الوقت- منذ اليوم الذي بدأت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، وقعت أحداث مثيرة للاهتمام ومفيدة بالطبع.
خلال هذه الفترة، ظهرت تناقضات وثنائيات تتحدى عقول أي جمهور محايد، وبطريقة ما حدث التنوير الذي يشير صراحةً إلى سنوات من الخداع والتزوير. في غضون ذلك، أصبحت الرياضة، وخاصةً كرة القدم، ميدانًا يكشف الحقائق الخفية لهذه الحرب.
منذ البداية، أظهر السلوك الانتحاري وغير المسبوق للمؤسسات الرياضية الدولية في مواجهة هذه الحرب، أن ردود الفعل هذه استندت في المقام الأول إلى المصالح السياسية.
إن مقارنةً بسيطةً وأساسيةً تظهر أن هدف الغربيين ونياتهم في هذا الأمر ليست إنسانيةً وأخلاقيةً على الإطلاق، بل يفرضونها على الجمهور في صورة نقية. لکن في هذه الأيام، رفعت الستائر وكُشفت الحقيقة الزائفة.
من جرائم الصهاينة إلى إجرام آل سعود
هذه الازدواجية في السلوك، التي تستهدف الرأي العام والجسد السياسي الروسي، تسعى إلى غرس الشعور باليأس وممارسة ضغط واسع النطاق على الشعب والحكومة.
إن المقاطعة المفاجئة وغير المسبوقة لجميع الرياضات الروسية من حضور الأحداث الدولية ولعب الدور في استضافة الألعاب الرياضية، أشارت إلى معركة ناعمة بين الغرب والروس.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، إذا كان لحادثة أوكرانيا مثل هذه العواقب بالنسبة لروسيا، فما معنى الصمت في وجه جرائم الکيان الصهيوني في الأراضي المحتلة أو الكوارث في اليمن على يد آل سعود؟
وعلى أي أساس وحجة يمكن تبرير هذه الازدواجية، حيث إنه في مواجهة سنوات من الجريمة والقتل، لم يتم السکوت فحسب، بل تم الدفاع عنها أيضًا بشكل مباشر؟
بالطبع، هذه الأسئلة وإجاباتها أزالت منذ سنوات القناع عن الوجه الحقيقي للمنظمات والمؤسسات الدولية في مجال الرياضة، لكن حالة تشيلسي كانت من النوع الذي تسبب في الكثير من الاحتجاجات.
إن دراسة حالة نادي لندن الشهير ومالكه الروسي، تُظهر مدى نظرة الغرب النفعية تجاه كرة القدم وأبعادها المختلفة، وکون هذه الرياضة أداةً بيده.
حقيقة أن الحكومة البريطانية مستعدة لإلحاق الضرر بعملية وهيكل احترافي وناجح بهذه الطريقة، أغضبت الجماهير الذين يعتقدون أن أحلامهم قد تحطمت، ولا يعرفون مصير فريقهم المحبوب. واليوم، شغل المثالان المذكوران أعلاه والسلوك المتناقض تمامًا، العقل العام والضمير المحايد.
السياسة ضد كرة القدم!
عندما أعلنت حکومة بوريس جونسون أن على رومان أبراموفيتش بيع تشيلسي ولم يعد له الحق في الاستمرار في امتلاكه، نشأ السؤال حول السبب المنطقي وراء القرار.
لقد اعتبر العديد من المنتقدين سلوك رئيس الوزراء البريطاني لعبةً إعلاميةً وسلوكًا بذيئًا يفتقر إلى سبب مقنع، وقالوا إنه يريد أن يقدم نفسه في السياق السياسي شخصيةً فاعلةً، ويركب موجة هذه الحرب.
يمكن اعتبار قرار الحكومة البريطانية هذا مثالاً على کون كرة القدم والرياضة شأناً سياسياً، وليس حتى تسييس كرة القدم والرياضة. والحقيقة أن هذا القرار أظهر أن اعتبار هذا الحقل بعيداً عن السياسة وأفعالها هو تفسير ساذج، والواقع واضح جداً.
أبراموفيتش، الذي أُجبر فجأةً على مغادرة تشيلسي، يعتبر من قبل جماهير الفريق وخبرائه من أنجح ملاك كرة القدم في عالم كرة القدم، واستطاع أن يصل بهذا الفريق البريطاني إلى نقطة مثالية.
وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف بشأن غسيل الأموال أو المكاسب السياسية عندما انضم أبراموفيتش إلى تشيلسي لأول مرة في عام 2003، إلا أن مرور الوقت أزال كل شيء. وقد حظي أداء مالك تشيلسي الروسي بشعبية كبيرة بين جماهير الفريق، لدرجة أنه جعل هذا النادي قوةً كبيرةً.
يحدث هذا الوضع لـ تشيلسي في حين أن هناك الآن حديثاً عن مستثمر أمريكي، وهذا الأمر يضع تجربة مانشستر يونايتد ومصيره أمام جماهير لندن.
ربما أظهر أداء مؤسسات كرة القدم الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا هذه الأيام بوضوح، أن الرياضة بالنسبة للغربيين وقادتهم هي مجرد أداة لتحقيق أهدافهم ومصالحهم.
إذا واجهت روسيا مثل هذه العقوبات والجرائم بسبب الحرب في أوكرانيا، فماذا نتوقع اليوم بالنسبة للکيان الصهيوني وآل سعود؟
ما الذي يجعل فريقًا مثل تشيلسي، الذي قضى عصره الذهبي مع مالكه الروسي، يعاني من هذا الحرمان غير المسبوق، لكن سنوات من الجرائم والقتل الوحشي، لم تواجه رداً فحسب، بل حظيت بدعم كامل أيضًا.
كانت الحرب في أوكرانيا، بكل مشاهدها وأحداثها السلبية، فرصةً أخرى للعالم لرؤية السلوك المزدوج والمتناقض الذي يحمله الغرب في معناه الحقيقي والخفي.
وفي هذا الصدد، يمكن اعتبار تشيلسي مثالاً واضحاً للكذب والتضحية بالناس في اتجاه الأهداف والاستراتيجيات السياسية. ويمكن رؤية حقيقة الغرب بوضوح في هذا التناقض: من تشيلسي وروسيا إلى الصهيونية وآل سعود.
