الوقت- مؤخرا، تم الكشف عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، والذي تم بين الفصائل الفلسطينية، ويشمل الاتفاق سحب المسلحين من الطرقات وعدم إبراز المظاهر المسلحة ووقف الاشتباكات فورًا، وتم أيضًا تشكيل لجنة تحقيق من هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك لتحديد المسؤولين عن الأحداث المؤسفة وتقديمهم للعدالة اللبنانية، وتم الاتفاق على أن تقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمسح الأضرار وتعويض المتضررين، وعلى الرغم من عودة مئات العائلات إلى المخيم، إلا أن هناك مخاوف من عودة الاشتباكات في المستقبل، وفقًا لما ذكره المدير العام لهيئة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
تحديات خطيرة في مخيم عين الحلوة
وفقًا للمدير العام لهيئة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي، لم يتم حل الإشكال في مخيم عين الحلوة بشكل جذري، كما عبر هويدي عن أمله في التوصل إلى حلول جذرية في المستقبل لمنع عودة الاشتباكات المؤسفة، وفي يوليو/تموز الماضي، اندلعت اشتباكات في المخيم بين قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" وتنظيمات متشددة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات ونزوح مئات العائلات خارج المخيم، وتابع هويدي إنه تمت متابعة عودة مئات العائلات إلى مخيم عين الحلوة بعد تثبيت وقف إطلاق النار استجابةً لدعوة هيئة العمل الفلسطيني المشترك ولجنة الحوار الوطني اللبناني الفلسطيني، وتم إخلاء ثلاث مدارس تابعة لوكالة الغوث (أونروا) وتجهيزها لاستقبال النازحين، إضافة إلى استضافة عائلة نازحة في معهد سبلين للتدريب التابع للأونروا.
وفي الوقت الذي أشار فيه هويدي إلى أن معظم العائلات النازحة قد عادت إلى المخيم، ولكن هناك عائلات لم تعد بعد وذلك بسبب تدمير منازلها جراء الاشتباكات.
وأكد أن أكثر من 700 منزل تضررت بشكل كبير سواء بالتدمير الكامل أو الإحراق، وفقًا للإحصائيات الصادرة، وعبّر عن أمله في أن يتم اتخاذ جهود جادة لإعادة الإعمار وتأمين عودة أصحاب المنازل إليها، كما دعا إلى اتخاذ قرارات سريعة للسماح بإدخال مواد البناء إلى المخيم لإصلاح المدارس التي تضررت وضمان بدء العام الدراسي في الموعد المحدد، وأشار إلى أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أعربت عن احتمالية تأجيل بدء العام الدراسي بسبب الأضرار في المدارس، وناشد هويدي أيضًا بضرورة إدخال مواد البناء للعائلات لإعادة بناء منازلها قبل بدء فصل الشتاء، لتجنب وقوع كارثة إنسانية أخرى، وأكد أن لجنة التحقيق المشكلة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك تقوم بدورها وستصدر تقريرها في وقت لاحق، وسيتم تقديم المسؤولين عن هذه الأحداث المؤسفة إلى العدالة اللبنانية.
وبشكل عام، يُعتبر "مخيم عين الحلوة" أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان وقد تأسس عام 1948، ويقدر عدد اللاجئين المسجلين في المخيم بحوالي 50 ألف شخص وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، ولكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد سكانه يتجاوز 70 ألف شخص، ويعيش اللاجئون في المخيم في ظروف صعبة ومحدودة، وتواجههم تحديات كبيرة فيما يتعلق بالسكن والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى.
الوحدة الفلسطينية هي الحل
تُعَدّ الوحدة الفلسطينية أمرًا بالغ الأهمية في سبيل تحقيق الأمن في المخيمات وتنعكس على كامل الوضع الفلسطيني وتحقيق التحرر الفلسطيني، وتأتي أهمية الوحدة الفلسطينية، بدءا من التمثيل القوي، حيث تعزز الوحدة الفلسطينية التمثيل القوي للشعب الفلسطيني في الجهود الدولية والإقليمية، ويتم تعزيز صوت الشعب الفلسطيني وقضيته أمام المجتمع الدولي عندما يتحد الفلسطينيون ويتحدون الانقسامات الداخلية، كما يُمثّل التوحيد الفلسطيني استراتيجية قوية لمواجهة الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية، ويمكن أن يوفر التنسيق والتعاون بين الفصائل والأطراف الفلسطينية قوة فعالة لمقاومة الاحتلال وتحرير الأراضي الفلسطينية.
أيضاً، يساعد التوحيد الفلسطيني على تعزيز الشرعية الدولية لقضية الشعب الفلسطيني، وعندما يكون الشعب الفلسطيني موحدًا ويتحد في مواجهة الاحتلال، يكون لديه موقف أقوى وأكثر تأثيرًا في المحافل الدولية ويمكنه تحقيق دعم أوسع من المجتمع الدولي، ويمكن أن يؤدي التوحيد الفلسطيني إلى بناء مؤسسات فلسطينية قوية وفعّالة، ومن خلال التعاون والتنسيق بين الفصائل والأطراف الفلسطينية، يمكن تعزيز القدرة على إقامة حكم فلسطيني قوي وتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني، كما يمكن أن يسهم التوحيد الفلسطيني في تعزيز النضال الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال، وعندما يتحد الشعب الفلسطيني وقيادته في هدف واحد، يمكن تعزيز الحركات الشعبية والاحتجاجية وتكوين جبهة موحدة للمقاومة.
على صعيد آخر، يمكن أن يؤدي التوحيد الفلسطيني إلى تعزيز القدرة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وعندما تتحد الفصائل وتتعاون في مجال الدفاع عن الأرض والمقاومة ضد الاحتلال، يصبح بإمكانها تحقيق نتائج أكثر فاعلية ومقاومة أفضل للتحديات الأمنية، ويساهم التوحيد الفلسطيني في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للشعب الفلسطيني، ويؤدي العمل المشترك والتضامن في سبيل التحرر إلى تعزيز الروح الوطنية وتعبئة الشعب الفلسطيني لتحقيق حقوقه وكرامته، ويمكن أن يسهم التوحيد الفلسطيني في تعزيز الاستقلال السياسي للفلسطينيين.
ومن خلال وحدة الرؤى والأهداف، يمكن تعزيز القدرة على تحقيق الاستقلال السياسي وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترف بها دوليًا، ويحقق التوحيد الفلسطيني تعزيزًا للدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، فعندما يتحد الشعب الفلسطيني وقيادته، يمكن تعزيز التضامن العربي والدولي مع القضية الفلسطينية وزيادة التأثير في صياغة السياسات العالمية تجاه فلسطين، ومن خلال التوحيد الفلسطيني، يمكن تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني. يسهم التضامن والتعاون في بناء جسر للحوار مع الشعب والبحث عن حل حقيقي للصراع مع الكيان الإسرائيلي.
باختصار، يعتبر التوحيد الفلسطيني أمرًا ضروريًا لتحقيق التحرر وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، فالتوحيد عملية تستدعي التضحية والتعاون والتضامن، ويمهد الطريق لمستقبل أفضل وأكثر عدالة للفلسطينيين، وبشكل عام، فإن التوحيد الفلسطيني يعزز القوة والمرونة والتأثير في سبيل تحقيق حلول عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن التحرر الفلسطيني يتطلب توحيد جهود جميع الفصائل والأطراف والعمل بروح التعاون والتضامن من أجل تحقيق أهدافه.