الوقت - أكد عدد من الناشرين والخبراء في مجال أدب الطفل، أن مهمة الناشر المتخصص بكتب الأطفال واليافعين مسئولية كبيرة، تواجه في الوقت نفسه الكثير من التحديات المرتبطة بمتغيرات عديدة، أبرزها توجهات وتفضيلات الأطفال أنفسهم، وخيارات أولياء الأمور، إلى جانب آليات التواصل والعمل مع الكتّاب والفنانين والموزعين، موضحين أن صناعة كتاب طفل ناجح، تعد أول خطوة لبناء أجيال من القراء في المستقبل.
وقالت لطيفة الفلاسي: "يوجد تحديات وتطلعات في كل زمان ومكان ترتبط بصناعة كتاب الطفل، فإذا كنا نريد النشر لقارئ صغير، لابد أن نشبه الكتب الموجهة إليه بـ "بوابة القصر"، وهي التى تحدد ما إذا كان هذا القارئ سيدخل القصر ويستكشفه، أم سيدير ظهره ويذهب".
وأضافت، إن بعض الآباء يختارون لأبنائهم ما يقرأونه، وهذا يعكس الخوف من اتجاه الأطفال لكتب تتضمن محتوى غير ملائم، لكن هذا الخوف غير مبرر، فجميعنا عشنا تجارب القراءة بحلوها ومرها، لذلك لا يجب أن نقدم للأطفال كتباً تراعى كل حساسيات وتخوفات أولياء الأمور، لأن فرض كتب بعينها يدفع بالأطفال للنفور من القراءة.
ومن جانبه حدد مؤنس حطاب، معايير إصدار الكتاب الناجح للطفل، مؤكداً أن الناشر يقع على عاتقه قبول واختيار النصوص بمسؤولية عالية، فالنشر ليس بالحالة السهلة الآن.
وأضاف حطّاب، كناشر، استطيع أن أقيم النص باعتباره عملاً إبداعياً ضمن رؤيتى ومسؤوليتي، وكوني مطلعاً على نصوص مطبوعة أستطيع أن أحدد إذا كان سينجح أم لا، بالإضافة إلى الالتزام بمعايير محددة فى استقبال النصوص أهمها المرحلة العمرية للطفل؛ فما يقدم للطفولة المبكرة غير المتوسطة أو مرحلة الفتيان.
وقال نيراج جاين، على ضرورة النظر لطريقة تفكير الطفل من قِبل الناشرين، خاصةً وأن اهتمامات الأطفال تختلف باختلاف الثقافات.
وأكد على أهمية إتاحة المجال أمام الأطفال لاختيار الكتب التي يرغبون بها وليست الكتب المفروضة عليهم، إذا فرضنا على الطفل قراءة كتب بعينها، فإنه ربما لن يصبح قارئاً بقية حياته.