الوقت - مظاهر مجاعة حادة تهدد عشرات الآلاف من النازحين وأهالي قطاع غزة، مع استمرار الحرب العدوانية الإجرامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وانعدام معظم المواد الغذائية الأساسية ومنع قوات الاحتلال إدخال المساعدات إلى المنطقة، إذ أوضحت الأمم المتحدة في عدة مناسبات أن القوات الإسرائيلية تعرقل دخول المساعدات إلى غزة.
مصدر قيادي في حركة حماس قال: إنه "لا يمكن إجراء مفاوضات والجوع ينهش الشعب الفلسطيني"، فحركة حماس تنوي تعليق المفاوضات مع "إسرائيل" حتى إدخال المساعدات والإغاثة إلى شمال قطاع غزة.
الادعاء الإسرائيلي
كيان الاحتلال في محاولات للتهرب من تبعات سلوكه الإجرامي الذي ينتهجه تجاه الفلسطينيين في غزة يزعم مرارا وتكرارا، أن حماس تسرق مساعدات الأمم المتحدة أو تحولها، بما في ذلك الوقود، بعد دخولها غزة.
وتواصل حسابات رسمية تابعة لكيان الاحتلال وأخرى عربية تروّج للرواية الإسرائيلية، اتهام حركة حماس بسرقة المساعدات الموجهة لسكان قطاع غزة، ومنع توزيعها على المنكوبين بعد دخولها إلى القطاع.
وفي الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي والحسابات الداعمة له باتهام حماس، فإنّ تقارير من منظمات ومسؤولين دوليين تؤكد أنّ الاحتلال والمستوطنين هم من يعيقون إدخالها، كما فعل المستوطنون الإسرائيليون في 25 و26 من شهر يناير/كانون الثاني الفائت، إذ نفت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تلك الادعاءات.
تدخلات أمريكية
الولايات المتحدة أكدت بالقول والفعل وقوفها إلى جانب الكيان الإسرائيلي ودعمها المطلق له، وهي تصرح بذلك في كل مناسبة، والمبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط دافيد ساترفيلد يؤكد مساندة إدارة بايدن ل"إسرائيل" بشكل استثنائي، إذ قال: الرئيس بايدن يعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح من الناحية الأخلاقية والذي يجب القيام به، فلا بد من رد فعل يمنع تكرار ذلك، ويمنع خروج «حماس» منتصرة، وكذلك من أجل مصالح أمريكا الأوسع.
وشدد المبعوث الأمريكي على أن مفتاح حماية المدنيين ومعالجة الوضع القائم هو وقف دائم لإطلاق النار كجزء من صفقة لإطلاق سراح الرهائن، وقال: «نحن لا نؤيد وقف إطلاق النار بشكل مستقل، لأن هذا سيكون هدية لحماس، ولا بد أن يكون في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن يصاحبها وقف طويل لإطلاق النار أو تمديد متواصل لوقف إطلاق النار، وهذا من شأنه أن يمنح المجتمع الدولي الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة وفرصة لتخفيف آثار الصدمة في إسرائيل حين يتم إطلاق سراح الرهائن».
وأضاف ساترفيلد إنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به ويجب أن تتدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكثر أماناً إلى جميع أنحاء غزة، لكن الوضع الصحي مأساوي وقد تضررت المرافق الصحية في هذا القتال.
اتهام كيان الاحتلال لحماس بسرقة المساعدات ليس جديدا في هذه الحرب، بل هو مسألة يطرحها الصهاينة منذ بدء الحرب وحتى قبل ذلك، ففي شهر نوفمبر الماضي أكد ساترفيلد أنه ليست هناك حالات مسجلة لقيام حماس بحظر المساعدات أو الاستيلاء عليها، مضيفاً إن الأونروا تمكنت من الوصول إلى الوقود الموجود في المستودعات بغزة من أجل شاحنات المساعدات وتحلية المياه والمستشفيات في جنوب غزة، وقد عملت قوات التدخل وحفظ النظام في الأسابيع الأخيرة على تأمين واستلام وسير المساعدات، وخصوصًا في المناطق الجنوبية، وعلى وجه الخصوص في مدينة رفح.
ومؤخرا صرح ساترفيلد أن القوات الإسرائيلية قتلت أفرادا من الشرطة الفلسطينية كانوا يحرسون قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في رفح، موضحاً أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة شرطة غزة، الذين يحرسون قوافل شاحنات المساعدات، جعلت من المستحيل عمليا توزيع البضائع بأمان، فالشرطة الفلسطينية نتيجة لذلك ترفض حماية القوافل، ما يعرقل توصيل المساعدات إلى داخل غزة بسبب تهديدات العصابات الإجرامية.
وفي تصريحات لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي الجمعة، أشار المبعوث الأمريكي، إلى أنه "مع مقتل أفراد من الشرطة الفلسطينية، ممكن كانوا يحرسون قافلة مساعدات أممية في مدينة رفح المحاصرة بجنوب قطاع غزة، في أعقاب الضربات الإسرائيلية في وقت سابق من الشهر الجاري، أخذت العصابات الإجرامية تستهدف القوافل بشكل متزايد".
وقد أدت غارة جوية إسرائيلية مؤخرا على سيارة إلى مقتل ثلاثة من كبار قادة الشرطة في رفح، أول نقطة دخول لإيصال المساعدات، كما قتل ضابطان آخران بغارة أخرى.
وفي انتقاد علني لكيان الاحتلال، قال ساترفيلد إن "إسرائيل لم تقدم أدلة محددة على سرقة حركة المقاومة الإسلامية حماس أو تحويلها لمساعدات الأمم المتحدة التي تدخل قطاع غزة، لكن المتشددين لديهم مصالحهم الخاصة في استخدام قنوات أخرى للمساعدة لتحديد أين تذهب المساعدة ولمن"، مشددا على أن الفوضى والاحتجاجات الإسرائيلية المنتظمة عند نقاط العبور من قبل أولئك الذين يعارضون دخول المساعدات إلى غزة قد عطلت أيضا عملية التسليم والتوزيع.
وأضاف ساترفيلد إن الولايات المتحدة "تعمل مع الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي لمعرفة الحلول التي يمكن إيجادها في غزة، لأن الجميع يريد أن يرى استمرار المساعدة".
فادعاءات الكيان الإسرائيلي ستستمر في سياق إطار عام تقوم به قوات الاحتلال لإبادة الفلسطينيين.