الوقت- يهاجم مستوطنون، منذ أيام، منازل الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وينظمون مسيرات للعودة إلى مستوطنة واقعة على أراضي بلدتي “برقة” و”سيلة الظهر”، والمخلاة منذ عام 2005.
وفي هذا السياق، دعت 145 منظمة أهلية فلسطينية، الأحد، الأمم المتحدة إلى توفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين من اعتداءات يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون بحقهم، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي جزء من محاولات “الترحيل القسري” وترتقي إلى “جرائم حرب”.
ودعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عبر بيان، إلى تحرك فوري لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، وخاصة شمال الضفة.
وهذه الاعتداءات وصفتها الشبكة بأنها “انفلات عنصري للمستوطنين ضمن حرب مفتوحة وممنهجة، وهي ليست عمليات فردية أو منفصلة عن سياق متواصل من الاعتداءات والتطهير العرقي، التي تشمل أيضا مدينة القدس (المحتلة) ومحيطها ومقدساتها وسائر الأراضي الفلسطينية”.
وشددت على أن الأمم المتحدة مطالبة باتخاذ التدابير العاجلة لتوفير الحماية الدولية، والعمل بكل السبل المتاحة لإلزام قوة الاحتلال بوقف ممارساتها التي ترتقي لجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعت إلى توفير كل الخطوات اللازمة لدعم الفلسطينيين للبقاء في أرضهم، والعمل على وقف كل الإجراءات الهادفة إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وحثت الشبكة على ضرورة تضافر الجهود للتصدي لهذه الجرائم بوحدة واحدة، وتوفير مقومات الصمود والبقاء للقرى والبلدات التي تتعرض لحملات شرسة ووحشية من قبل المستوطنين، بحماية من جيش الاحتلال.
وأضافت إن هذا يتطلب أيضا تفعيل لجان الحماية والحراسة الشعبية، ومدها بالاحتياجات اللازمة في مواجهة “غلاة التطرف والعنصرية”.
ودعت الشبكة أيضا إلى تشكيل جبهة دولية واسعة لإنهاء الاحتلال، وتوسيع حملات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، انتصارا لقيم الإنسانية والعدالة والحقوق، وللعمل على محاكمة ومحاسبة القوة القائمة بالاحتلال، وفق البيان.
ومنذ أيام، يهاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وينظمون مسيرات للعودة إلى مستوطنة واقعة على أراضي بلدتي "برقة" و"سلية الظهر" -جنوب نابلس- التي أخليت منذ عام 2005.
وفي السياق ذاته، أغلق مستوطنون إسرائيليون -مساء الأحد- مستوطنة "معاليه ليفونة" المقامة على أراضي بلدة سنجل شمالي رام الله، حيث أغلقوا مدخل البلدة، بحماية من الجيش والشرطة الإسرائيليين، وفقا لوكالة الأناضول.
وأضافت الوكالة إن المستوطنين حملوا العلم الإسرائيلي وقاموا بأداء رقصات استفزازية أمام أهالي بلدة سنجل.
ولفتت إلى أن عددا من شبان البلدة تجمعوا بالقرب من المنطقة للتصدي للمستوطنين في حال تنفيذ اعتداءات على المنازل المحاذية، ما دفع الجيش إلى إبعاد المستوطنين.
في غضون ذلك، يواصل ناشطون ومدونون فلسطينيّون مساندتهم ودعمهم عبر الفضاء الإلكتروني لبلدة برقة، بعد هجمة للمستوطنين عليها بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمين وسمي #أنقذوابرقة و#برقةتقاوم.
وتصدر وسم "#أنقذوا_برقة" عددا من الدول العربية عقب التعديات المتواصلة من المستوطنين على أهالي محافظات الشمال، مطالبين بتدخل فوري لمنع استمرار الاعتداءات.
ودعا المدوّنون أبناء فلسطين للوقوف إلى جانب أهالي برقة للتصدي للمستوطنين ومنعهم من تحقيق أهدافهم.
واللافت في بيان هذه الشبكة التي خرجت الى النور مع اتفاق اوسلو في العام 1993، أنه يتزامن ويتقاطع مع تصريح وزير خارجية السلطة رياض المالكي، الذي قال فيه إن القيادة أرسلت رسائل لكل دول العالم للتحرك لوقف جرائم إسرائيل" والمستوطنين قبل فوات الأوان، وقبل اتخاذ قرارات حاسمة من المجلس المركزي لا يمكن العودة عنها مع استمرار "إسرائيل" في تنصلها من الاتفاقيات".
فالمالكي وهو يهدد بالقرارات الحاسمة من المجلس المركزي والتي "لا يمكن العودة عنها مع استمرار "إسرائيل" في تنصلها من الاتفاقيات" يدرك أن كلامه لا يعبر عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه بلحمه الحي قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال.
يعكس بيان المالكي والشبكة الأهلية، استمرار الرهان على ما يسمى بالمجتمع الدولي، وعدم تبني المقاومة – حتى الشعبية منها التي سوقت لها السلطة وفرضتها خلال اجتماعات القاهرة- حتى في ظل اقتحام المستوطنين للقرى وحرق البيوت وتهديد شعبنا.
إصدار هذا البيان في ظل المواجهة المحتدمة بين الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة وبين قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الأوباش على امتداد الضفة الغربية المحتلة، من شأنه إثارة الجدل ميدانيا وخلق انقسام في الشارع الفلسطيني، في عودة إلى ما حصل في الانتفاضات السابقة.
الرهان على المجتمع الدولي الذي يتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يواجه بلحمه الحي إرهاب واعتداءات قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال، هو تماهٍ مع من يصرون على نهج التسوية التدميري الذي يدفع الشعب الفسطيني في الضفة ثمنه من أمنهم وأرزاقهم.
تهدف اعتداءات المستوطنين الآخذة في التصاعد في الآونة الأخيرة بحماية جيش الاحتلال وبضوء أخضر من المُستوى السياسي في إسرائيل إلى حمل الفلسطينيين على الرحيل عن أراضيهم وديارهم. لذلك لا يوجد حل جذري إلا الانتفاضة ومواجهة الاحتلال وقطعانه حتى تحرير الأرض.