الوقت- وقعت السعودية اتفاقية مع شركة هواوي الصينية للتعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تحديث بنيتها التحتية التكنولوجية ودفع عملية الابتكار الرقمي في المملكة العربية السعودية وذلك على الرغم من حقيقة أن شركة Huawei الصينية تخضع لأشد العقوبات الأمريكية صرامة منذ فترة طويلة.
أعلنت شركة هواوي في بيان أنها وقعت هذه الاتفاقية مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في الرياض ووفقًا لهذا العقد، سيقوم الطرفان ببناء بنية تحتية واسعة النطاق في المملكة العربية السعودية حتى عام 2023 وتخطط الحكومة السعودية لإسناد البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات إلى هذه الشركة الصينية.
على الرغم من حقيقة أن شركة Huawei الصينية تخضع لأشد العقوبات الأمريكية صرامة منذ فترة طويلة حيث سعت الولايات المتحدة من خلال حظرها على Huawei في عام 2020 لمنع الشركة من الوصول إلى رقائق محدثة. فقدت Huawei أيضًا القدرة على إنتاج الرقائق من خلال مصانع TSMC. ونتيجة لهذا الحادث، أوقفت Huawei إنتاج شرائح سلسلة Kirin، والتي كانت دائمًا من بين أفضل الرقائق في عالم الهواتف المحمولة.
في خطوة منفصلة، فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا أكثر صرامة على صناعة الرقائق في الصين وتعتقد الولايات المتحدة أن صانعي الرقائق الصينيين يشكلون تهديدًا للأمن القومي، وبالتالي يجب فرض قيود صارمة على أنشطتهم.
على الرغم من العقوبات الأمريكية القاسية، لم تتوقف Huawei عن المحاولة، وبمرور الوقت زادت ميزانية فريق البحث والتطوير لتطوير تقنيات جديدة وزادت الشركة الصينية ميزانية هذه الوحدة إلى 142.7 مليار يوان (20.65 مليار دولار) العام الماضي هذا الرقم يعادل 22.4٪ من إجمالي الإيرادات السنوية لشركة Huawei.
انقلاب في العقيدة السعودية تجاه الصين
لطالما حاصر الغرب الاستعماري والإمبريالي ويهود تل ابيب ومعهم السعودية، جمهورية الصين الشعبية ولأسباب عدة منها ديكتاتورية الحزب الشيوعي الحاكم والديمقراطية وحقوق الإنسان والكفر والإلحاد والشرك واثارة قضايا الأقليات في الصين مثل قضية إقليم التيبت والايغور المسلمين وفجأة ما يسمى خادم الحرمين الشريفين سلمان يوقع مع “شي جين بينغ” رئيس الصين وزعيم الحزب الشيوعي الصيني الماركسي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الكيان السعودي والصين.
وتوقيع “46” اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدة مجالات منها نشر ثقافة التسامح وتعليم اللغة الصينية والسياحة والطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية والنفط والدفاع والأمن ومكافحة الارهاب! كما ورد في البيان الختامي للزيارة وصحيفة ذا ايكونومست البريطانية تعلق بالقول ”زيارة أكبر مستورد للنفط في العالم لأكبر مصدر للنفط في العالم سببت صدمة في البيت الأبيض.
فالعالم بدء يتشكل من جديد أمامه، وامريكا تشاهد فقط!” وتجار الكلمة ونخاسة الدين والاوطان التابعين للقصر السعودي باحاديث السعودية تمثل العرب وأن الخطوة ستكون نقطة تحول في تشكيل عالم متعدد الاقطاب وأن الكيان السعودي وصل الى مرحلة الضيق من الابتزاز الغربي الأمريكي وخاصة فيما يتعلق بملف الإرهاب.
