الوقت- بعد أكثر من خمس سنوات على قيام الولايات المتحدة باحتلال جزء من الأراضي السورية وسرقة خيرات البلاد، بدأت الدول الحليفة لدمشق باتخاذ مواقفة أكثر صرامة نحو واشنطن وممارساتها في سوريا.
وزارة الخارجية السورية دعت أميركا إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ووقف نهب ثرواتها الوطنية، وأضافت إن الولايات المتحدة تواصل احتلالها بشكل تعسفي لمناطق مهمة في سوريا من حيث إنتاج الحبوب وإنتاج النفط، وتسلب وتنهب الثروات الوطنية السورية، الأمر الذي يتسبب في معاناة السكان المحليين ويدفع بهم من أزمة إنسانية إلى أخرى، وأشارت الخارجية إلى انه يجب على الولايات المتحدة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والاستجابة لدعوات السوريين ورفع العقوبات الأحادية عن هذا البلد، ووقف نهب ثروات سوريا الوطنية.
يومياً تسرق الولايات المتحدة نحو ستة وستينَ ألفَ برميل نفط من الحقول السورية، وذلك في أوقح جريمة سرقة عرفها التاريخ أو عرفتها دول المنطقة، حيثُ إن هذه الثروة الوطنية لا يستفيد منها الشعب السوري الذي هو بأمسَّ الحاجة لها وخصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء في البلاد، حيثُ يعيش السوريون ظروفاً قاسية سواء في السنوات الماضية أو الآن بسبب قلة المحروقات، وما تقوم به أميركا في سوريا ليس بجديد بل إن هذا هو ديّدن سياستها الخارجية، فهي الدولة التي نهبت أوروبا اثناء الحرب العالمية الأولى، ثم نهبتها مرة أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية فكانت في البداية تدعم ألمانيا حتى دخلت ضدها إلى جانب دول الحلفاء، وبعد نهاية الحرب نهبت أوروبا مرة ثالثة بحجة إعادة إعمارها عبر خطة مارشال التي تعتبر مشروعاً اقتصادياً يهدف لتشغيل المصانع الأوروبية بأيدي عاملة رخيصة لمصلحة واشنطن، التي هي من اقرضت الدول الغربية الأموال لتشغيل المصانع وعادت الأموال إليها بفوائد عالية، وبالتالي كسبت هيمنة أكبر على أوروبا في الاقراض، ثم أخذت عليها فائدة أكبر عند السداد، وفي النهاية استلمت بضائع ممتازة بثمن بخس، ثم قامت بسرقة كوريا الجنوبية أثناء حربها الأهلية مع شقيقتها الشمالية، وبعد نهاية الحرب كانت أميركا قد سيطرت على كل شيء في كوريا الجنوبية التي تواصل حتى الآن دفع التعويضات لأميركا بشأن إعمارها بعد الحرب إضافة إلى أخذ واشنطن لثرواتها الطبيعية أيضاً. وفي فيتنام درس آخر من دروس السرقة الأميركية وذلك بعد أن تدخلت واشنطن فيها بوقاحة وافتعلت مجازر وحشية بحق الشعب الفيتنامي حتى تسرق ما يملك من ثروة.
المنطقة العربية شاهد حقيقي أيضاً على البلطجة الأميركية، مثلاً في الثمانينات دعمت الولايات المتحدة نظام الطاغية صدام حسين، في عدوانه على الجمهورية الإسلامية، وخلال فترة العدوان قامت بنهب ثروات المنطقة عبر أخذ أموالهم مقابل الأسلحة خلال الحرب، وبعدها أدخلت النظام الصدامي في حرب أُخرى مع الكويت في بداية التسعينيات فواصلت سرقة النفط العراقي عبر ملف النفط مقابل الغذاء، إضافة إلى نفط السعودية والكويت عبر وضع قواتها في كلا البلدين، هكذا حتى وصلنا إلى عام 2003 عندما احتلت العراق علانية وقامت بسرقة النفط العراقي وتصديره إليها دون الرجوع إلى بغداد على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى سرقتها لأمواله علانية عبر دعم الفاسدين في بعض مفاصل الدولة العراقية، الذين كانوا ينهبون الأموال وينقلوها إلى البنوك الأميركية.
سرقة الولايات المتحدة للشعب السوري لن تستمر طويلاً وخصوصاً مع استنفار المقاومة الشعبية شرق الفرات في سوريا ضد المحتل الأميركي، وهذه الانتفاضة تم ترجمتها عملياً على الأرض عبر قصف القواعد الأميركية بشكل دوري ما جعل القوات الأميركية ومن معها من جماعات انفصالية بحالة استنفار دائم. ولكن بات من الضروري أن يتم دعم هذه المقاومة شعبياً أكثر وذلك عبر تظاهرات مدنية في مناطق وجود حقول النفط المحتلة وفي محيط القواعد الأميركية، وأن يقوم المتظاهرون باقتحام هذه الحقول مدنياً ودون أسلحة حتى لا يتم مهاجمتهم من قبل قوات الاحتلال، وذلك على غرار ما فعله المغاربة في ثورتهم ضد المحتل الإسباني، وبالتالي ستجبر الولايات المتحدة على الخروج من الأراضي السورية.
في النهاية يجب على من يقف إلى جانب قوات الاحتلال الأميركية أن يفهم ويعي أنه يسرق خيرات بلاده ويهديها للمحتل ويبقي أبناء جلدته في برد الشتاء وحر الصيف دون محروقات سواء للتدفئة او للكهرباء، وأن يعي أن التاريخ لن يرحم وأن السوريين سيطردون المحتل وسيُنبذون من تعامل معه أبد الدهر.