الوقت- بعد مرور أكثر من سبع سنوات من العدوان السعودي الإماراتي على اليمن،وفي ظل الإنتصارات التي يحققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في مواجه العدوان السعودي، يبدوا أن السعودية والدول المتحالفة معها أصيبت بخيبة أمل فالتقديرات السعودية للحرب في اليمن كانت غير دقيقة، حيث أن هذا البلد الذي لم يخوض حروباً في تاريخة، فالقيادة السعودية كانت تعتقد أن حرب اليمن ساكون مجرد نزهةً لها، وأن عدوانها على اليمن لن يستمر بضعة ايام. في ظل ما تم ذكره بتسأل المراقبون للوضع اليمني هل ياترى سوف تستمر السعودية في عدوانها على اليمن رغم الضربات الموجعة التي تلقتها في عمقها السعودي ؟ هل يدرك بن سلمان أن الحرب على اليمن وصلت إلى طريق مسدود وأن الحل العسكري لن يجرّ على دول التحالف سوى مزيد من الخسائر الاقتصادية والسياسية ؟
في الواقع يظهر واضحاً وجلياً إخفاق السعودية والإمارات في إدارة عدوانها على اليمن، ولكن رغم الاخفاقات المتوالية لقوى العدوان السعودي الإماراتي لم تعمل السعودية على انهاء الحرب العبثية علي اليمن، في المقابل تشير التقارير والشواهد أن الجيش اليمني عمل على فرض معادلة جديدة ضد العدوان السعودي والإماراتي وكبد عدوان التحالف خسائر في الأروح والعتاد العسكري إضافة إلى ضرب القواعد العسكرية والمواقع الحيوية في العمقين السعودي والإماراتي .
أي “اعتداء إماراتي” سيُقابل برد قاسي
خلال الفترة الماضية عادت الإمارات بشكل قوي لمواصلة دورها التخريبي في اليمن، بعد أن أعلنت مراراً وتكراراً انسحابها ولو بشكل جزئي من التحالف السعودي ، حيث عملت الإمارات ومن خلال القوى التي تدعمها للسيطرة على محافظة شبوه وكان هدف الإمارات هو تخفيف الضغط عن جبهات مأرب التي أثبت الجيش اليمني واللجان الشعبية فيها القدرة على التقدم وتحرير المحافظة من أيدي المرتزقة التابعين للإمارات والسعودية، يبدوا أن الإمارات عادت بضغط سعودي لمواصلة العدوان على اليمن ، ولكن الجيش اليمني ورداً على العدوان الإماراتي قام بإستهداف العمق الإماراتي مرات عديدة، ونتيجة لذلك أصيبت الإمارات بإلارباك ، حيث فهمت الإمارات جدية تهديدات الجيش اليمني واللجان الشعبية بأن أي تحرك للإمارات في اليمن سيواجه برداً قاسياً.
من جهه اخرى ونتيجة للضربات القاسية التي تلقتها الأمارات في عمقها والتي كانت "عمليات نوعية "كما وصفها الجيش اليمني ضد الاهداف الحيوية في الامارات، شهدت محافظة شبوة هدوءاً ولكن عادت الموجهات الى جبهة حرض بدعم سعوي، حيث عملت السعودية على الدعم بالمعدات العسكرية الحديثة من أجل الضغط على الجبهات الاخرى، الجدير بالذكر أن تحركات السعودية في جبهة حرض قوبل بمقاومة شرسة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية، وهذا يؤكد أن التخطبط السعودي واضح حيث إن السعودية كانت تهدف إلى تحريك الجبهات المختلفة في نفس الوقت، ولكن الفشل السعودي أثبت أن سياسية السعودية لم تؤثر على قدرة الجيش اليمني واللجان الشعبية في مواجهة قوى التحالف على اكثر من جبهة مختلفة، فالقد سطر أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية انتصارات كبيرة في صد الهجوم السعودي، في نفس الوقت الذي حقق فيه الجيش اليمني إنتصارات كبيرة في صد الضغوط على الجبهات اليمنية، واصل الجيش اليمني استهداف المواقع السعودية في العمق السعودي بالصواريخ والطائرات المسيرة وأثبت الجيش اليميني القدرة التي تمتلكها القوة الصاروخية التي باتت تزداد يوماً بعد يوم .
بعد التقدمات للجيش اليمني على الأرض خلال السنوات الماضية والذي مازال مستمر إلى الان، وفي الوقت الذي أثبت الجيش اليمني الغعالية القتالية، وامتلاك الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة، وتراكم التجربة القتالية الذي عرّض التحالف إلى هزيمة كبيرة ، ادركت السعودية أنها غير قادرة على إنها الحرب في اليمن عسكرياً وتشير التقارير إلى أن حلفاء السعوديين في التحالف يفكرون منذ وقت طويل في كيفية الانسحاب من هذه الحرب، وهذا إن حدث سيكون صفعة قوية للسعودية، فالسعودية التي شنت الحرب على اليمن وأعلنت اهداف لتلك الحرب لم تستطيع إلى الأن أن تحقق حتى جزء منها، بل أن الحصار الخانق على الشعب اليمني جعل اليمنيون أكثر اصراراً على الدفاع عن سيادتهم الوطنية.
السعودية و وضعها الحرج
استمرار تحالف العدوان في الحرب والحصار على اليمن، يقابله ضربات موجعة على مواقع التحالف في العمقيين الإماراتي والسعودي ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن النظام السعودي سائر لتدمير ذاته حيث تزايدت قدرات الجيش اليمني في الدفاع عن اليمن وبالمقابل تفاقمت المشاكل الداخلية في السعودية حيث أن المملكة تعاني انكماش اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والفقر، فالسعودية اضافة إلى الخيبات والهزائم التي تلقتها باتت اليوم تعاني من مشاكل داخلية كبيرة ظهرت على السطح في السنوات الاخيرة، فهناك تذمر شديد بين أوساط الشعب السعودي بسبب استمرار الحرب على اليمن ، حيث إن مغامرات الامير الطائش محمد بن سلمان في حربه على اليمن جعل المللكة تتعرض لوضع صعب جداً ،و يشير خبراء في مجال الطاقة العالمي إلى أن السعودية تخسر كثيرا في كل ضربة يوجهها الجيش اليمني لمنشأتها النفطية.
في الختام في ظل أي استمرار العدوان على اليمن من قبل المملكة السعودية وفي ظل استهداف التحالف للمدن والأحياء السكنية في اليمن فإن ذلك لن لن يمرّا من دون ردّ مزلزل، كما عوّدتنا القوات المسلحة اليمنية التي لا تزال تحتفظ بكامل قوتها، وتحتفظ بمعادلة التصعيد بالتصعيد، فكلما زادت جرائم التحالف بحق أبناء الشعب اليمني علية أن يدرك أن الرد اليمني سيكون أكثر قسوةً وأكثر إيلاماً.