الوقت- بالأمس، نفت منظمة الصحة العالمية الاتهامات التي وجهتها "إسرائيل" لها بالتواطؤ مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال العدوان على قطاع غزة، وصرح مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مثل هذه الادعاءات الزائفة تشكل خطراً على موظفي المنظمة الذين يخاطرون بحياتهم لخدمة الضعفاء، وأكد عبر منصة "إكس" أن المنظمة، كوكالة تابعة للأمم المتحدة، تتمسك بالحيادية وتعمل من أجل صحة ورفاه الجميع، جاءت هذه الاتهامات من السفيرة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة في جنيف، ميراف إيلون شاهار، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الذي عُقد يوم الخميس، وشاهار اتهمت حركة حماس بعسكرة المنطقة المدنية بأكملها في قطاع غزة كجزء من استراتيجية متعمدة، مؤكدة أن هذه الوقائع لا يمكن دحضها، وأن منظمة الصحة العالمية اختارت تجاهلها مرارًا وتكرارًا، واعتبرت ذلك ليس مجرد قصور في الكفاءة، بل تواطؤًا، في وقت تتهم تل أبيب من قبل منظمات ودول كثيرة بممارسة جرائم الإبادة بحق أهالي غزة.
تبريرات إسرائيلية فاشلة
"إسرائيل" المجرمة دوليا، تتهم حماس بالاستفادة من الحماية الخاصة للمرافق الصحية في إطار قوانين الحرب، مزاعم تشمل استخدام المستشفيات لتنفيذ هجمات وإخفاء الأنفاق والأسلحة، ما تنفيه حماس بشدة، وزعمت السفيرة الإسرائيلية أن منظمة الصحة العالمية كانت على علم بحجز الرهائن في المستشفيات ونشاط الإرهابيين فيها، وبأنه حتى عندما قدمت "إسرائيل" أدلة ملموسة على الأنشطة تحت وفوق الأرض وعلى الأسلحة والمقرات العامة، فإن منظمة الصحة العالمية اختارت تجاهلها، معرضة للخطر الأشخاص الذين يفترض أن تحميهم، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية وكان الدكتور تيدروس على وشك البكاء عندما تحدث عن الوضع المأساوي في غزة، حيث تسبب الإرهاب الإسرائيلي بجرائم يندى لها الجبين.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط 26 ألفا و83 شهيداً و64 ألفاً و487 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء وفقًا للسلطات الفلسطينية، وأدت إلى دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة حسب تقارير الأمم المتحدة، ويتناول الوضع الحالي في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي الذي استمر لفترة طويلة، ما أدى إلى خسائر بشرية هائلة ودمار مادي كبير، النص يعكس تأثير العنف والصراع الدائر في المنطقة على السكان المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء الذين يشكلون الجزء الأكبر من الضحايا والجرحى.
ومن الجدير بالذكر أن الواقع يبرز الصراع الإنساني الذي يعيشه سكان قطاع غزة، والذي تتضاعف معاناته بسبب تداعيات الهجمات العسكرية المستمرة والتي تشمل قتل الأبرياء وإصابة العديد منهم، إضافة إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية كالمستشفيات والمدارس والمنازل، وعلاوة على ذلك، يظهر الواقع تأثير الصراع على الجهود الإنسانية والدبلوماسية، حيث يتم تبادل الاتهامات بين الأطراف المتصارعة وتسليط الضوء على معاناة السكان المدنيين وتقديم الدعم الدولي للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وبشكل عام، يعكس الوضع الخطير في غزة الحاجة الملحة لمحاسبة الكيان وإيجاد حل سلمي للصراع في قطاع غزة وإنهاء العنف المستمر الذي يؤثر سلبًا على حياة السكان المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة الإنسانية والتنمية في المنطقة، وإن تحليل الوضع في قطاع غزة يشير إلى أن "إسرائيل" قد ارتكبت عشرات المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان، ما أدى إلى استشهاد عشرات آلاف الأشخاص بينهم العديد من الأطفال والنساء، هذه المجازر تُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وقوانين الحرب.
