الوقت-لا تزال عملية الجندي المصري محمد صلاح التي هزت الأوساط العربية والإسرائيلية، حديث المنصات وكان لها صدى مميز في فلسطين على وجه الخصوص، حيث إن الترحيب الشعبي بالعملية البطولية آلتي نفَّذها البطل المصري الشهيد محمد صلاح تؤكد مجدداً سقوط محاولات تحييد مصر عن الصراع العربي الصهيوني، وإن الشعب المصري لا يزال في قلب الصراع ولم يغادره بعد أكثر من أربعة عقود على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد .. كما عادت الى الواجهة مجموعة من العمليات البطولية السابقة، ومن أبرزها عملية الجندي سليمان خاطر سنة 1985 .
ولا يخفى ان العملية البطولية التي نفذها الشهيد محمد صلاح قد أحدث زلزالاً داخل كيان الاحتلال، وأدت الى صدمة كبيرة لدى المسؤولين الصهاينة ومنظومتهم العسكرية الامنية لأنهم ظنّوا – وبعض الظن اثم – أنّ أمنهم “مُسيّج” ومؤمن على طول الحدود مع مصر ، وفي “سابقة” فلسطينية، كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن كبار المسؤولين الأمنيين في الكيان قولهم إن التحوّل الذي يمثله قيام أحد عناصر أمن السلطة الفلسطينية بإطلاق النار على الضابط الإسرائيليّ وقتله لا يقلّ خطورة عن مقتل الضابط الإسرائيلي لأن ذلك يُحوّل التنسيق الأمنيّ من مصدر اطمئنان إلى مصدر خطر!
قراءة الفاتحة على روح الشهيد البطل محمد صلاح
بعد مطالبة نائب أردني.. أعضاء في البرلمان العربي يقرؤون الفاتحة على روح الجندي المصري محمد صلاح ، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا للنائب الأردني خليل عطية طالب خلاله بقراءة الفاتحة على روح الجندي المصري محمد صلاح الذي قتل 3 إسرائيليين عند الحدود المصرية مشيدًا به. وجاءت كلمة النائب أمام أعمال الجلسة العامة الختامية للبرلمان العربي التي عقدت، السبت، بمقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة ممثلي البرلمانات العربية.وقال عطية: “انتصارًا لأهلنا في فلسطين، نحيي مصر ونحيي شهيدها محمد صلاح، وأطالب المجلس الكريم أن نقف لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، شهداء الأمة العربية والإسلامية الذين استشهدوا من أجل فلسطين وأخص بالذكر الشهيد المصري محمد صلاح”.وبعد كلمة عطية وقف أعضاء مجلس النواب العربي وقرؤوا سورة الفاتحة تخليدًا لذكرى الجندي المصري محمد صلاح.ونفّذ صلاح هجومًا، الأسبوع الماضي، على الحدود المصرية الإسرائيلية، أدى الى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخر.
عملية محمد صلاح كشفت هشاشة التطبيع
رغم كل المزاعم التي أطلقها الصهاينة في وسائل إعلامهم حول إقامة علاقات ثقافية واجتماعية بين الدول العربية والمهاجرين الصهاينة، فلقد أظهرت العملية الفدائية التي قام بها البطل محمد صلاح ضد الصهاينة، أن كل تصريحات وسائل الإعلام العبرية تنشر الأكاذيب في طريقة لخداع الرأي العام. ونقلت العديد من وسائل الإعلام العبرية وروجت للتطبيع في محاولة بائسة منها لخداع الشعوب. وعلى سبيل المثال، كانت وسائل الاعلام الصهيونية تروج ليلاً نهاراً ان التطبيع يمشي في المسار الصحيح ولكن جاءت عملية البطل محمد صلاح لتزيل الزيف الصهيوني، حيث أصبحت عملية الشهيد محمد صلاح هي الابرز خلال الايام الماضية.
العملية التي قام بها الشهيد البطل محمد صلاح تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مستوى كراهية الأمتين العربية والإسلامية تجاه الصهاينة لا يمكن تقليصه بأي شكل من الأشكال. وهذا موضوع ناقشته بعض المؤسسات البحثية العربية من قبل وأظهرت مدى كراهيتها للصهاينة. ومن أهم الدراسات التي أجريت كانت الدراسة التي أجراها مركز الدوحة للدراسات. وحسب هذه الدراسة التي أجريت في 12 دولة عربية، فإن متوسط كراهية الصهاينة في مجتمعات هذه الدول العربية الـ 12 يبلغ 75٪. وفي دولة مثل الكويت تبلغ نسبة معارضة الصهاينة وكراهيتهم أكثر من 90٪.
