الوقت - انتهت زيارة الرئيس الإيراني لإفريقيا بعد ثلاثة أيام، وعاد رئيسي إلى البلاد. بعد وصوله إلى مطار مهرآباد الإيراني، أوضح رئيسي إنجازات رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام، واعتبر أن هذه الرحلة تعزز العمق الاستراتيجي لجمهورية إيران الإسلامية في القارة الأفريقية.
وأوضح أن التواصل مع القارة الأفريقية مهم مثل التواصل مع دول القارة الآسيوية والتواصل مع أجزاء أخرى من العالم، ولا ينبغي إهمال أرض الفرص هذه.
كما شدد الرئيس الإيراني على أن إفريقيا هي أرض الفرص التي لا ينبغي إهمالها، وقال: نعتقد أن العالم لا يقتصر على الغرب، وقرار إيران هو التواصل مع العالم كله، وبقدر أهمية أمريكا وآسيا، فإن إفريقيا مهمة أيضًا.
من القضايا المهمة التي تجري مناقشتها حاليًا والتي ناقشها العديد من الخبراء في الأيام الماضية، هي ما مدى أهمية زيارة الرئيس الإيراني إلى إفريقيا؟ وبناءً على ذلك، ندرس فيما يلي خصائص إفريقيا والفرص التي ستتيحها زيارة الرئيس الإيراني والتواصل مع هذه القارة لإيران.
خصائص إفريقيا وفرصها، وخاصةً الدول الثلاث التي زارها الرئيس الإيراني
كانت قارة إفريقيا الشاسعة من المناطق التي احتلت مكانةً خاصةً في السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية. لذلك، كانت العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية مع دول القارة الأفريقية من أولويات سياسة إيران الخارجية، وأضيف التعاون مع الدول الأفريقية، وتجري حاليًا علاقات سياسية مع جميع الدول الأفريقية.
أفريقيا هي مجموعة من البلدان النامية بدرجات متفاوتة من التقدم والتنمية. إضافة إلى القدرات السياسية والثقافية، فهذه القارة أرض غنية من حيث المواد الخام والمعادن، والعديد من المواهب الزراعية، والعديد من القدرات الاقتصادية والاجتماعية، وسوق مزدهرة وواسعة، والعمالة الرخيصة دون تحديات تتعلق بالاتحاد العمالي.
كما أنها مصدر اهتمام كبير للقوى الاقتصادية الغربية، ووجهة الخطط المتوسطة والطويلة الأجل للقوى الاقتصادية المتوسطة(الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، إلخ)، وتعتبر أولويةً مهمةً في السياسة الخارجية لهذه الدول.
واستناداً إلى النهج الذي كان قائماً على مر السنين، يتضح أن الحكومة الإيرانية أسست سياستها الخارجية في تلك القارة على أساس توسيع العلاقات مع الدول الأفريقية.
أهمية إفريقيا في النظام الدولي الجديد
تضم القارة الأفريقية حوالي 20٪ من مساحة الأرض في العالم، و 14٪ من سكان العالم. وتوجد بنية اقتصادية غير متجانسة، ومستويات مختلفة من التنمية، وأنظمة سياسية مختلفة وتنوع عرقي وثقافي واضح في بلدان القارة الأفريقية.
من بين 54 دولة أفريقية، تمتلك 11 دولة احتياطيات نفطية تبلغ 87.9 مليار برميل في المجموع. ومن بين 54 دولة في القارة الأفريقية، هناك 33 دولة من أقل البلدان نمواً، والتي تضم 70٪ من أقل البلدان نمواً في العالم (48 دولة)؛(باستثناء دول شمال إفريقيا، ينتمي معظم الأعضاء إلى المجموعة الأقل نموًا).
ومن بين 54 دولة أفريقية، هناك 27 دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي(OIC). وفي الواقع، يقع ما يقرب من نصف أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في القارة الأفريقية.
