الوقت- اشتدت عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة ضد الصهاينة، إلى جانب ذلك نشهد تظاهرات سكان غزة قرب الجدار العازل.
بين 22 و28 الشهر الجاري، شهدنا 215 عملية مقاومة، 25 منها إطلاق نار، وأشعل المسلحون الفلسطينيون النار في مركبات الاحتلال، وإضافة إلى هذه التصرفات التي قام بها المقاتلون الفلسطينيون، فإن رد الفعل الصاروخي للمقاومة الفلسطينية على الهجمات الصهيونية على غزة وخلق نوع من الردع لدى الفلسطينيين، هو ما جعل الصهاينة يائسين؛ الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، صنعها لا يستغرق الكثير من الوقت ولا يكلف الكثير؛ لكنها أكثر كفاءة من جميع المقاتلات الحديثة التي تصنعها الولايات المتحدة.
هذه الطائرات الورقية والبالونات الحارقة هي أسلحة سكان غزة المحاصرين والجياع، وهي الدعامة الأساسية للقوات الجوية الفلسطينية، التي خلقت الرعب بين الإسرائيليين.
وبعد استمرار حصار غزة وإغلاق معابر هذا القطاع، استأنف الشباب الفلسطيني إطلاق البالونات الحارقة باتجاه الأراضي المحتلة، كما تتعرض معظم المستوطنات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة لوابل من البالونات الحارقة، وعلى إثر إطلاق الشبان الثوار الفلسطينيين بالونات حارقة، اندلعت حرائق شديدة في البلدات المجاورة لقطاع غزة، بما في ذلك بلدتي "كوسويم" و"البيري".
ما هي الطائرة الورقية أو البالونات الحارقة؟
يقوم الشباب الفلسطيني بربط البالونات بمواد قابلة للاشتعال ويرسلها إلى الأراضي المحتلة، وأصبح استخدام الطائرات الورقية والبالونات الحارقة شائعا خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، وألحق حتى الآن أضرارا بمئات الهكتارات من الأراضي في مستوطنات غزة المجاورة.
انطلقت مسيرة العودة في 30 مارس 2018، تزامنًا مع التأكيد على حق العودة، والاحتجاج على حصار غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، على حدود غزة مع فلسطين المحتلة.
الصهاينة مرتبكون ومذعورون
البالونات الحارقة وحدها خلقت كارثة للكيان الصهيوني، في البداية لم يعرها أحد اهتماماً كبيراً، أما الآن فقد عانت مزارع هذا الكيان واقتصاده كثيراً وتحولت إلى رماد، واعترف نتنياهو في كلمته بأن موضوع الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يتم إطلاقها باتجاه المستوطنات الصهيونية يشكل تحديا لتل أبيب، ويجب التعامل مع هذه البالونات باعتماد التكنولوجيا اللازمة.
وقال أحد المستوطنين الإسرائيليين، وهو يلوم مسؤولي الكيان الصهيوني، لإحدى وسائل الإعلام التابعة لهذا الكيان: "لدي فكرة أن أحزم حقيبتي وأغادر هنا، لأننا لا نستطيع أن نعرف ما إذا كانت الحرائق ستصل إلى المستوطنات أم لا".
وقدرت وزارة الحرب في الكيان الصهيوني أنه خلال شهرين فقط، تم إطلاق حوالي 1200 طائرة ورقية وبالونات حارقة من قطاع غزة، أسقط الجيش الصهيوني حوالي 500 طائرة منها، وسقط ما لا يقل عن 700 من هذه الطائرات الورقية في مزارع صهيونية، ما أدى إلى إشعال النيران في مساحة إجمالية لا تقل عن عشرين كيلومترا مربعا، ورغم تهديداتها وهجماتها الجوية، لم تتمكن تل أبيب من إيجاد حل عسكري للوضع وحل تكنولوجي للتعامل مع البالونات الحارقة.
قدرت سلطات الكيان الصهيوني أن الحرائق التي اندلعت في أراضي ومزارع المستوطنين القريبة من قطاع غزة، بسبب الطائرات الورقية الحارقة، تسببت لها بأضرار تجاوزت ثلاثة ملايين دولار.
رجال الإطفاء التابعون للكيان الصهيوني مرهقون بسبب عدد الحرائق وهم على أهبة الاستعداد باستمرار.
وتسببت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة في توقف حركة المرور على بعض الطرق، ووصلت إلى حد توقف حركة القطارات في المناطق الشمالية من قطاع غزة، ورغم تهديداتها وغاراتها الجوية، لم تتمكن تل أبيب من إيجاد حل عسكري للوضع وحل تكنولوجي للتعامل مع البالونات الحارقة.
وعن سبب استئناف إطلاق البالونات الحارقة، تجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء من قبل الفلسطينيين هو في الواقع محاولة لتحريك المياه الراكدة في حالة كسر وتفكيك الحصار الظالم الذي يفرضه الكيان الصهيوني على "إسرائيل" منذ 17 عاماً، وهي أيضاً محاولة لحل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها غزة.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يرتبط التوتر على حدود غزة مع فلسطين المحتلة بأحداث المسجد الأقصى والقدس المحتلة واستمرار جرائم الكيان الصهيوني.
في الواقع، البالونات الحارقة هي بمثابة رسائل سياسية يتم إرسالها بهدف كسب نقاط اقتصادية، والهدف هو أن يمنح الكيان الصهيوني المزيد من التصاريح للفلسطينيين ويسمح بتصدير المنتجات الزراعية من غزة، وتواجه غزة حاليا أزمة اقتصادية حادة، وخاصة أن الصهاينة فرضوا قيودا مشددة على المعابر، وفي الواقع، هذه وسيلة ضغط ضد الكيان الصهيوني.
ولجأ الكيان الصهيوني إلى قصف مواقع حماس في غزة للتصدي لهذه الأعمال المقاومة التي يقوم بها الشباب الفلسطيني من أجل إخافة الشباب الثائر من أجل التوقف عن إطلاق البالونات الحارقة. لكن هذه الجهود لم تسفر عن شيء ونحن نشهد استمرار هذه العملية.
ما يمكن قوله في النهاية هو أن البالونات النارية سلاح بسيط للغاية لكنه استراتيجي للغاية، ما جعل تل أبيب عاجزة للغاية، وكلف الصهاينة مبالغ باهظة، ومع استمرار هذا الاتجاه، فإن المستوطنات الصهيونية المحيطة بغزة تجد نفسها في وضع صعب.
إن حقيقة إشعال النار في مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية الواقعة تحت الاحتلال الصهاينة واستهداف هذا الكيان رداً على ذلك مواقع فصائل المقاومة تظهر مدى يأس وإحباط السلطات الصهيونية، أصبحت كل أداة مقاومة ضد الغزاة، حتى البالونات.
أصبحت البالونات الحارقة سلاحا مخيفا، لقد سرق سلاح المقاومة الجديد النوم من أعين الصهاينة، وخاصة المستوطنين الغاضبين للغاية من الأضرار الكثيرة التي لحقت بهم.
كل وسائل المقاومة سلمية وقانونية، وإطلاق البالونات في الهواء يعبر عن غضب الناس، وقد يكون قادرا على قيادة العالم لدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وخاصة في سياق حق العودة، فإن رفع الحصار عن غزة يؤدي إلى حياة كريمة والتحرر من نير الاحتلال.