وكل هذا ينطوي على نقطتين مهمتين وخطيرتين للغاية. أولاً، لا يرتبط مستوى كراهية الصهاينة في العالم الإسلامي والعالم العربي بعوامل مثل غياب العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، بل إن هذه الكراهية تنبع من الجرائم وفي مقدمتها اغتصاب الأرض التي فعلوها وأخذوا أقدس الأماكن في العالم الإسلامي خلال احتلالهم الجبان لفلسطين. والنقطة الثانية هي إثبات أكاذيب الصهاينة لكسب الوقت والفرصة لأنفسهم حتى يتمكنوا من الحصول على الوقت المناسب لتنفيذ خططهم التوسعية والاحتلالية بشكل كامل. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهم يدركون تمامًا طبيعة هذه الكراهية، ولا يريدون إقامة صداقة بين دول المنطقة والمهاجرين الصهاينة في أرض فلسطين.لأنه في الفكر الصهيوني العنصري، لا مكان لأحد وليس لأحد الحق في العيش إلا من يصفونه بأنه يهودي. لذلك، كل هذه ألعاب وتدابير لشراء الفرصة وتنفيذ تلك الخطة الخبيثة.
سيناريوهات تهديد خطيرة يوجهها الكيان الصهيوني
إن الكيان الصهيوني يعلم جيداً أنه يواجه تهديدات خطيرة تهدد بقاءه وإن هذه التهديدات بعضها داخلية وبعضها خارجية. أما بالنسبة للتهديدات الداخلية فتتمثل بحالة تنامي العمليات ضد كيان الاحتلال الصهيوني في المناطق المحتلة حيث إن العمليات الاخيرة أحدثت رعباً لدى الكيان الصهيوني وأثبتت فشل ما تسمى الاجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني و من جهةٍ اخرى فإن رفض الشعوب العربية والإسلامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني والذي كان واضحا من خلال العملية الاخيرة التي قام بها الشهيد البطل المصري أكدت أن تلك الشعوب مازالت تحمل قضية فلسطين قضية مركزية بعكس حكامها، وفي هذا السياق يمكن القول ايضاً إن ترسانة المقاومة العسكرية تمثل قوة وردعا للكيان الصهيوني وخاصة أن حركات المقاومة أعلنت مراراً وتكراراً أن جميع الأرضي المحتلة أصبحت تحت مرمى نيران المقاومة.
فشل مشروع الصهاينة
رغم أن السنوات الأخيرة شهدت نمواً متزايداً في الخيانة والسقوط في مستنقع التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وعلى الرغم من تعدد الدوافع، واختلاف الأسباب التي سعت الأنظمة المطبعة لاستخدامها لتبرير تطبيعها مع كيان الاحتلال والسقوط في خطيئة التطبيع الا أن النتائج كانت عكسية على من قام بالتطبيع حيث أظهرت الشعوب العربية والإسلامية رفضها المطلق للتطبيع مع الصهاينة وهذا ما شهدناه موخراً ، حيث صرح الصحفيون «الإسرائيليون» بذهولهم من رفض استجابة الشعوب العربية والإسلامية لمقابلات «إسرائيلية» ولو أسئلة أو تصريحا، وخلص صحفي إسرائيلي إلى أن (العرب يرفضون الاستجواب والاستجابة إذا علموا أننا من إسرائيل، بل يحتجون ويبغضون إسرائيل علماً أن حكامهم طبّعوا وقبلوا). ورصد الصحفي «الإسرائيلي» أن الأنظمة العربية طبعت وأن الشعوب العربية لم تطبع، أيّ الشارع شيء، ورأي الحكومة شيء آخر، وكأنّ «إسرائيل» كذبت عليهم الأنظمة بتقرير مزيف عن شعوبها…
نعم هذه هي الحقيقة التي تم رصدها في حوارات ومقالات، التطبيع هو عبارة عن تحقيق علاقات بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني لكسر الرواية المشوهة عن «إسرائيل»، لكن دائماً تثبت الاحداث يوماً بعد اخر وتظهر مظاهر مناهضة التطبيع ونصرة فلسطين ويتضح أنّ الأنظمة العربية، كانت تكذب على الكيان الصهيوني وكان الحكام المطبّعون يقدمون له أماني معسولة، ليكسبوا دعماً وسنداً صهيونياً ويحققوا مصالح أمنية في بلادهم لحماية عروشهم، وكانت الأنظمة العربية تقدّم تقارير خاطئة عن الشعوب العربية وأنها قابلة للتطبيع، لذلك كانت الصدمة كبيرة من خلال العملية الاخيرة التي قام بها الشهيد البطل المصري.
في الختام يجب على قادة الاحتلال الصهيوني استيعاب الدرس ، والبحث عن الأسباب الحقيقة لرفض الشعوب العربية والإسلامية في العالم للتطبيع ، فلا غرو أنّ لكرة القدم فوائد كثيرة ، ولعل أهم إنجازات عملية الشهيد المصري محمد صلاح أنّه عزل المطبعين ، ونقل لقادة الاحتلال رسالة واضحة ، ملخصها أنّ هناك استحقاقات كثيرة تسبق التطبيع ، إذا هم أرادوا العيش بسلام في المنطقة العربية ، وأولها التوقف عن ارتكاب المجازر ، وإعادة الحقوق ، التي أقرتها المواثيق الدولية للشعب الفلسطيني