الوقت- تستضيف الهند الاجتماع الثالث والعشرين لرؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، ويعد الارتباط بآسيا الوسطى والوضع في أفغانستان من بين أولويات مسؤولي "نيودلهي"، حيث استضاف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قمة شنغهاي الثالثة والعشرين قبل يومين.
على الرغم من حقيقة أنه تمت مناقشة العديد من القضايا في الاجتماع الأخير في شنغهاي، إلا أن قضية أفغانستان لا تزال واحدة من القضايا التي تهم أعضاء منظمة شنغهاي. كما دعت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي إلى ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان في البيان الختامي لاجتماع هذه المنظمة. مع ذلك، ورداً على هذا الإعلان، وصفت طالبان حكومتها بأنها شاملة لجميع المكونات. ويبدو أن أعضاء شنغهاي يولون الكثير من الاهتمام للوضع الأمني والسياسي في أفغانستان ويعتبرون أن تحسين ظروف أفغانستان سيكون مؤثرًا للغاية على المنطقة، لذلك قالت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في بيانها الختامي إن أحد أهم أهدافها هو الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون وتعزيزهما، هو يوجب "حلا فورياً للوضع في أفغانستان". وجاء في البيان أن أعضاء هذه المنظمة يؤيدون "أفغانستان مستقلة وموحدة وديمقراطية.. مسالمة وخالية من الإرهاب والحرب والمخدرات".
وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في الاجتماع الافتراضي لمنظمة شنغهاي للتعاون يوم الثلاثاء أفغانستان بأنها "مركز نشر انعدام الأمن". كما طلب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف من المجتمع الدولي "الانخراط بشكل هادف" مع أفغانستان من أجل المضي قدمًا وقال: "يجب على الحكومة الأفغانية الفعلية أيضًا اتخاذ إجراءات محددة لضمان عدم استخدام أراضي البلاد للإرهاب من قبل أي مؤسسة. إن أفغانستان التي يسودها السلام والاستقرار لن تعود بالنفع الاقتصادي على شعب هذا البلد فحسب، بل ستطلق العنان للإمكانات الاقتصادية الحقيقية لمنطقة منظمة شنغهاي للتعاون وستسهم في السلام والأمن والتقدم العالمي. إن مجموعة الاتصال المشتركة بين منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان مهمة في توفير منصة للتعاون العملي.
لماذا تعتبر أفغانستان مهمة لأعضاء شنغهاي؟
بعد سيطرة طالبان على كابول، أصبح انتشار الإرهاب مصدر قلق وتهديد خطير لأعضاء منظمة شنغهاي. انتشار النزعة الانفصالية والتطرف هو مصدر القلق الرئيسي لهذه المنظمة. كما أن عدة مجموعات إرهابية تعمل حاليًا في أفغانستان تحت سيطرة طالبان. على سبيل المثال، تسببت حركة تركستان الشمالية والشيشان ضد الحكومة الروسية، وجماعات أخرى مثل الحركة الإسلامية في أوزبكستان، إلخ، بقلق قادة شنغهاي، وخاصة الصين وروسيا.
من ناحية أخرى، يعد وضع أفغانستان في مسار نقل البضائع إلى آسيا الوسطى ونقل الطاقة من آسيا الوسطى إلى شرق آسيا وأجزاء أخرى من العالم قضية أخرى جعلت مكانة أفغانستان مهمة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
في مناقشة اهتمام طالبان بمطالب الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، تظهر تجربة العامين الماضيين أن طالبان لم تهتم بمطالب أي دولة أو منظمة دولية. حيث تصر هذه المجموعة على آليتها للحكم، وحتى الآن لم تظهر أي مرونة في مواجهة طلبات تشكيل حكومة شاملة.
دعم أفغانستان في شنغهاي
في خطابه بعد ناريندرا مودي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن تركيزنا يجب أن ينصب على التعاون العملي وتسريع الانتعاش الاقتصادي في المنطقة، وفي غضون ذلك، لا ينبغي نسيان مساعدة أفغانستان. كما تطرق "إبراهيم رئيسي"، رئيس إيران، إلى قضية اللاجئين الأفغان في خطابه، وقال إن "إيران استضافت أكثر من حصتها العادلة من اللاجئين من دولة أفغانستان المضطهدة". يذكر أن مئات الآلاف من المواطنين الأفغان هاجروا إلى إيران بعد عودة طالبان إلى السلطة.و إيران هي أيضًا طريق للعديد من الأفغان للهجرة إلى تركيا ثم إلى أوروبا.
بشكل عام، لدى الدول الأعضاء في شنغهاي وجهات نظر مختلفة حول التطورات في أفغانستان. وتسعى باكستان لإضفاء الشرعية على طالبان في أفغانستان برؤية داعمة. من ناحية أخرى، تسعى الصين لتحقيق معظم الأهداف الاقتصادية في أفغانستان في ظل حكم طالبان وتحاول كسب نفوذ اقتصادي وكذلك استخراج الموارد الطبيعية والمناجم في أفغانستان. كان النهج الاقتصادي للصين من النوع الذي جعل هذا البلد يولي اهتمامًا أقل للقضايا الديمقراطية وتشكيل حكومة شاملة من قبل طالبان خلال عام واحد بعد سيطرة طالبان على السلطة. أيضا، الدول الأعضاء الأخرى في شنغهاي لديها وجهة نظر أمنية للتهديدات القادمة من أفغانستان الحالية، حيث كانت المخاوف الأمنية الرئيسية وانتشار الإرهاب من أفغانستان مصدر قلق دائم منذ تولي طالبان زمام الأمور.