الوقت- أصدر رجال دين بحرينيون معتقلون في سجون آل خليفة بيانا موجها إلى البابا فرنسيس الذي يسافر إلى البحرين في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر للمشاركة في اجتماع "الحوار بين الشرق والغرب".
حيث نشر كل من الشيخ عبد الجليل المقداد والشيخ سعيد النوري والشيخ محمد حبيب المقداد والشيخ علي سلمان وهم من رجال الدين البحرينيين المعتقلين سياسيًا بياناً بإسمهم بمناسبة الزيارة المنتظرة.
يذكر أن البحرين ستستضيف منتدى عالمي للحوار بين الأديان يومي 3 و 4 نوفمبر الجاري تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ويشارك في هذا الملتقى الشيخ أحمد الطيب المفتي وشيخ الأزهر والبابا فرنسيس زعيم الكنيسة الكاثوليكية الذي سيعقد كمنتدى حوار البحرين تحت شعار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".
ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع أكثر من 200 من القادة الدينيين العالميين والشخصيات الإعلامية والخبراء المشهورين. يتضمن هذا الاجتماع جلسة افتتاحية و 4 جلسات رئيسية، تتم فيها مناقشة تجارب تعزيز التعايش العالمي والإنساني، والتعايش السلمي، ودور رجال الدين والعلماء.
ويعتقد بعض الخبراء أن مثل هذه اللقاءات يتم تنظيمها بهدف تعزيز تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية في منطقة الخليج مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وأن الحوار بين الأديان يهدف إلى تحقيق هذا الهدف.
سيعقد هذا الاجتماع بينما كان نظام آل خليفة يضغط على الشيعة منذ سنوات ولا يسمح لهم بإقامة الاحتفالات والطقوس الدينية بحرية.
يذكر اسم نظام آل خليفة، الذي يحكم البحرين منذ عام 1975، دائمًا على أنه أحد منتهكي حقوق الإنسان الجسيم إلى جانب المملكة العربية السعودية، والنقطة المشتركة بين هذين النظامين هي القمع الشديد للشيعة في بلادهم.
وخاطب رجال الدين البحرينيون المعتقلون البابا وقالوا: "نرحب بكم في أرض البحرين كداعم للسلام والإصلاح والعدل. ستطأ قدمك أرضًا لا يوجد فيها شعار للتسامح والتعايش لأبنائها وشعبها، وبينما يتحدث النظام عن العدل والإحسان، يظهر الظلم والعدوان في العمل.
وأكد رجال الدين الأربعة هؤلاء: إن أبناء هذه الأرض إما قتلوا ودفنوا في التراب، أو ثكلى أمهاتهم، أو جرحي يعانون، أو حبسوا في السجون، أو يتعرضون للاضطهاد، أو أنهم بعيدون عن عائلاتهم و يعيشون في المنفى. وفي تقرير "بسيوني" ومنظمات حقوقية دولية أخرى، تم توثيق العديد من الانتهاكات التي تعرض لها سكان هذه الأرض.
كما جاء في هذا البيان أن: "تحقيق الإصلاحات والعدالة والكرامة الإنسانية أهداف مشتركة لكل الرسالات السماوية التي لا تقبل بطش الشعب والفساد في البلاد، وهذه هي الأهداف التي سعى أهل هذا البلد إلى تحقيقها".
وفي الختام أعرب رجال الدين البحرينيون عن أملهم في أن يقول البابا الحقيقة خلال زيارته للبحرين التي ترافقها دعوة الإيمان والفطرة، كما أكدوا أن الأمة البحرينية تعايشت دائمًا مع أهل الأديان الأخرى، وهذا ما كان عليه الحال في الماضي والحاضر.
وفي وقت سابق، طلب آية الله الشيخ "عيسى قاسم" الزعيم الروحي للثورة البحرينية، من المشاركين في اجتماع قادة الأديان، الذي ستنظمه حكومة البحرين، عدم تصديق "مزاعم التسامح أو السلام الحقيقي" لنظام آل خليفة.
لقاءات لتكريس التطبيع
تستضيف البحرين منتدى عالمي للحوار بين الأديان يومي 3 و 4 نوفمبر الجاري تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ويعتقد بعض الخبراء أن مثل هذه اللقاءات يتم تنظيمها بهدف تعزيز تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية في منطقة الخليج العربي مع النظام الإسرائيلي الغاصب، وأن الحوار بين الأديان يهدف إلى تحقيق هذا الهدف.
