الوقت - تزامناً مع يوم القدس العالمي، دعا الشيخ نافذ عزام، أحد قياديي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أثناء شرحه للأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى، إلى رد فعل العالم الإسلامي والدول العربية علی اعتداءات الکيان الإسرائيلي.
وقال الشيخ نافذ عزام: يوم القدس العالمي هو بلا شك يوم خاص للأمة الفلسطينية، وخاصةً أن الإمام الخميني(رحمه الله) هو الذي أطلق عليه هذا الاسم. وبهذا الاسم أوضح أنه بغض النظر عن المعادلات والأجواء التي تحكم العالم، وبغض النظر عما يحدث في المنطقة، فإن قضية فلسطين لن تموت أبدًا، وفلسطين حية وستبقى على قيد الحياة.
وأضاف: أكد يوم القدس على هذه الحقيقة، وأظهر أن جميع أجيال الأمة الإسلامية ستدافع عن حق الفلسطينيين، ولن تتجاهل هذا الحق بأي شكل من الأشكال. ولا شك أن تسمية يوم القدس العالمي أوجدت دافعًا قويًا للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية وكل مناصريها حول العالم.
وحول العلاقة بين هذا اليوم والتطورات الأخيرة واعتداءات الکيان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، قال: صحيح أن الکيان الإسرائيلي يسفك دماء أمتنا والعالم يغض الطرف عن جرائمهم الهمجية بحق الفلسطينيين، وخاصةً ما يحدث في القدس، لكن هذا لا يغير الحقائق التاريخية. المسجد الأقصى هو رمز مقدس لجميع المسلمين، لذلك لن يختفي هذا الرمز مهما حاولت "إسرائيل" محو هذا الرمز الثمين بتبني إجراءات مختلفة.
وأوضح القيادي بحركة الجهاد الإسلامي: لقد ألهم المسجد الأقصى الفلسطينيين والعرب والمسلمين لقرون، والأحداث الأخيرة شيء طبيعي. لن ينسى الناس دينهم أبدًا، ولن ينسوا أبدًا تاريخهم ولن يتخلوا عن هويتهم أبدًا. وتؤكد الأحداث الأخيرة أن فلسطين في قلب كل فلسطيني وعربي ومسلم، وأن المسجد الأقصى في قلب هذه الصراعات وفي قلب هذا التاريخ.
وتابع: لذلك، فإن الأحداث الأخيرة في القدس والضفة الغربية وما فعله المعتکفون داخل المسجد الأقصى، تتماشى في الواقع مع تاريخ وتطورات المنطقة التي وصلت إلى ذروة مجدها في جميع المجالات، وأظهرت نفسها للعالم كله.
وحول تسمية هذا العام تحت عنوان "الضفة الغربية؛ درع المقدس"، قال الشيخ نافذ عزام: لعبت غزة دورًا مهمًا جدًا في إحياء القضية الفلسطينية وحماية الجهاد والمقاومة، كما لعبت الضفة الغربية دورها أيضًا خلال هذه السنوات.
وأضاف: ورغم تقليص هذا الدور بشكل طفيف بسبب الإجراءات الإسرائيلية والظروف المختلفة، لکن كتائب الجنين وعرين الأسود في نابلس وجميع سكان الضفة الغربية، يؤكدون أن فلسطين لن تستسلم تحت أي ظرف من الظروف، وأعادت هذه الانتفاضة في الضفة الغربية الآمال في قلوب جميع الفلسطينيين، وأعطت الأمل للأمة الإسلامية بأسرها في أنه ما زال هناك أناس يقاومون ويأملون ويدافعون عن الحقيقة. ولهذا السبب، من الطبيعي أن يتم تكريم الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى في يوم القدس.
وحول شعور الکيان الإسرائيلي بالخطر من الانقسام والتفكك الداخلي، صرح الشيخ نافذ عزام: الاحتلال في مأزق بالتأكيد. لا أريد أن أقول إن هذه الأزمة ستحل اليوم وغداً، لأن الوضع في هذه المنطقة له تعقيدات معينة، لكن الواضح أن "إسرائيل" واجهت تحدياً كبيراً وفشلت في تنفيذ خططها، وذلك في حين أن الدول العربية لم تدعم القضية الفلسطينية كما ينبغي.
وقال: رغم الأزمات والصراعات الأخرى في العالم، لم تستطع "إسرائيل" استكمال مخططاتها بشأن القضية الفلسطينية. حتى مع تطبيع علاقات الدول العربية مع الکيان، فإن الشعوب العربية والإسلامية ترفض "إسرائيل" وتعارض التطبيع وتدعم الشعب الفلسطيني بكل قوتها.
