الوقت- أطلق الشاب الفلسطيني المعتز بالله صلاح الخواجة، 23 عاما، في الساعة 9:00 من مساء يوم 18 آذار / مارس، النار على عدد من المستوطنين الصهاينة من مسافة قريبة جدا في شارع ديزنغوف وسط مدينة تل أبيب، ما أسفر عن إصابة 5 مستوطنين صهاينة.
وحسب وسائل الإعلام الصهيونية، أعلنت حالة اثنين منهم حرجة، واستشهد الخواجة نفسه جراء إطلاق قوات شرطة الكيان الصهيوني النار عليه.
الشهيد الخواجة، أسير مُطلق سراحه، قضى 4 سنوات في سجون الكيان المحتل، ورغم صغر سنه تمكن من اختراق الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال إحدى الثغرات التي نشأت في الجدار الفاصل.
علمت عائلة الشهيد الفلسطيني الذي يسكن في مستوطنة نعلين في مدينة رام الله وسط الضفة، كغيرهم عن عملية ابنهم عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والصور التي نشرتها وسائل الإعلام الصهيونية.
عائلة الشهيد، وخاصة الشيخ صالح الخواجة والد الشهيد، من أنصار حركة حماس، كما يعتبر الشيخ صالح الخواجة من أوائل حاملي علم حماس في هذه المنطقة. وأدى ذلك إلى قيام جنود الجيش الصهيوني بمداهمة منزل هذا الشهيد واعتقال والده وإخوته بعد ضربهم.
ووصف عم الشهيد صلاح الخواجة، هجوم قوات الاحتلال على منزل هذا الشهيد الفلسطيني: أُعتقل والد صلاح وشقيقه بطريقة وحشية. بعد ذلك، حضرت الوحدة الهندسية التابعة للجيش الصهيوني إلى المنطقة لتدقيق حالة المنزل، ثم بدأت في عملية هدمه.
يعتقد بعض الخبراء أن العملية التي نفذها الشهيد الخواجة وجهت ضربة قاتلة لجهاز أمن الكيان الصهيوني. كما أن عمل حماس في تحمل المسؤولية عن هذه العملية والتعزية باستشهاده كواحد من كتائب القسام يرسي الأساس لمرحلة جديدة في عمليات المقاومة في كل من الضفة الغربية وداخل مدن فلسطين المحتلة. لأن عملية الاستشهاد هي إحدى العمليات القليلة التي تحملت حماس مسؤوليتها في السنوات القليلة الماضية.
وفي هذا الصدد، قال جلال رمانة، محلل الشؤون الفلسطينية: إن هذه العملية يمكن أن تخلق الدافع الضروري للفلسطينيين الآخرين للمقاومة بشكل فردي، من يتخيل أن شابًا يبلغ من العمر 23 عامًا من قرية نالين تسلل إلى داخل الأراضي المحتلة دون تصريح، وجلس في مقهى وهو يحمل سلاح كوليت بهدوء تام ومن ثم بدأ في إطلاق النار بعد لحظات قليلة، هذه ضربة كبيرة للصهاينة.
من جهة أخرى، قال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، رغم أنه كان في رحلته الأوروبية وقت تنفيذ عملية ديزنغوف للشهيد صلاح الخواجة، أثناء تقييمه للوضع الأمني الأخير، واتخذ قرارات في هذا الصدد أهمها تسريع عملية هدم منزل الشهيد وزيادة عدد جنود الاحتلال داخل الضفة الغربية والخط الأخضر.
يؤكد الخبراء الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء أن حتى العقوبات مثل هدم المنازل واعتقال عائلات الشهداء من قبل كيان الاحتلال لن تجعل الشعب الفلسطيني يركع على ركبتيه، ومن المتوقع تزداد العمليات الاستشهادية وتكوين مجموعات المقاومة مع استمرار الجرائم الصهيونية في نابلس وجنين.