الوقت - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن السبب الرئيسي لاندلاع العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل هو إجراءات الأخيرة “الأحادية”.
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، بشأن القضية الفلسطينية، وفق ما نقله إيتمار إيشنر، المراسل الدبلوماسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأفاد لافروف، بأن “السبب الرئيسي لاندلاع العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل هو الخطوات (الإسرائيلية) أحادية الجانب لخلق حقائق على الأرض واستخدام القوة لحمايتها”.
وأضاف: “لا يمكننا أن نقبل بتوسع المستوطنات، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي (الفلسطينية)، والاعتقالات الجماعية. ومن ناحية أخرى، لا نغض الطرف عن تطرف الخطاب في الشارع الفلسطيني”.
وتابع لافروف: “على خلفية كل هذا، نعتقد أنه يجب تجميع كل العوامل حول حل الدولتين، الذي يتضمن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”.
وشدد على أنه “لن يكون من الممكن استعادة الثقة إلا من خلال المفاوضات المباشرة بشأن جميع القضايا الجوهرية”
وقال الوزير الروسي، إنه “من المؤسف أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يساهمان في العملية، لكنهما يواصلان اتخاذ خطوات غير مفيدة وغير عادلة تجاه جميع الأطراف”.
من جانبه، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، في كلمة خلال الاجتماع: “لا تزال عملية تهجير واستبدال الفلسطينيين جارية بهدف واحد يتم السعي إليه في وضح النهار وهو الضم”، في إشارة لمساعي إسرائيل لضم الضفة الغربية.
وشدد المالكي على أن “نكبة الشعب الفلسطيني قد طال أمدها، وهي أطول فترة إنكار للحقوق الوطنية والجماعية والفردية في العالم الذي تسبب بها أطول احتلال في التاريخ الحديث”.
وتطرق إلى “الانتهاكات اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين”.
وطالب المالكي بالاعتراف بدولة فلسطين، متسائلا “كيف يمكن لأي دولة تؤيد حل الدولتين والسلام أن تبرر عدم الاعتراف حتى الآن بدولة فلسطين التي من دونها لا يوجد حل الدولتين؟”.
وتابع “إذا لم يكن هناك اعتراف بدولة فلسطين الآن وهي تحت تهديد حيوي، فمتى سيفعل المجتمع الدولي ذلك؟”.
وقبل انعقاد جلسة مجلس الأمن، طالب المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان بتأجيلها بسبب احتفال إسرائيل بـ “يوم الذكرى”، لكن روسيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس خلال أبريل الحالي رفضت، حسب “يديعوت أحرنوت”.
وذكرت الصحيفة أن السفير الإسرائيلي غلعاد غادر الجلسة بعد رفض تأجيلها.
و”يوم الذكرى” يحتفل فيه الإسرائيليون بذكرى الجنود الذين قتلوا في المعارك التي خاضتها إسرائيل، ويوافق هذا العام يوم 25 أبريل.
من جهته أعرب تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن عدم استغرابه من تصرفات السفير الاسرائيلي في مجلس الأمن الدولي، الذي عقد يوم الثلاثاء جلسة خاصة مفتوحة لمناقشة الأوضاع في فلسطين، برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تترأس بلاده المجلس الشهر الجاري واعتبر تلك التصرفات تهريجا اعتاد عليه المجلس في كل مناسبة يناقش فيها الاوضاع في فلسطين تحت الاحتلال .
جاء ذلك في ضوء رفض طلب السفير الإسرائيلي جلعاد أردان تأجيل موعد الجلسة بسبب تزامنها مع ما يسمى "يوم الذكرى" الإسرائيلي وما صاحب الجلسة من تنمر وتهريج اختتمه السفير المذكور بقراءة العديد من أسماء القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، قبل أن يشعل "شمعة تذكارية " ويغادر القاعة غاضبا.
وذكر في هذه المناسبة بالجرائم ، التي ارتكبتها دولة الاحتلال منذ قيامها ، والتي فاق فيها عدد الشهداء الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948 وحتى عام 2000 حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء نحو مئة ألف شهيد ، فيما فاق عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى نحو 11 ألفا و500 شهيدًا، وذلك خلال الفترة من 29 سبتمبر 2000 وحتى 30 أبريل 2022 ، كان أكثرها دموية عام 2014 ، حيث سقط 2240 شهيدًا ، منهم 2181 استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة اكثر من 45 بالمئة منهم من النساء والأطفال.
وختم تيسير خالد قائلا : خيرا فعل سفير روسيا الاتحادية برفض تأجيل موعد جلسة مجلس الأمن الدولي وأوضح ان دولة بهذا التاريخ الدموي ما كان لها ان تدعي احتكار المعاناة بمثل ذلك التهريج الذي مثله سفيرها لولا الحصانة التي توفرها لها الادارات الاميركية المتعاقية وسياسة ازدواجية المعايير ، التي تسير عليها كثير من الدول في الغرب بشكل عام وفي دول الاتحاد الاوروبي بشكل خاص ، ودعا الى تقديم الرواية الفلسطينية الكاملة عن النكبة وما رافقها من مجازر ما زالت متواصلة ، وفقا لقرار الجمعية العامة رقم A / 77 / L.24 وطلبها من لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف ، تكريس أنشطتها هذا العام لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 أيار/مايو 2023
بدوره ثمن الناطق باسم حركة "حماس" جهاد طه، المواقف التي صدرت في مجلس الأمن، الرافضة للاستيطان وضم الأراضي، والاعتداء على المصلين في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأكد طه الأربعاء، أن "هذه المواقف تؤكد همجية وجرائم الاحتلال الصهيوني التي تُمارس بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
ونوه بأن كل ممارسات الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته لن تفلح في كسر الإرادة الفلسطينية، وفي تكريس شرعية الاستيطان، محذرا الاحتلال من التمادي في ممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وأكد ضرورة الوحدة في الميدان من أجل إفشال كل مشاريع الاحتلال الاستعمارية التي يحاول من خلالها مصادرة الأراضي الفلسطينية، وتهويد الأرض والمقدسات، داعيا أبناء الشعب إلى مواجهة مخططات الاحتلال بكل الوسائل والطرق الممكنة.
وشدد على أهمية دور المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي وحكومته الفاشية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم والاعتداءات، ووقف هذه الممارسات، والعمل على إنهاء الاحتلال.
كما دعا طه المجتمع الدولي، وجميع الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة العمل بشكل عاجل لوقف مسلسل الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وخاصة في الأماكن المقدسة.