الوقت - مع انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في غزة، استأنفت مقاتلات الکيان الصهيوني جولةً جديدةً من الهجمات على هذه المنطقة المحاصرة، بذريعة انتهاك حماس لوقف إطلاق النار، وفي فترة قصيرة ارتفع عدد الشهداء والجرحى في غزة.
وفي مثل هذا الوضع، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الکيان الصهيوني، وعلى الرغم من فشلها في القضاء على حماس وإطلاق سراح السجناء الصهاينة، تريد إنشاء "منطقة عازلة" واغتيال قادة المقاومة، حتى تتمكن من البقاء في السلطة لبضعة أيام أخرى من خلال اختلاق مكاسب نسبية في غزة.
وهذا الأمر بدوره جعل احتمالات مفاوضات تبادل الأسرى غامضةً، على الرغم من أن الوسطاء الدوليين مثل مصر وقطر يحاولون التوصل إلى اتفاقيات جديدة، و لبحث أبعاد جولة الصراعات الجديدة في غزة، تحدث "الوقت" مع السيد صباح زنغنه، الخبير في قضايا غرب آسيا.
الوقت: مع انتهاء وقف إطلاق النار في غزة، استأنفت مقاتلات الکيان الصهيوني هجماتها على الناس والبنية التحتية، هل تعتقدون أن هناك تغيراً في شكل هجمات هذا الکيان في هذه الجولة، أم إنها مستمرة بالأسلوب السابق نفسه؟
السيد صباح زنغنه: من المرجح أن يستمر الکيان الصهيوني في الإجراء نفسه، ومن خلال تنفيذ الغارات الجوية، إلى جانب العمليات البرية، سيحاول التسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية في غزة وإيقاع المزيد من الضحايا من الفلسطينيين، وتأتي هذه الهجمات بهدف الضغط على حماس وحلفائها، لتحقيق الأهداف التي رسموها لأنفسهم.
الوقت: قالت حماس إنها تقدمت بمقترحات لتمديد وقف إطلاق النار، وهو ما رفضه الصهاينة، ما هو تقييمكم لإمكانية التوصل إلى اتفاقيات جديدة لتبادل الأسرى؟
السيد صباح زنغنه: يحاول الکيان الصهيوني الحصول على المزيد من التنازلات من فصائل المقاومة عبر العمليات العسكرية، والهدف الأساسي للکيان هو إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الصهاينة. والهدف الثاني هو اغتيال عدد من قادة المقاومة وإضعاف هذه الجماعات، وإلى جانب تحقيق هذه الأهداف، فإنه يحاول مواصلة مفاوضات وقف إطلاق النار.
الوقت: فيما يتعلق باغتيال قادة المقاومة، زعمت صحيفة "وول ستريت جورنال" أيضاً أن حكومة نتنياهو أعادت هذا البرنامج إلى الطاولة، هل تعتقدون أن الکيان الصهيوني لديه القدرة على استهداف قادة المقاومة؟ وإذا تم تنفيذ هذه الخطة، فما هي العواقب؟
السيد صباح زنغنه: موضوع الاغتيال يعتمد على ظروف المنطقة وأوضاع قادة المقاومة، وإلى أي مدى يمكنهم استخدام التمويه والأساليب المختلفة للاختباء من العدو، وعدم ترك مجال للنفوذ الصهيوني لتنفيذ الاغتيالات.
ولذلك، يجب على قادة المقاومة أن يتعرفوا جيداً على العناصر التجسسية التابعة للكيان الصهيوني، وأن يتحركوا باستمرار حتى لا يتمكن العدو من اكتشاف مكان اختبائهم.
وبطبيعة الحال، فإن أحد الشروط التي يمكن لقوى المقاومة أن تدرجها في المفاوضات مع الکيان، هو التأكيد على عدم المساس بالقادة الفلسطينيين، وإلا سيكون له تأثير سلبي على عملية المفاوضات للإفراج عن الأسرى.
الوقت: بالتزامن مع الجولة الجديدة من الهجمات التي يشنها الکيان الصهيوني على غزة، اقترحت سلطات هذا الکيان إنشاء "منطقة عازلة" بهدف فصل شمال غزة وجنوبها، برأيكم، ما هي أهداف تل أبيب من تنفيذ هذا البرنامج؟ وما مدى احتمالية تنفيذه؟
السيد صباح زنغنه: يسعى الکيان الصهيوني إلى تنفيذ هذا المشروع بهدف احتلال شمال غزة بشكل كامل، أو القضاء علی إمكانية قيام فصائل المقاومة بعمليات في هذه المنطقة.
ولذلك، فإنه سيتابع تنفيذ هذه الخطة بشكل جدي، لكن لا يمكن البقاء في هذه المنطقة لفترة طويلة، وسيتكبد المحتلون المزيد من الخسائر البشرية والمالية.
الوقت: إذا تم إنشاء المنطقة العازلة، ماذا سيكون رد فعل المجتمع الدولي على هذه القضية؟
السيد صباح زنغنه: إن رد الفعل الذي أبداه المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون والأمميون على مثل هذه التصرفات، هو جزء من سياساتهم المعلنة، لكنه لا يشكل عائقاً أمام السياسات التنفيذية والعملية للكيان الصهيوني، ومجرد الحديث وممارسة الضغط الدعائي لا يكفي، ولا يمنع الکيان الإسرائيلي من ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.
الوقت: ما هي توقعاتكم لمستقبل الحرب؟ فهل نشهد مفاجآت جديدة من قوى المقاومة ضد الصهاينة خلال الأيام المقبلة؟
السيد صباح زنغنه: برأيي سنشهد في المستقبل اتساع نطاق الصراعات في الضفة الغربية، وستزداد هجمات المقاومة ضد المستوطنين، وفي قطاع غزة، فإن فصائل المقاومة عازمة على مواصلة قتالها، وربما حتى التعرف على عناصر الاحتلال المتسللة إلى غزة والمستوطنات المحيطة بهذا القطاع، وطردهم منه.
ومن الممكن أيضًا أنه من خلال خلق حالة من انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار في المستوطنات الصهيونية، فإن المستوطنين حول غزة سوف يهربون ويتم تحرير الأراضي المحتلة.