هل نحن أمام احتلال جديد؟
“لاريس بوكر” كاتبة ومحللة سياسية يهودية صهيونية وبتاريخ 9 ديسمبر كتبت مقال تحليلي عن زيارة الرئيس الصيني للكيان السعودي وبواقع 10 تغريدات على حسابها تويتر وملخص المقال ان طرق نقل النفط من الإمارات للصين مهدد وان اقتصاد الصين الذي يستورد كميات ضخمة من نفط الإمارات في مازق صعب وكارثة اقتصادية محققة فالطريق البحري عبر مضيق هرمز مهدد بالحرب بين ايران وأمريكا وان ايران تمنع اقامة قاعدة عسكرية للصين في مضيق هرمز وان أمريكا تتحكم بدخول سفن النفط للصين في المحيط الهندي والهادى.
وأن طريق الحرير البري بين الصين والإمارات فاشل لانه يمر عبر إيران وباكستان وسريلانكا وميانمار واليمن وكل هذه الدول تعاني من اضطرابات أمنية مثل إيران وباكستان او أعلنت الإفلاس مثل سريلانكا وليست ناجحة في الوقت الراهن مثل اليمن وان الصين قد سئمت من الاستثمار في الدول الفقيرة فقط وان الحل هو البحر الأحمر ثم البحر المتوسط والقاعدة العسكرية الكبيرة للصين في جيبوتي ستحمي مضيق باب المندب.
وبذلك المحللة الصهيونية وضعت الصين في وضع مأزق حتمي وان الحل للصين هو الاستثمار في الكيان السعودي بالطاقة الخضراء والألواح الشمسية والتكنولوجيا الثالثة وبناء جسر ثيران بين تل ابيب والحجاز ومصر وتشييد مدينة القاهرة 2 وبناء منازل وجامعات وسكك حديد وطرق ومطارات في مدينة نيوم الرقمية واليهودية بوكر تصف مدينة نيوم بمدينة المستقبل وستكون علمانية مثل دبي بسبب الثروة الهائلة للسعودية.
وذكرت المحللة الصهيونية بوكر أن الحرب العالمية الثانية بدأت على الموارد والسيطرة على المحيط الهادئ بين اقتصاد أمريكا النامي واقتصاد اليابان النامي حينها وأشارت اليهودية بوكر الى الاستقبال الحار للزعيم الصيني الشيوعي ومقارنته بالاستقبال البارد للرئيس الأمريكي جو بايدن المُتفاخر بانه الرئيس الصهيوني ووصفت بوكر زيارة جي شين بينغ بانها عملية وستؤدي الى سيطرت الصين على الشرق الأوسط وبهذا التحليل اليهودي.
الصهيوني يريد أن تحل الصين مكان أمريكا الإمبريالية الراحلة والتي حلت مكان بريطانيا الاستعمار المرحومة ودائما وابدا من بوابة الاقتصاد ومكافحة الإرهاب ألم تأتي بريطانيا الاستعمار للبحار العربية بمبرر حماية التجارة بين الشرق الهند والغرب أوروبا من التوحش الوهابي الذي كفر البحارة الهندوس وهاجم السفن الهندية الكافرة وصادرها وكان غزو واحتلال وتقسيم وزرع الكيان السعودي ثم الصهيوني.
ألم تاتي أمريكا الى الخليج من بوابة نهب نفط العرب بثمن بخس وكانت قواعد عسكرية أمريكية لضرب حركات التحرر العربية والمقاومة الإسلامية لحماية كيان بني سعود وبني صهيون، وكذلك مكافحة الإرهاب الوهابي السعودي ورحل الاستعمار وأمريكا كذلك على وشك الرحيل ومغريات الاقتصاد تعرض للصين وبمعزوفة مكافحة الإرهاب فهل الصين ستكون تكرار لبريطانيا وأمريكا!؟
أمريكا والسعودية ولعبة القط والفأر
يبدو ان تهديدات المسؤولين الامريكيين للسعودية لمعاقبتها على موافقتها، الى جانب روسيا، على خفض انتاج “اوبك +” مليوني برميل، لم تتحول الى قرارت حقيقية، خوفا من دفع السعودية اكثر في الوقوع في حضن التنين الصيني والدب الروسي.