أفريقيا، ثاني أكبر قارة في العالم، تضم خُمس مساحة اليابسة، وتحتوي على حوالي خُمس سكان العالم. وعلى الرغم من أنه عادةً عند سماع اسم هذه القارة، يتبادر إلى الأذهان الفقر والمجاعة، لكن حسب الإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية، فإن 96٪ ماس، 90٪ كروم، 85٪ بلاتين، 50٪ كوبالت، 55٪ منغنيز، 40٪ بوكسيت، 13٪ نحاس، 50٪ فوسفات، 65٪ ذهب، و 30٪ من الثوريوم واليورانيوم في العالم، يتم تخزينها بشكل طبيعي في هذه القارة.
كما أن هذه القارة تتمتع بمكانة متميزة من حيث امتلاكها معادن ثمينة، مثل الحديد والقصدير والزنك والرصاص والفحم والأحجار الكريمة والنيكل، و 10 دول من هذه القارة مصدرة للنفط إلى أجزاء أخرى من العالم.
ونظرًا لوجود أربعة مضائق بحرية إستراتيجية (قناة السويس، مضيق جبل طارق، باب المندب، رأس الرجاء الصالح) ووقوعها بين أوروبا وآسيا، فإن لهذه القارة أهمية خاصة من حيث الموقع الجغرافي.
کذلك، تتمتع قارة إفريقيا بمكانة خاصة في العالم من حيث الخصوبة، لذلك بسبب الأمطار الغزيرة، فإن العديد من أراضي هذه القارة الخصبة والغابات الشاسعة بجوار الحقول الخضراء هي من بين ميزات هذه القارة. من ناحية أخرى، وبالنظر إلى أن الدول الأفريقية تشكل حوالي ثلث أعضاء الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة، فإن العديد من الدول في العالم تحتاج إلى دعم هذه الدول للنهوض بأهدافها الدولية.
على سبيل المثال، كانت أصواتهم فعالةً للغاية في جهود الصين لجذب التعاون الدولي للدول الأفريقية في شغل مقعد تايوان في مجلس الأمن. إندونيسيا أيضًا بحاجة إلى أصوات هذه القارة لحل قضية تيمور الشرقية. وتعتبر دول مثل كوبا والصين وكوريا الشمالية وإيران، أن أصوات الدول الأفريقية مهمة لمواجهة الضغوط السياسية للدول الغربية في المحافل الدولية، وخاصةً في لجنة حقوق الإنسان.
أيضًا، أدى النشاط المنسق للدول الأفريقية في الأمم المتحدة إلى استقلال ناميبيا واختفاء العنصرية في جنوب إفريقيا. حتى الکيان الصهيوني يولي أهميةً خاصةً بدور الدول الأفريقية في الأمم المتحدة من أجل إضفاء الشرعية على أهدافه غير المشروعة. ولذلك، فإن الدور الدولي للدول الأفريقية دائمًا ما يكون فعالًا ومهمًا في التطورات العالمية.
من البنى التحتية اللازمة لتوسيع العلاقات التجارية بين إيران والقارة الأفريقية، توسيع وتطوير العلاقات المصرفية بين إيران وهذه القارة، تعزيز وتطوير التسويق الاقتصادي، النشاط المستهدف للاستشاريين الاقتصاديين الإيرانيين في هذه القارة، التوسع في النقل بين إيران وأفريقيا، محاولة تطوير السياحة بين إيران ودول هذه المنطقة، وزيادة الزيارات الدبلوماسية المستمرة، لكن هذه العلاقات أيضًا تواجه تحديات.
العلاقات الإيرانية الإفريقية(الفرص والتحديات)
علاقات إيران الخارجية مع الدول الأفريقية لها تاريخ جيد. ويمكن إرجاع هذا التاريخ إلى الفترة الأخمينية وفي مصر.
تعود الموجة الثانية من علاقات إيران مع إفريقيا إلى شرق هذه القارة، وخاصةً هجرة الشيرازيين إلى هذه المنطقة (جزيرة زنجبار وسواحل وجزر شرق إفريقيا). وخلال فترة القاجار، استمرت العلاقات من خلال القنصلية الإيرانية في مصر.
وخلال الفترة البهلوية، وخاصةً بعد استقلال الدول الأفريقية، تقرر إقامة علاقات خارجية مع هذه القارة من خلال إنشاء سفارات في بعض الدول. لكن هذه العلاقات لم تتسع بسبب القضايا الإيديولوجية والعلاقات الشخصية لبهلوي الثاني. وبعد انتصار الثورة الإسلامية، نمت العلاقات السياسية بين إيران والدول الأفريقية بشكل ملحوظ، لكن التفاعلات الاقتصادية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب.