وتظهر التقارير الإخبارية والشهادات الشخصية للمتضررين والمنظمات الإنسانية أن الهجمات الإسرائيلية كانت تستهدف بشكل مباشر المنشآت الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والمنازل، ما يشير إلى استهداف متعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية، ومن الجدير بالذكر أن التصريحات والاتهامات التي تقدمها "إسرائيل" بشأن حماس واستخدامها للمنشآت الصحية لأغراض عسكرية قد تُفهم على أنها محاولة لتغطية فشل أهدافها العسكرية في الحرب، ولتبرير الهجمات العنيفة على المدنيين والمنشآت المدنية.
الكيان وتجاهل المبادئ الإنسانية
يظهر وضع غزة المأساوي أن الصراع في قطاع غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو صراع إنساني يتطلب حلاً سلميًا يحقق العدالة والأمان للجميع ويعيد بناء البنية التحتية المدمرة ويخفف من معاناة السكان المدنيين في المنطقة، ومن المهم أيضًا التنبه إلى أن الاستخدام المنهجي للقوة العسكرية الهائلة من قبل "إسرائيل" في قطاع غزة يعكس استمرار الدور السلبي للعنف في حل النزاعات وتفاقم الوضع الإنساني بسبب عدم محاسبة تل أبيب نتيجة الدعم الأمريكي على وجه الخصوص، وعلى الرغم من الجهود الدولية والدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإحلال السلام، فإن تلك الجهود واجهت عراقيل عديدة بسبب استمرار التصعيد العسكري وعدم التزام الصهاينة بالقوانين الدولية.
وفي هذا السياق، تظهر الحاجة الملحة إلى إجبار الكيان على وقف الحرب بعد فشله الذريع ومحاسبة قادته القتلة وتعزيز الجهود الدولية للتوسط والتسوية السلمية للصراع وتحقيق العدالة وإعادة الإعمار في المنطقة المتضررة، وينبغي أن يتبنى المجتمع الدولي موقفًا قويًا لوقف الهجمات العسكرية على المدنيين وتحقيق العدالة للضحايا، بما في ذلك التحقيقات الدولية المستقلة في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
أيضا، الضرورة الملحة لبناء آليات دائمة لحماية المدنيين وضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية والطبية في ظل الظروف القائمة في قطاع غزة، وذلك من خلال تعزيز الالتزام بالقوانين الدولية وتحمل تل أبيب المسؤولية عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، وعدم التعاون من قبل "إسرائيل" مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية لمساعدة الأبرياء في غزة، فعلى الرغم من الحاجة الملحة إلى المساعدات الإنسانية في ظل الكوارث الإنسانية التي تعانيها المنطقة، فإن "إسرائيل" تفرض عراقيل على وصول المساعدات الإنسانية وتقييد حركة المساعدات والعمليات الإنسانية، ما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة الدولية.
ويُعتبر عدم التعاون من قبل "إسرائيل" عائقًا كبيرًا أمام جهود الإغاثة والإعمار في غزة، ويؤثر سلبًا على قدرة المنظمات الدولية على تقديم المساعدة الضرورية للمدنيين الفلسطينيين المتضررين، وبذلك، يُظهر هذا السلوك عدم الالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويعكس تجاهلاً للمبادئ الإنسانية الأساسية التي ينبغي أن تُحترم في جميع الأوقات وتحت جميع الظروف، وعدم التعاون من قبل "إسرائيل" مع الأمم المتحدة يُعيِّق الجهود الإنسانية ويضع الآلاف من الأبرياء في غزة في مواقف خطرة، حيث يعيق وصول المساعدات الطبية والإغاثية الضرورية للمدنيين الذين يحتاجونها بشدة، ويؤثر سلبًا على قدرتهم على البقاء على قيد الحياة والتعافي من الأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
وهذا السلوك يعكس نهجًا متعمدًا للتجاهل لمعاناة السكان المدنيين وللمبادئ الإنسانية، ويُظهر عدم التزام حقيقيًا بضمان الوصول الآمن والفوري للمساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين، وبالتالي، يزيد هذا السلوك من درجة الضغط الإنساني والاقتصادي على السكان المدنيين في ظل ظروف الحرب والدمار الكبير، وإن عدم التزام "إسرائيل" بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، بما في ذلك التعاون الكامل مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، يعتبر جريمة حرب أخرى هدفها منع التخفيف من معاناة السكان المدنيين في غزة وعدم الرغبة بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بشكل عام، وهذا يعني أن الكيان فقد كل أوراقه في حرب 7 أكتوبر.