بعد النبرة العالية للمسؤولين الامريكيين، الذي طالبوا بوقف التعاون العسكري مع السعودية، ورفض بيعها السلاح الامريكي، وسحب القوات الامريكية من السعودية، الا ان الذي تقرر بعد كل هذه التهديدات، كما ذكرت شبكة “أن بي سي” الاميركية ، أن الإدارة الأميركية ناقشت فقط إبطاء المساعدات العسكرية المقدمة للسعودية بما في ذلك تأخير تسليم شحنات من صواريخ “باتريوت”، وليس الغائها.
شبكة “ان بي سي” اضافت نقلا عن مسؤولين أميركيين، ان هذا الخيار ايضا لم يُحسم بعد، رغم وجود مسؤولين عسكريين يؤيدون الفكرة، لكن هناك من يرى ان العلاقة العسكرية بين واشنطن والرياض يجب أن تكون بمعزل عن أي إجراءات انتقامية.
في المقابل ردت السعودية على التهديدات الامريكية بمعاقبتها، بسلسلة من المواقف، منها ما اعلن عنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيزور الرياض قريبا لعقد 3 قمم، وهي صينية سعودية، وصينية خليجية، وصينية عربية، وتقرر ان تناقش القمم الثلاث القضايا المرتبطة بالطاقة والاقتصاد، وقد تشهد القمم ايضا التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة بين الصين والدول الخليجية.
العارفون بدهاليز السياسة السعودية، يرون ان القمم الثلاث سوف لن يصدر عنها قرارات تستفز امريكا، وان الرياض لن تضحي بعلاقاتها التاريخية مع واشنطن، وكل ما يقال عن نية السعودية الانضمام الى تكتل “البريكس”، بيع سندات خزانة امريكية تمتلكها، او بيع نفطها باليوان الصيني، او التخلي عن السلاح الأمريكي، ليس سوى ورقات ضغط ، تمارسها السعودية من اجل إجبار الرئيس الامريكي جو بايدن ان يتعامل مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان باحترام اكبر، والاعتراف به بانه الحاكم الفعلي والمستقبلي للسعودية.
من الواضح ان ردة فعل السعودية، قللت من نبرة التهديد الامريكي، ودفعت المسؤولين الامريكيين، ان يتريثوا في اتخاذ اي قرار ضد السعودية، على الاقل في الوقت الحالي، بانتظار ما سيتمخض عنه اجتماع “أوبك”” المقرر ان يعقد في كانون الأول/ديسمبر.
اغلب المراقبين للمشهدين الصيني والسعودي، يؤكدون على ان الصين لا يمكنها ان تحل محل امريكا، فهي لن تستطيع مثل امريكا ان توفر الحماية للسعودية على حساب دول أخرى في المنطقة، تربطها مع الصين علاقات وثيقة، لذلك نرى الصين تعتمد سياسة قائمة على حل الخلافات بين دول المنطقة عبر الحوار. لذلك ستفضل السعودية توثيق علاقاتها الاقتصادية مع الصين، والابقاء على علاقاتها الامنية والعسكرية مع امريكا على الاقل على المستوى المنظور.
ما ذهب اليه المراقبون، من ان لا امريكا تضحي بالسعودية ولا السعودية يمكنها ان تتخلى على امريكا، اكدته الوقائع، فبعد كل التهديدات المتبادلة بين امريكا والسعودية، لم تخفض امريكا مبيعاتها من الاسلحة الى السعودية، ولم تقر مشروع “نوبك” لمعاقبة “اوبك”، وفي المقابل لم تبع السعودية سندات خزانة امريكية تمتلكها، ولم تنضم الى “البريكس” ولم تبع النفط للصين باليوان الصيني.