وعلى الرغم من أن القارة الأفريقية كانت على جدول أعمال وبرامج وزارة الخارجية الإيرانية في معظم الأوقات، فإن تحسين العلاقات الاقتصادية يتطلب وجودًا اقتصاديًا نشطًا في الدول الأفريقية، وخلق فهم أفضل لثقافة وقدرات هذه القارة. ويعتقد الخبراء أن العمل مع إفريقيا يتطلب إرادةً وطنيةً وإدارةً جهاديةً، ومع الحركة البطيئة الحالية في العلاقات مع هذه القارة، لن يحدث شيء مهم.
سياسياً، الدول الأفريقية مختلفة. حيث إنه لكل من شمال وجنوب وشرق وغرب إفريقيا خصائصها الخاصة، وتتطلب ظروفها ووصفاتها الخاصة. لكن من منظور عام، فإن شمال إفريقيا، وهي جزء مهم من العالم الإسلامي، هي قدرة حقيقية. وعلى الرغم من زيادة صادرات إيران إلى إفريقيا في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال هناك طريق طويل للوصول إلى النقطة المطلوبة.
بصرف النظر عن جيران مثل العراق والإمارات العربية المتحدة أو بلد مثل الصين كعملاق ناشئ للاقتصاد العالمي، تمتلك إيران حاليًا العديد من الأسواق المحتملة التي لا يمكن الوصول إليها.
لن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أي فرصة كبيرة لإيران بسبب الخلافات السياسية، والوضع في أستراليا لا يختلف كثيرًا عن أمريكا الشمالية، وعلى الأقل في الوضع الحالي لا يمكن التخطيط لتواجد قوي فيهم. وكان الاتحاد الأوروبي شريكًا تجاريًا حذرًا لإيران، ولا يزال يفعل ذلك.
وعلى الرغم من إصرار أوروبا على البقاء في خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن تهديد أمريكا للشركات التي تتعاون مع إيران أغلق الطريق عمليًا أمام توسع التجارة. وحتى الإحصائيات الجديدة تشير إلى أن تجارة إيران مع دولة مثل ألمانيا قد تراجعت بنسبة 50٪. في غضون ذلك، تعدّ القارة الأفريقية إحدى الطاقات المتجددة الرئيسية، وهي قارة ذات قدرة تصديرية واسعة للغاية بالنسبة للمصدرين الإيرانيين.
إمكانيات وفرص كل دولة من الدول الثلاث التي زارها الرئيس الإيراني
أ) الفرص الاقتصادية للتعاون مع أوغندا
أوغندا لديها صناعة ألبان كبيرة ومتنامية مع إمكانات تصدير عالية. ومع ذلك، لا يتم استخدام كمية كبيرة من الحليب المنتج في هذا البلد، بسبب نقص مرافق المعالجة والتخزين.
ونتيجةً لذلك، هناك فرصة كبيرة للاستثمار في هذا القطاع، ولا سيما في بناء مصانع معالجة الحليب، ومخازن التبريد ومصانع منتجات الألبان. من ناحية أخرى، تتمتع أوغندا بقدرات كبيرة في إنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل والفواكه والخضروات والمنتجات المربحة، مثل القهوة والشاي.
کما يتمتع سوق المواد الغذائية في هذا البلد بالقدرة على تلبية الطلب المحلي على المنتجات الغذائية، ولكن لا يزال يتم فقد كمية كبيرة من المواد الغذائية بسبب نقص البنية التحتية للتخزين والنقل. ونتيجةً لذلك، هناك فرص جيدة للاستثمار في هذا القطاع، ولا سيما في تطوير البنية التحتية لتخزين ونقل الألبان والأغذية، وكذلك بناء مرافق تصنيع الأغذية.
أيضًا، هذا البلد في وضع جيد للقيام بالزراعة خارج الحدود الإقليمية بسبب أرضه الخصبة غير المستغلة والرخيصة، وموارد المياه الوفيرة والعمالة الرخيصة. کذلك، تتطلع سلطات هذا البلد إلى إبعاد نفسها عن الزراعة التقليدية وتحديث زراعتها. ولهذا السبب، فإن مجال تصدير الآلات والأدوات الزراعية وحتى إنشاء خط إنتاج لهذه المنتجات في أوغندا، يتمتع بقدرة جيدة.
