الوقت- في ظل التمادي الصهيوني وارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، يقف أبناء الشعب الفلسطيني صفاً واحداً في مواجهة الصلف الصهيوني، حيث إن حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني تصدر التهديد والوعيد تجاه كيان الاحتلال الصهيوني وتساند أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم، وفي هذا السياق وبالنظر إلى العمليات الاخيرة التي نُفذت كرد على الجرائم الصهيونية، يظهر بشكل واضح الدور المتزايد للعمليات الفردية في منظومة المقاومة ضد الاحتلال.
وكما تشير البيانات الصادرة عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشاباك، أن عدد العمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال تبدو مرشحة للاستمرار في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وآخرها تلك التي قام بها المستوطنون بإحراق إحدى الاحياء الفلسطينية. وفي هذا الصدد فإن سير التحولات في الضفة الغربية يدفع للتأمل في التحولات الكبيرة التي تشهدها منظومة المقاومة، فخلال السنوات الأخيرة يمكن القول إن تزايد ظاهرة المقاومة الفردية في التصاعد وتنفيذ العمليات ضد الكيان الصهيوني خلال السنوات الاخيرة تمثل نقطة تحوُّل مهمة، حيث إن اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على المسجد الأقصى وتوالي حملات الاعتقال والتصفية ضد أبناء الشعب الفلسطيني دفعت الشباب الفلسطيني إلى تعزيز النشاط المقاوم.
وما تجدر الإشارة اليه أنه وعلى مدار تاريخ الكفاح الفلسطيني كانت المبادرات الفردية حاضرة دوماً، وحتى الأنماط التي غلبت على العمليات الفردية في السنوات الأخيرة هي مألوفة فلسطينيّاً، في طول محطاته الكفاحية. في السياق نفسه صدرت تصريحات خلال الايام الماضية لحركات المقاومة في فلسطين حيث صرحت حركة الجهاد الإسلامي بأن الكيان الصهيوني سوف يتلقى ضربات موجعة كرد على أي أعمال استفزازية قد يقوم بها وستكون عواقب تلك الضربات على الكيان الصهيوني كبيرة جداً.
رضوخ للواقع..المقاومة تفرض المعادلات
بينما تحاول الحكومة الجديدة والاجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني تقليص الأزمة السياسية في الداخل ومحاولة إضعاف قوة فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل تثبيت الأسس المهتزة للحكومة الاكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، فإن المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني جعلوا الكيان الصهيوني يعيش الرعب جراء الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فتزايد العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد المستوطنين، جعلت الأراضي المحتلة أكثر انهياراً أمنياً يومًا بعد يوم، حيث استحوذ الخوف والرعب على وجود الصهاينة، فإلى أي مدى ستستطيع سلطات هذا الكيان منع العمليات من خلال زيادة الإجراءات الأمنية ؟
وفي هذا الصدد وحسب ما أوردته وكالة الأنباء، رد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على العملية الاستشهادية في الضفة الغربية، وقال "إن هذه العملية أظهرت أن روح النضال مازالت حية في وجدان أبناء الشعب الفلسطيني"، وقال البطش: إن حركة الجهاد الإسلامي تقوم بتشكيل كتائب في مناطق الضفة الغربية وهي مستعدة للقتال. بسبب الجرائم التي يقوم بها وزير الامن الداخلي التابع للكيان الصهيوني.
وأشار القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن إعتداءات الصهاينة الوحشية على منطقة حوارة جنوب نابلس ، والتي أضرم فيها المستوطنون النيران في عدد من منازل الفلسطينيين سيكون لها تبعات كبيرة على كيان الاحتلال .وفي السياق نفسه ذكر أنه يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم أنه في حال القيام بأي اعتداء سوف يتلقى ضربات موجعة، فالمقاومة لن تقف متكوفة الأيدي"وقال البطش إننا لسنا وحدنا ويمكن أن يتسع ميدان القتال والمواجهة، فهناك تنسيق دائم داخل محور المقاومة وميثاق القدس.
تنامي القوة .. المقاومة تحدث تحولاً بيّناً
حذرت حركات المقاومة الكيان الصهيوني من اللعب بالنار ومن أي اعتداء ضد أبناء الشعب الفلسطيني لن يمر مرور الكرام، حيث صرحت أن أي اعتداء قد يقوم به الكيان الصهيوني سيتم الرد عليه في أقل من 24 ساعة وفي هذا الصدد يمكن القول إن كيان الاحتلال الإسرائيلي يعيش اليوم رعباً واضحاً، ، خشية من تصعيد في جنوب فلسطين المحتلة وخاصة في محيط قطاع غزة المحاصر بعد الجرائم التي قام بها الكيان الصهيوني.
وما تجدر الإشارة اليه أن هذه الخشية، أصبحت ملازمة للكيان وقادته، عقب أيّ تحرّك أو عملية عسكرية تستفزّ فصائل المقاومة الفلسطينية، لم تكن في الماضي تصيب قادة الاحتلال على اعتبار أن الجيش الإسرائيلي كان يدّعي أنه القوة المهيمنة وله اليد الطولى في فلسطين وخارجها، ولكن حدث تغيّر كبير بسبب مراكمة المقاومة لأسباب القوة وتراكم الخبرات نتيجة المعركة الطويلة مع الاحتلال، ودعم دول محور المقاومة لصمود الشعب الفلسطيني وإمدادهم بما يلزم وصولاً إلى الأسلحة النوعية وخبرات التصنيع في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة.
وبالعودة إلى التهديد الصادر عن حركة المقاومة، حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال من القيام بالتصرفات الحمقاء ، معلنة الاستنفار ورفع الجاهزية لدى الوحدات القتالية العاملة.
وفي المقابل نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وفضحت حالة الرعب التي يعيشها الكيان الصهيوني، وخصوصاً بعد الجرائم الاخيرة التي قام بها المستوطنون. وبناءً على ماسبق، يتبيّن أن هناك توازن قوى فرضته المقاومة في المنطقة ولن تغيّره عنتريات فارغة تصدر من افواه المسؤولين الإسرائيليين، فلا بديل لمواجهة الكيان الغاصب سوى المقاومة، وتعزيز أسباب القوة، ووحدة الجبهات في الشمال والجنوب وداخل فلسطين المحتلة، وهذا سيعجّل بعودة الحقوق العربية السليبة.
في النهاية يعرف الكيان الغاصب جيداً أنه لا يملك القدرة على تدمير فصائل المقاومة وترسانات أسلحتها، وإذا ما استمر الكيان الصهيوني بالاعمال الاستفزازية فإن احتمال قيام الجهاد الإسلامي أو حركات وجماعات فلسطينية أخرى بعمليات واسعة ضد الكيان الصهيوني خلال شهر رمضان سيكلف الكيان المحتل الكثير والكثير ، وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل وضوح أن الخوف من الانهيار من الداخل والعجز الذي ظهر بشكل جيد في لهجة تصريحات كبار المسؤولين في تل أبيب، يدل على أنهم في أسوأ لحظة في التاريخ، فقد فقدوا المبادرة داخليًاً وخارجياً، والانضباط والعمل خارج أيديهم وليس لديهم مخرج من هذا الموقف. فالكيان الصهيوني في أسوأ أوضاعه التاريخية هذه الأيام ووجود متشددين في مجلس الوزراء، إلى جانب موجة الاحتجاجات الداخلية الواسعة، سيلهب الأجواء الأمنية والسياسية في الأراضي المحتلة وهذا الوضع سيسرع من انهيار الكيان الصهيوني.