الوقت - علق الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، على قمة جدة وقال إن اجتماع جدة يجب أن يفي بمسؤوليته تجاه شعب فلسطين.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الجمعة 19/5/2023، أن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تقاتل العدو، وتنتصر عليه، إذا وجدت الدعم القوي والدائم، وأن وحدة شعبنا وقوى المقاومة أمر بالغ الأهمية، يجب المحافظة عليها وتعزيزها.
وخلال المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" التي تنظمه حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وجنين ولبنان وسوريا، اعتبر النخالة، أن موقف الإخوة في حزب الله الواضح، والمتمثل في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، الذي أشار فيه إلى إمكانية تدخل المقاومة في لبنان، لصالح الشعب الفلسطيني، وجد تقديراً كبيراً من المقاومة وشعبنا.
كما جدد التأكيد على المقاتلين في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة الابتعاد عن كل الأدوات والوسائل وخاصة أجهزة الهاتف الجوال التي يمكن للعدو الاستفادة منها في تحديد أماكن تواجدهم.
وأعرب عن شكره لكل الذين وقفوا مع شعبنا، مؤيدين ومساندين، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران، والإخوة في حزب الله، وسوريا، والإخوة في اليمن الذين خرجوا عن بكرة أبيهم، وأبدوا استعدادًا للقتال بجانب الشعب الفلسطيني.
وأوضح النخالة أن "أمتنا اليوم أمام فرصة نادرة، وعليها ألا تضيعها، إن كانت جادة في دعم صمود الشعب الفلسطيني على الأقل. وإن مؤتمر القمة المنعقد حاليًّا في جدة، عليه تحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني".
وشهدت مدينة جدة السعودية، الجمعة، أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ32 في مدينة جدة، واختتمت القمة ببيان مشترك اعتمده مجلس الجامعة العربية، وأعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بصفته رئيس القمة، تمحور حول ضرورة التكاتف لحل قضايا الأمة.
كما أكد قادة الدول العربية على محورية القضية الفلسطينية، معربين عن إدانتهم الشديدة للممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين، وتقوض جهود إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاءت القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات القمم العربية؛ حيث أكدت قمة جدة على مركزية القضية الفلسطينية. وتركزت مناقشة القضية الفلسطينية في هذه القمة على ضرورة استمرار دعم حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل مبادرة السلام العربية.
وأبرزت قمة جدة حرص القادة العرب على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي لإنهاء الصراع دون تجاهل جرائم الاحتلال؛ إذ حثّ البيان الختامي المحكمة الجنائية الدولية على ضرورة إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
هذا النفس الذي تحدث به ملوك ورؤساء الدول العربية يأتي انسجاما مع ما تنادي به الشعوب العربية ولا سيما في ظل ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم واعمال متطرفة وغطرسة استطاعت من خلاله مواصلة عمليات القتل والأسر والهدم والحصار ضد العزل في مدن الضفة الغربية والقدس الشريف وقطاع غزة، حتى أنها تواصل العداء للفلسطينين داخل ما يعرف بدولة"اسرائيل"، فهي تريد من ذلك مواصلة غطرستها دون توقف.
دائما ما تتكرر البنود الخاصة في فلسطين خلال مؤتمرات القمم العربية في إطار البيانات الختامية، وأصبحت بمثابة جزء من خطاب روتيني من دون جدوى، ومن دون دعم مادي ومعنوي يرقى إلى حجم التحديات التي يواجهها المقدسيون لمواجهة هجمة التهويد المنظمة التي تجتاح المدينة من جهاتها الأربع، حيث لا يمر يوم دون إعلان حكومة الاحتلال عن نشاط استيطاني في مدينة القدس. الأمر الذي يتطلب من القمة العربية تبني مشاريع وسياسات من شأنها تثبيت وصمود المقدسيين للحفاظ على ما تبقى من أراضي القدس وعقاراتها ومحالها التجارية.
قمة جدة ربما مختلفة عن غيرها من القمم في ظل عودة سوريا بحضور الرئيس بشار الأسد إلى الجامعة العربية، فما سمعناه من كلمات وعبارات جميلة يجب أن يرافقها أفعال على أرض الواقع، فاسرائيل في ظل حكومة اليمين المتطرفة تزيد من العداء والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وتواصل الاغتيالات لقادة الفصائل الفلسطينية، والمدنيين دون مراعاة للقوانين والاعراف والمواثيق الدولة، وحقوق الإنسان.
يؤكد مراقبون أن على جامعة الدولة العربية أن تتحرك بشكل جماعي وليس فردي على الأقل لعزل إسرائيل دوليا، وإيقاف كل أشكال التطبيع معها إلى أن تتوقف عن اعمالها الاجرامية، وكذلك تقديم الدعم المالي الكبير للفلسطينيين في كل مدن فلسطين بعيدا عن التصنيفات الفصائلية، فكل فلسطيني على الأرض المحتلة يتوجب دعمه ومساندته، ويجب انهاء الحصار على غزة، وتعزيز ثقافة زيارة القدس لأن في زيارتهم دعم لكل مقدسي ومرابط وتثبيت لهم في مواجهة المحتل والمستوطنين والمتطرفين ومخططاتهم.
ويشدد المراقبون أن على الدول العربية أن تواصل دعمها بكل ما أوتيت من قوة للمقدسيين المرابطين في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وعدم السماح لسلطة الاحتلال بمواصلة التضييق عليهم لطردهم من المدينة المقدسة.
ينظر لنجاح أي قمة عربية أو فشلها بمقدار ما تُحققه من إنجازات على أرض الواقع للشعب الفلسطيني، فالشعوب العربية بوصلتها الأولى هي فلسطين بشعبها وقدسها ومقدساتها الإسلامية، وأملها في أن تكون قمة جدة مختلفة عن غيرها من القمم العربية، وتحقق الآمال والطموحات للشعوب العربية.