تصدير الأدوية والأجهزة الطبية
هذا المجال المهم تقوم به بعض الشركات الإيرانية بشكل محدود، لكننا بحاجة إلى وجود أكثر جديةً وأوسع نطاقاً في هذا المجال. وعلى وجه الخصوص، من الممكن استخدام قدرة نشاط مستشفى إيران وأوغندا، الذي تم بناؤه من خلال مساعدات التنمية الإيرانية، لتقديم وتسويق وبيع الأدوية والمعدات الطبية.
ب) الفرص الاقتصادية للتعاون مع كينيا
تمتلك منطقة شرق إفريقيا، بما في ذلك كينيا، أساسًا جيدًا لتوفير الاحتياجات الأساسية لإيران. تعدّ كينيا والصومال وتنزانيا من بين أكبر الرعاة في إفريقيا. لذلك، يمكن استيراد اللحوم التي تحتاجها إيران طازجةً وساخنةً من هذه البلدان.
حاليًا، هناك ثلاثة خطوط ملاحية نشطة بين ميناء بندر عباس الإيراني وبندر مومباسا، حيث تتحرك سفينة واحدة على هذا الطريق كل أحد عشر يومًا تقريبًا. وبالنظر إلى هذه المسافة القريبة، فمن المنطقي تلبية الحاجة إلى اللحوم والمنتجات الزراعية الأخرى من هذه المنطقة.
ويمكن أن تكون كينيا أول دولة أجنبية تنشئ فيها إيران مدينةً صناعيةً، نظرًا لسكانها الشباب وإمكانية الوصول إلى المواد الخام. تحاول كينيا إنشاء مناطق صناعية ومناطق تجهيز الصادرات على طول الطريق من ميناء مومباسا في الشرق إلى نيفاشا في الغرب، وهي الممر التجاري للبلاد. ولهذا الغرض، تحاول إنشاء البنية التحتية اللازمة وكذلك تقديم الامتيازات والتسهيلات للمستثمرين الأجانب.
إن إنشاء مدينة صناعية من قبل إيران، إضافة إلى تلبية احتياجات دول منطقة شرق إفريقيا، يمكن أن يوفر الأساس لتصدير هذه السلع إلى إفريقيا بأكملها، في ضوء توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية عام 2021.
البلدان الأفريقية ضعيفة جداً صناعياً. لذلك، تقوم بتصدير منتجاتها بشكل أساسي في مجال الزراعة والموارد المعدنية في شكلها الخام. ويمكن أن يساعد إنشاء خط إنتاج إيراني، إضافة إلى مساعدة النشطاء الاقتصاديين الإيرانيين، في تحسين صورة إيران في كينيا من خلال خلق فرص عمل للشباب الكيني.
وتعدّ كينيا حاليًا واحدةً من أكبر منتجي الشاي والقهوة في العالم. ولكن بسبب عدم الوصول إلى الآلات والقدرة على معالجة هذه المنتجات، فإنها تضطر إلى تصدير جزء كبير من الشاي والقهوة بكميات كبيرة. لذلك، فهي فرصة جيدة للنشطاء الاقتصاديين الإيرانيين لتصدير الآلات الصناعية إلى هذا البلد وبدء خط إنتاج.
باكستان هي أكبر مشتر للشاي الكيني، ومنطقة أوراسيا سوق رئيسي آخر للشاي الكيني. کما تعدّ روسيا وكازاخستان من أكبر مستوردي الشاي من كينيا. ويصل الشاي المُصدَّر إلى روسيا وآسيا الوسطى والقوقاز إلى الموانئ الروسية عبر البحر الأحمر، ثم البحر الأبيض المتوسط ثم البحر الأسود.
وإضافة إلى حقيقة أن هذا الطريق طويل، بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا والاضطراب في حركة السفن والرسو في موانئ هذه المنطقة، ارتفع سعر نقل البضائع إلى هذه المنطقة عن طريق السفن بما يصل إلى الضعف، ويخصص المزيد من الوقت لذلك.
