الوقت- قالت مصادر سورية معارضة، أن ما يسمى "الهيئة العليا للمعارضة" التي تشكلت مؤخرا في الرياض، صوتت على اختيار رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب منسقا عاما للهيئة المنبثقة عن مؤتمر الرياض المكلفة بالتفاوض مع الحكومة السورية.
واشارت المصادر التي شاركت في مؤتمر الرياض، ان انتخاب رياض حجاب جرى بأكثرية 24 صوتا مقابل ثمانية أصوات ذهبت للرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، من بين عدد اصوات المشاركين في مؤتمر الرياض الذي عقد قبل أسبوع وتم عين أعضاء هذه الهيئة الذين يبلغ عددهم نحو خمسة وستين عضواً.
وقال أحد المشاركين في الاجتماع طالب عدم الكشف عن اسمه، بحسب وكالة رويترز، إن الهيئة العليا تنتظر الآن أن يقوم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ب"تحديد عدد المفاوضين" الذين يتوجب على المعارضة أن تقدم أسماءهم للمشاركة في مفاوضات مع النظام السوري مطلع السنة المقبلة .
ويأتي اختيار رياض حجاب عشية المؤتمر الوزاري لـ "المجموعة الدولية لدعم سوريا " في نيويورك الذي يتوقع أن يناقش مسودة قرار دولي يتضمن برنامجاً للحل السياسي ووقفاً شاملاً للنار في سوريا.
ورياض حجاب مولود عام 1966 في دير الزور شرق سوريا، و حائز على دكتوراه في الهندسة الزراعية، بدأ العمل السياسي في أروقة اتحاد الطلبة في سوريا، انتسب حجاب منذ أن كان طالباً في المرحلة الاعدادية الى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، وتولى حجاب في مؤسسة اتحاد الطلبة منصب رئيس المكتب الاداري في دير الزور بين 1989 و1998 قبل أن يصير أميناً لفرع حزب البعث الحاكم في دير الزور بين 2004 و2007، وكان على صلة وثيقة بأجهزة الدولة الأمنية السورية في محافظته، حيث يعد منصب أمين فرع حزب البعث في المحافظة منصب لايقل أهمية عن منصب المحافظ، الذي يكون له كلمة الفصل في جميع أحداث محافظته.
يتمتع رياض حجاب بثقة كبيرة من قبل القيادة الحزبية في سوريا، لدرجة أن أصبح من أصحاب القرارات ضمن اروقة الحزب ومجالسه، بالاضافة الى نفوذه في مجلس الأمن القومي السوري، تقلد حجاب بعد ذلك أي عام 2008 منصب أمني حساس جداً وهو محافظ للقنيطرة ثم محافظا للاذقية، وتكتسب الأهمية الأمنية لهاتين المحافظتين كون الاولى لها خصوصية امنية نظرا الى تماسها مع الكيان الاسرائيلي والثانية كونها الخزان الاستراتيجي واللوجستي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، كون الأسد ابن هذه المحافظة.
وبعد أيام على انطلاق الأزمة السورية، وما رافقها من قرارات اصلاحية من بينها اقالة الحكومة القديمة، وانشاء حكومة جديدة برئاسة عادل سفر، شغل حجاب، وهو متزوج وله أربعة أولاد، منصب وزير الزراعة في الحكومة الجديدة، واستمر في منصبه حتى السادس من حزيران، تاريخ تكليفه رئاسة الحكومة ،وهو المنصب الذي بقي في شهرين الى حين انشقاقه وانتقاله الى الاردن سراً، مما اعتبر البعض محاولة قطرية وسعودية لكسر قوة النظام السوري كون حجاب أعلى مسؤول بهذا الثقل ينشق عن بلاده، وما يمتلكه حجاب من معلومات أمنية عالية المستوى، ولكن لم تفلح هذه الخطوة في تحقيق اي انجاز ملموس على الأرض.
طرح اسم حجاب كمرشحا لرئاسة ما يسمى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" خلفا للجربا، الا أن الائتلاف أعاد انتخاب أحمد الجربا ب65 صوتاً متقدماً عليه ب13 صوتاً، في حين بقي بعض المعارضين لم يتقبلوا انتقاله الى صفوفهم وارتفاع اسهمه. وعنه قال المعارض فايز ساره العام الماضي إن"حجاب كان ابناً عميقاً للنظام، وبالتالي من الطبيعي الا يصبح ابناً عميقاً للثورة ."