سيعقد هذا الاجتماع بينما كان نظام آل خليفة يضغط على الشيعة منذ سنوات ولا يسمح لهم بإقامة الاحتفالات والطقوس الدينية بحرية.
يذكر اسم نظام آل خليفة، الذي يحكم البحرين منذ عام 1975، دائمًا على أنه أحد منتهكي حقوق الإنسان الجسيم إلى جانب المملكة العربية السعودية، والنقطة المشتركة بين هذين النظامين هي القمع الشديد للشيعة في بلادهم.
ما يعمق استياء البحرينيين واستيائهم هو الأخبار اليومية التي تقدمها وسائل الإعلام التابعة لنظام آل خليفة بأن البلاد تهتم بالحرية الدينية وتدابير مثل الإذن بإنشاء معبد للهندوس وكنيسة للمسيحيين ومعبدًا للهيود.
ويتابع النظام قمع الشيعة في البحرين هذا العام أيضًا، حيث شهدت شوارع هذا البلد خلال الأسابيع الماضية تجمعات واحتجاجات جماهيرية ضد سياسات آل خليفة القمعية ضد الشيعة وسجناء حرية التعبير. كما حذر الشيخ عيسى قاسم، زعيم الشيعة في البحرين، من أي ضرر يلحق بهؤلاء الأشخاص في سجون آل خليفة.
تهميش الشيعة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة يتم من قبل النظام بينما يتم استهداف معتقداتهم الدينية في الكتب المدرسية ولا يقال عنها شيء. في الوقت نفسه، يتعرض كبار رجال الدين الشيعة للاضطهاد ويوجد العشرات من رجال الدين في السجون ويواجهون كل أنواع الإهانات والتعذيب.
قبل ذلك ، أعلن "إبراهيم المدهون"، الكاتب والخبير في القضايا السياسية ضد النظام البحريني، أن حكومة البحرين مستمرة في تقييد شيعة هذا البلد والضغط عليهم لمنعهم من أداء طقوسهم الدينية بينما يتمتع "اليهود" و "البوذيون" في هذا البلد بالحرية الكاملة في هذا المجال ويقيمون طقوسهم.
نشطاء وجمعيات تخاطب البابا
حثّ نشطاء حقوقيون بحرينيون بارزون، الفاتيكان، على معالجة عدد من الملفّات الخطيرة والمخاوف المستمرة المتعلقة بالحرية الدينية خلال زيارة البابا فرانسيس المقررة إلى المنامة الشهر المقبل.
وبعثت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، رسالة إلى البابا فرنسيس طالبته فيها، بحث ودعوة “السلطات البحرينية إلى وقف التمييز المؤسسي الممنهج ضد الشيعة في المملكة.
وذكرت المنظمة في رسالة لها وجهتها الى البابا، أن “الأسرة الحاكمة في البحرين تستخدم التمييز الديني كأداة للحفاظ على سلطتها وتستغل المظاهر العامة للتعايش بين الأديان أو الزيارات البابوية للتغطية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان”ن داعية “إلى المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين”.
وكانت منظمات حقوقية قد أرسلت رسالة إلى الفاتيكان، دعت فيها البابا فرنسيس إلى حث السلطات البحرينية على وقف الانتهاكات الدينية والحقوقية الحاصلة في البحرين، مبديةً خشيتها من أن يستخدم النظام البحريني هذه الزيارة كحملة “تبييض” لصورته وتعتيم على الانتهاكات التي يقوم بها بحق عدد كبير من المواطنين.
واعتبرت المنظمات أن العائلة الحاكمة تستخدم التمييز الديني كأداة للحفاظ على السلطة وتستغل المظاهر العامة للتعايش بين الأديان أو الزيارات البابوية للتغطية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
من جهته وجّه علي مشيمع نجل الشيخ المعتقل حسن مشيمع رسالة إلى البابا دعاه فيها إلى لقائه وعدد من الناشطين الحقوقيين لإطلاعه على واقع البلاد.
واضاف في رسالته: “ أناشدك أن تلتقي بوالدي على الأقل.. لا يمكن أن يحدث حوار ديني حقيقي في البحرين دون زيارة سجوننا ورجال الدين المنفييين”.
لا يزال القمع في البحرين مستمراً أما الحكومة تدّعي أنها عنوان الديمقراطية وأنها مثال في الديمقراطية أمام المجتمعات الدولية وها هي مؤخراً تريد الإدعاء بأنها رمز التعايش السلمي بين الأديان بينما يعاني غالبية الشعب البحريني من الطائفة الشيعية من هذا النظام وهم محرومون من القيام بأبسط طقوسهم الدينية.