يبدو أن هذا الوضع يمثل فرصةً جيدةً للتعريف بـ "ممر الشمال-الجنوب" الإيراني، مع الأخذ في الاعتبار مسافة العشرة أيام من مومباسا إلى ميناء بندر عباس وتكلفة النقل الأنسب بكثير، وکذلك تشجيع هذا البلد على تصدير الشاي إلى آسيا الوسطى والقوقاز باستخدام الممر الإيراني.
كما أن أحد المجالات التي تهم التعاون هو مجال الطاقة المتجددة، حيث وقعت الدول الأوروبية عدة اتفاقيات في هذا المجال مع كينيا. ويتمثل أحد جداول أعمال الحكومة الكينية في توفير الكهرباء للمناطق النائية والريفية، التي لا تتوافر لها إمكانية الوصول إلى شبكة الكهرباء الوطنية، وتحاول الحكومة توفير الكهرباء لهذه المناطق من خلال الطاقة الشمسية.
وبالنظر إلى أن العديد من الشركات الإيرانية تعمل في هذا القطاع، يمكن أن يكون هذا المجال فرصةً جيدةً لتواجد الشركات الإيرانية في كينيا.
ج) الفرص الاقتصادية للتعاون مع زمبابوي
العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وزيمبابوي لها تاريخ طويل وودي. وتزامن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية واستقلال زيمبابوي(1981)، والدعم الذي قدمته جمهورية إيران الإسلامية للنضالات ضد الاستعمار والفصل العنصري في هذا البلد، هو أساس التفاعلات بين بلدين.
بسبب العقوبات الدولية، تحتاج زيمبابوي إلى الاستثمار الأجنبي في مشاريع البناء. هذا البلد يحتاج أيضًا إلى إعادة الإعمار في جميع الهياكل الاقتصادية(الزراعة، الصناعات، المناجم وغيرها). وفي هذا المجال، يمكن لجمهورية إيران الإسلامية مساعدة هذا البلد من حيث توفير الموظفين الخبراء والمعدات، وتقديم الخدمات التقنية والهندسية. علاوةً على ذلك، تتمتع صادرات إيران (التجارية) بميزة نسبية في زيمبابوي.
ونظرًا لقدراتها الاقتصادية، يمكن لجمهورية إيران الإسلامية أن تعمل أيضًا في مشاريع مثل تصنيع الجرارات، والصناعات الدوائية، ونقل التكنولوجيا(الطاقات المتجددة وما إلى ذلك)، الزراعة العابرة للحدود وتصدير الأدوية وبناء المستشفيات، وإيفاد الأطباء المتخصصين في هذا البلد.
وفي هذا الإطار، يمكن لعضوية زيمبابوي في المنظمات الإقليمية(الجماعة التنموية للجنوب الأفريقي، إلخ) أن تلعب دورًا مهمًا في موقع إيران السياسي والاقتصادي في جنوب إفريقيا، حيث تعمل زمبابوي كإحدى نقاط الاتصال (المركزية) للتبادلات التجارية في المنطقة.
وفيما يتعلق بصناعات النفط والغاز، تحتاج زيمبابوي أيضًا إلى استيراد جميع أنواع المنتجات البترولية، بينما يعدّ بناء مصفاة في هذا البلد أحد مجالات التعاون الأخرى. والمنافسون في زيمبابوي هم روسيا والصين وتركيا والکيان الصهيوني والهند. والدول الأوروبية، وخاصةً بريطانيا، لها تأثير تاريخي في هذا البلد.
أهمية السفر إلى أفريقيا؛ الحفاظ على العلاقات الثنائية وتطويرها
في الأشهر الستة الماضية، زار طهران مسؤولون رفيعو المستوى في زيمبابوي، بمن فيهم زوجة الرئيس (من حيث الدبلوماسية العامة)، وكذلك نائب رئيس زيمبابوي ووزراء الخارجية والصناعة والتجارة والزراعة والإعلام.
ويرى الخبراء أن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، في ضوء عقد الاجتماع التاسع للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وزيمبابوي في عام 2022 في طهران، يستلزم مناقشة ومراجعة الحلول التنفيذية للاتفاقيات المبرمة.