وأضاف القيادي بالجهاد الإسلامي: لا شك أن حالة المقاومة التي يعيشها الشعب الفلسطيني أحبطت الكثير من المخططات الإسرائيلية، لإنهاء هذه القضية وإجبار الفلسطينيين على الاستسلام. ولا ننسى الخطط التي وضعها ترامب في السنوات الأربع من حكمه، فقد أراد تغيير وجه المنطقة بأكملها وإجبار الأمة الإسلامية بأكملها على الاستسلام، من خلال تنفيذ ما تسمى "صفقة القرن".
وتابع قائلاً: رحل ترامب ورحلت معه خطته، وأزيلت كل خططه لتغيير وجه المنطقة. لقد وقفت المقاومة في فلسطين في وجه كل هذه المساعي التخريبية لإدارة ترامب و"إسرائيل"، وفشلت كل مخططاتهما.
وبشأن وحدة الساحات وتعدد جبهات الصراع ضد الکيان الإسرائيلي، سواء من لبنان أو سوريا، أو ما يتحدث عنه قادة المقاومة من انهيار وشيك للکيان، قال الشيخ نافذ عزام: نؤمن أن الأهداف العظيمة التي من أجلها قدّم الشعب الفلسطيني وشبابنا الكثير من التضحيات، ستتحقق في نهاية المطاف عاجلاً أم آجلاً.
وأضاف: ولا شك أن الشعب الفلسطيني يسير في الاتجاه الصحيح وسيحقق أهدافه العظيمة، وحقنا في فلسطين غير قابل للتفاوض. لطالما آمنا بوحدة الأمة، ونعلم أن وحدة الأمة هي الشرط الأساسي لتحقيق النجاحات الكبيرة وطرد الاحتلال.
کما ذکر أن "وحدة الأمة موجودة في خططنا وفي أدبياتنا وفي إيماننا، والقرآن الكريم يؤكد هذا الموضوع حين يقول:{وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ... إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون}. فوحدة الأمة الإسلامية قضية لا جدال فيها.
وأوضح أنه في بعض الأحيان قد تحدث حالات طارئة وقد يتم تأجيل قضية ما، لكنني أؤكد أن هذه أمة واحدة، وكل الأمة متحدة وتعتبر قضية فلسطين أهم قضية لها. وهذا مطمئن لأن مشاركة جزء من الأمة قد تتأخر في هذا الأمر، لكننا على يقين من أن قضية فلسطين هي قضية الأمة كلها، وأن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعاً.
وتابع الشيخ نافذ عزام قائلًا: بغض النظر عن اضطراب التوازنات ومراجعة سياسات "إسرائيل" الوحشية وسلوكها تجاه الشعب الفلسطيني، وبغض النظر عن المشاكل الحالية، نعتقد أن الأمة الإسلامية جميعًا لديها نفس الشعور تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية، وهذا واضح في يوم القدس.
وحول رسالة حركة الجهاد الإسلامي لكل أحرار العالم في يوم القدس العالمي، ورسالة المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم إلى كل أحرار العالم، قال القيادي في الحرکة: رسالتنا واضحة، نحن أصحاب الحق، لا نضطهد أحداً، لكن الأجانب هم الذين يهاجموننا. لقد جاؤوا إلى بلادنا وطردوا آبائنا وأجدادنا، وحتى اليوم يدخلون الرعب في قلوب الشعب الفلسطيني بشكل يومي.
وأضاف: رسالتنا واضحة، نحن نحاول فقط استعادة حقوقنا، نحن فقط ندافع عن أنفسنا ومقدساتنا. ولذلك، يجب على جميع شعوب العالم الحرة الوقوف إلى جانبنا، والدفاع عن حقوقنا وأرضنا ومقدساتنا.
وصرح الشيخ نافذ عزام أن "رسالتنا إلى القدس والمسجد الأقصى وعائلاتنا في القدس، هي أننا على يقين من أن أهل القدس سيحمون هذه المسؤولية، وسيحافظون علی الثقة التي وضعها الله فيهم في حماية هذا المكان المقدس. لقد وعد الله أن يحفظ هذا الدين وهذا المكان المقدس {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِیَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِیَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِیُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِیرًا}.
وختم بالقول: سيبقى المسجد الأقصى بعون الله، ولن ينسى أهل القدس واجبهم أبدًا، لأن الانفصال عن المسجد الأقصى مثل انفصال الأمة عن روحها وهويتها. ونحن على يقين من أنه سيتم الحفاظ على المسجد الأقصى، أولاً لأنه وعد الله تعالی وثانياً بتضحيات المرابطين في القدس الذين يحفظون الأمانات جيدًا.