية، هناك دلائل على وجود أزمة صناعية تؤثر على المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الاستثمار الأجنبي، وخاصة التكنولوجيا المتقدمة.
مع اندلاع الحرب، توقف البناء على شاطئ تل أبيب، وتم التخلي عن الرافعات والسقالات، وإن تعليق ما يقرب من 80% من جميع المشاريع قيد الإنشاء، وإغلاق ثلث المطاعم في المدن الكبرى بسبب نقص الموظفين، وانخفاض القوى العاملة في شركات التكنولوجيا الفائقة بنسبة 10-15% ونقص العمال، كان له تأثير خطير على الاقتصاد. وتم استدعاء ما يقرب من 360 ألف جندي احتياط في الجيش، أي ما يعادل 10% من القوة العاملة، والسؤال هو: كم عدد موظفي الشركات الناشئة التي تمثل 18% من الناتج المحلي الإجمالي الذين سينجون من هذه الحرب؟ لقد قام الصهاينة بإلغاء الأعياد والحفلات والمناسبات، وبقوا في منازلهم ورفضوا القدوم إلى العمل، وهذا ما جعل الأزمة الحالية في "إسرائيل" لا تقتصر على اللاجئين فقط.