الوقت- في ظل انقسام العالم العربي في المواقف الدولية والعلاقات مع سورية وفقدان الثقة المطلقة بين هذه الدول وعدم التوصل لقرار حقيقي موحد يعبر عن وطن عربي واحد تترقب الأنظار انعقاد قمة عربية جديدة في العاصمة العربية الجزائرية بغياب نواة العروبة والمقاومة فيها وعدم مشاركة الجمهورية العربية السورية بهذه القمة وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع الأمين العام لجامعة الامة العربية الدكتورة "هالة الأسعد".
الوقت: لما لن تشارك سورية في القمة العربية المرتقبة في الجزائر؟
الدكتورة هالة أسعد: أعلنت سورية عدم مشاركتها بقمة الجزائر ولها أسبابها طبعا ومن الأسباب عدم توافق أنظمة الدول العربية على عودتها والأجدر هو قول إن الانظمة العربية لم تتوافق على عودتهم لحضن العروبة. وقد فضل البعض منهم الاستمرار بالارتماء بالحضن الأمريكي الصهيوني والذي يمكن أن نصفه بالخياني، لان الاتفاقات الخيانية طفت على سطح البعض ودون حياء على أقل تقدير من شعبهم بحيث توافقوا وربما بالمطلق مع الكيان المؤقت الصهيوني اللقيط، وعملت سورية على أن لا تحرج الجزائر وحكومتها ورفضت هي المشاركة وهو الأكرم لنا لسورية.
الوقت: ما أثر عدم مشاركة سوريا في هذا القمة على العلاقات مع الدول العربية؟
الدكتورة هالة أسعد: عدم مشاركة سورية في هذه القمة وربما في جامعة تم افراغها من مضمونها الوحدوي الى عنصر أصبح تابع للبريطاني والأمريكي والصهيوني.
والملاحظ أن الأمريكي أفرغ جامعة الدول من مضمونها لسبب أن يكون العمل على اتباع الأنظمة بقراراتها الجماعية ككتلة واحدة بعد دخوله وإعلانه عن الكثير من العلاقات مع البعض وربما أنظمة متعددة إلا من رحم ربي هي أصبحت أنظمة تابعة بخسة للقرار الأمريكي.
وهذا ما تعمل عليه الماسونية من إفراغ المنظمات الدولية من مضمونها وهكذا فعلت مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية.
وخرجت بمضامين تتناقض مع مواثيق هذه المنظمات بالمطلق كما أخرجت بعض الدول العربية عن تطبيق دساتيرها بتجريم التطبيع.
وللعلم فإن الماسونية والأمريكي أول من حارب عنوان الأوطان ومن ثم حارب الهوية وهذا ملاحظ بمحاربته للهوية العربية وقد نجح في ذلك وربما حول الإعلام الى أن أنظمة الخليج هي من يحمل راية العروبة وأتمنى من كل محورنا تفهم أن هؤلاء لا يمثلون العروبة بالمطلق.
لأنهم يمثلون المال والنفط وهم بلا عقيدة أو هوية وإعلانهم بذلك عبر الإعلام وخصوصاً يعني تعميم محاربة الهوية العربية التي هي منهم براء.
أما المشهد الثالث فهو محاربة العقيدة الإسلامية بمعنى زرعوا الفتن بين أجنحة العقيدة الإسلامية أولاً واول ما حاربوا المذهب السني حيث خلقوا لهم القاعدة والداعش والنصرة وادعوا أن هذا مذهبهم كحملة لرايته.
إضافة الى الإخوان المسلمين والوهابية والمتمثل بالنظام التركي والخليجي والسعودي، لكن هؤلاء لا يمثلون هذا المذهب لنعي ذلك جيداً حيث عملوا على زرع الكراهية حتى بين اتباعه.
والآن الملاحظة الخطرة أنهم بدؤوا كما في العراق لتفتيت المذهب الشيعي وهذا خطر عقائدي ثان بمعنى أنهم بالمجمل فتتوا العقيدة الإسلامية ونجحوا كذلك لنعترف بذلك.
الوقت: مع استقرار الحكومة السورية ما هي الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها التيارات المعادية لبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة بعد التراجع عن مواقفها السابقة؟
الدكتورة هالة أسعد: أما عن الاجراءات التي تتخذ ممن كان يطالب برحيل الرئيس بشار الاسد وخصوصاً بعد الاستقرار الذي تنعم فيه سورية فإن قراراتهم لا تنطبق الا على أنفسهم وهم يقيمون ذاتهم فالقافلة السورية تسير وبدعم حلفاء أوفياء صادقين وستنتصر سورية بإذن الله وبهمة الغيارى. رغم الحرب الاقتصادية الشرسة المفروضة على الشعب والخالية من أدنى حق من حقوق الانسان سورية لن يتغير نهجها لأنها تحافظ على ثوابتها، وللعلم فإن الأغلبية المطلقة من الشعب العربي يدينون بالولاء للنهج السوري. وهذا نلاحظه تماماً بجامعة الأمة العربية التي مركزها دمشق وهي تجمع المؤسسات والهيئات والروابط والأحزاب التي تنتهج النهج المقاوم على مساحة الوطن العربي والمغترب وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء الذين يؤمنون بنهجها وبسيادته وبقرارها بل نسعى للتكامل لأننا فعلا نشكل قوة ونتكلم باسم الشعوب التي تحافظ على مبادئها وثوابتها ومقاومتها.